الموسوعة الحديثية


- قالت: لَمَّا أنزَلَ اللَّهُ تَعالى {يا أيُّها الذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أصواتَكُم فوقَ صَوتِ النَّبيِّ} الآية، دَخل ثابتُ بنُ قَيسٍ بَيتَه وأغلَقَ عليه بابَه وطَفِقَ يَبكي، ففقدَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأرسَلَ إلَيه فسَألَه فقال: إنِّي رَجُلٌ شَديدُ الصَّوتِ أخاف أن يَكونَ قد حَبِطَ عَمَلي! قال: لَستَ مِنهم، تَعيشُ بخَيرٍ وتَموتُ بخَيرٍ، قال: ثُمَّ أنزَلَ اللهُ تَعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختالٍ فخورٍ} فأغلَقَ عليه بابَه وطَفِقَ يَبكي، ففقدَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأرسَلَ إلَيه فأخبَرَه فقال: إنِّي أحِبُّ الجَمالَ، وأحَبُّ أن أسودَ قَومي، قال: لَستَ مِنهم، بَل تَعيشُ حَميدًا وتُقتَلُ شَهيدًا ويُدخِلُك اللهُ الجَنَّةَ. قال: فلَمَّا كان يَومُ اليَمامةِ خَرَجَ مَعَ خالدِ بنِ الوليدِ إلى مُسَيلِمةَ الكَذَّابِ، فلَمَّا التَقَوا انكشفوا، فقال ثابتٌ وسالمٌ مَولى أبي حُذَيفةَ: ما هَكَذا كُنَّا نُقاتِلُ على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ حَفرَ كُلُّ واحِدٍ مِنهما حُفرةً، فأتَيا فقاتَلَا حَتَّى قُتِلا، على ثابتٍ يَومَئِذٍ دِرعٌ نَفيسةٌ فمَرَّ به رَجُلٌ مِنَ المُسلمينَ فأخَذَها، فبَينَما رَجُلٌ مِنَ المُسلمينَ نائِمٌ إذ أتاه قَيسُ بنُ ثابتٍ فقال: إنِّي أوصيك بوصيَّةٍ، إيَّاكَ أن تَقولَ هذا حُلمٌ فتُضَيِّعَه، إنِّي لمَّا قُتِلتُ أمسِ مَرَّ بي رَجُلٌ مِنَ المُسلمينَ ومَنزِلُه في أقصى النَّاسِ، وعِندَ خِبائِه فَرَسٌ يَستَنُّ في طِوَلِه وقد ألقى على الدِّرعِ بُرمةً، وفوقَ البُرمةِ رَجُلٌ، فأتِ خالِدَ بنَ الوليدِ فمُرْه فليَبعَثْ إلى دِرعي فيَأخُذُها، فإذا قدِمتَ المَدينةَ على خَليفةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبِرْه أنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّينِ كَذا وكَذا، وفُلانٌ مِن رَقيقي، فأتى الرَّجُلُ خالِدَ بنَ الوليدِ فأخبَرَه، فبَعَثَ إلى الدِّرعِ فأُتِيَ بها، وحَدَّثَ أبا بَكرٍ رِضوانُ اللهِ عليه برُؤياه، فأجازَ وصيَّتَه، ولَم نَعلَمْ أحَدًا أُجِيزَت وصيَّتُه بَعدَ مَوتِه غَيرَ ثابتٍ.
خلاصة حكم المحدث : [مشهور]
الراوي : ابنة ثابت بن قيس بن شماس | المحدث : ابن النحاس | المصدر : مشارع الأشواق الصفحة أو الرقم : 1119
التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1921)، والطبراني (2/70) (1320)، والحاكم (5036) جميعا بنحوه.
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم] (3/ 461)
: 1921 - حدثنا محمد بن مصفى، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ‌ثابت ‌بن ‌قيس بن شماس فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول: لما أنزل الله تعالى على رسوله عليه السلام {إن الله لا يحب كل مختال فخور} [[لقمان: 18]] اشتدت على ثابت وغلق بابه وطفق يبكي فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله فأخبره بما كبر عليه منها فقال: أنا رجل أحب الجمال وأحب أن أسود قومي قال: إنك لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير ويدخلك الله عز وجل الجنة . قالت: فلما أنزل الله عز وجل على رسوله عليه السلام {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم يا أيها الذين آمنوا ‌لا ‌ترفعوا ‌أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} [[الحجرات: 2]] فعمل مثل ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كبر عليه منها فإنه جهير الصوت وأنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لست منهم بل تعيش بخير وتقتل شهيدا ويدخلك الله عز وجل الجنة . فلما استنفر أبو بكر رضي الله عنه المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب سار ‌ثابت ‌بن ‌قيس فيمن سار، فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات فقال ‌ثابت ‌بن ‌قيس وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحفرا لأنفسهما حفرة فدخلا فيه فقاتلا حتى قتلا، قالت: ورأى رجل من المسلمين ‌ثابت ‌بن ‌قيس رضي الله عنه في منامه فقال: إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعا نفيسة ومنزله أقصى العسكر، وعند منزله فرس يسير في طوله وقد أكفى على الدرع برمة وجعل فوق البرمة رحلا فأت خالدا فليبعث إلى درعي فليأخذها فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه أن علي من الدين كذا ولي من المال كذا وفلان من رقيقي عتيق وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، فأتى خالدا فبعث إلى الدرع فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر رضي الله عنه فأخبره فأنفذ أبو بكر رضي الله عنه وصيته ولا يعلم أن أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ‌ثابت ‌بن ‌قيس رضي الله عنه "

[المعجم الكبير للطبراني] (2/ 70)
: 1320 - حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا الوليد بن مسلم، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عطاء الخراساني، قال: قدمت المدينة، فسألت عمن يحدثني بحديث ‌ثابت ‌بن ‌قيس بن شماس، فأرشدوني إلى ابنته، فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول: لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، {إن الله لا يحب كل مختال فخور} [[لقمان: 18]] ، اشتدت على ثابت، وغلق عليه بابه، وطفق يبكي، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه، فسأله فأخبره بما كبر عليه منها، وقال: أنا رجل أحب الجمال، وأن أسود قومي، فقال: لست منهم، بل تعيش بخير، وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة ، قال: فلما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، {يا أيها الذين آمنوا ‌لا ‌ترفعوا ‌أصواتكم فوق صوت النبي، ولا تجهروا له بالقول} [[الحجرات: 2]] ، فعل مثل ذلك، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه بما كبر عليه، وأنه جهير الصوت، وأنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لست منهم بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، ويدخلك الله الجنة فلما استنفر أبو بكر رضي الله عنه المسلمين إلى أهل الردة، واليمامة، ومسيلمة الكذاب، سار ‌ثابت ‌بن ‌قيس فيمن سار، فلما لقوا مسيلمة، وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات، فقال ثابت: وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، {يا أيها الذين آمنوا ‌لا ‌ترفعوا ‌أصواتكم فوق صوت النبي، ولا تجهروا له بالقول} [[الحجرات: 2]] ، فعل مثل ذلك، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه بما كبر عليه، وأنه جهير الصوت، وأنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لست منهم بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، ويدخلك الله الجنة فلما استنفر أبو بكر رضي الله تعالى عنه المسلمين إلى أهل الردة، واليمامة، ومسيلمة الكذاب، سار ‌ثابت ‌بن ‌قيس فيمن سار، فلما لقوا مسيلمة، وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات، فقال ثابت: وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا لأنفسهما حفرة، فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا، قالت: وأري رجلا من المسلمين ‌ثابت ‌بن ‌قيس في منامه، فقال: إني لما قتلت بالأمس، مر بي رجل من المسلمين، فانتزع مني درعا نفيسة، ومنزله في أقصى المعسكر، وعند منزله فرس يستن في طوله، وقد أكفأ على الدرع برمة، وجعل فوق البرمة رحلا، وائت خالد بن الوليد، فليبعث إلى درعي فليأخذها، فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلمه أن علي من الدين كذا ولي، من المال كذا، وفلان من رقيقي عتيق، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، قال: فأتى خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر، وقدم على أبي بكر رضي الله تعالى عنه فأخبره، فأنفذ أبو بكر رضي الله تعالى عنه، وصيته بعد موته، فلا نعلم أن أحدا جازت وصيته بعد موته، إلا ‌ثابت ‌بن ‌قيس بن شماس رضي الله تعالى عنه

[المستدرك على الصحيحين] (3/ 261)
: 5036 - حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر الخولاني، ثنا بشر بن بكر، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فأتيت ابنة ثابت بن قيس بن شماس فذكرت قصة أبيها، قالت: لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} [[الحجرات: 2]] الآية، وآية {والله لا يحب كل مختال فخور} [[الحديد: 23]] جلس أبي في بيته يبكي، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن أمره، فقال: إني امرؤ جهير الصوت، وأخاف أن يكون قد حبط عملي، فقال: ‌بل ‌تعيش ‌حميدا، ‌وتموت ‌شهيدا، ويدخلك الله الجنة بسلام فلما كان يوم اليمامة مع خالد بن الوليد استشهد فرآه رجل من المسلمين في منامه، فقال: إني لما قتلت انتزع درعي رجل من المسلمين وخبأه في أقصى العسكر وهو عنده، وقد أكب على الدرع برمة، وجعل على البرمة رحلا، فائت الأمير فأخبره، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، وإذا أتيت المدينة فائت فقل لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن علي من الدين كذا وكذا، وغلامي فلان من رقيقي عتيق، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، قال: فأتاه فأخبره الخبر فوجد الأمر على ما أخبره، وأتى أبا بكر فأخبره فأنفذ وصيته فلا نعلم أحدا بعدما مات أنفذ وصيته غير ثابت بن قيس بن شماس