الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ سارَ إلى مكَّةَ لِيفْتَحَها، قالَ لأبي هُريرةَ: اهتِفْ بالأنصارِ، فقالَ: يا مَعشرَ الأنصارِ، أَجيبوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فجاؤوا كأنَّما كانوا على ميعادٍ، ثُمَّ قالَ: اسلُكوا هذا الطَّريقَ، ولا يَشْرُفنَّ لكم أَحدٌ إلَّا أَمَّنتُموهُ، فسارَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ففَتَحَها اللهُ عليهم، فطافَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبيتِ، فصَلَّى ركعتينِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البابِ الَّذي يَلي الصَّفا، فصَعِدَ الصَّفا، فخَطَبَ النَّاسَ -والأنصارُ أسفلَ منه- فقالتِ الأنصارُ بعضُهُم لبَعضٍ: أمَّا الرَّجلُ فأَخَذَتْهُ الرَّأفةُ بقومِهِ، والرَّغبةُ في قَريتِه، وأَنزَلَ اللهُ الوَحيَ بما قالتِ الأنصارُ، فقالَ: يا مَعشرَ الأنصارِ، تقولونَ: أمَّا الرَّجلُ أَخَذَتْه رَأفةٌ بقومِهِ، ورَغبةٌ في قريتِه. قالَ: فمَنْ أنا إذَنْ؟ كلَّا، واللهِ إنِّي عبدُ اللهِ ورسولُهُ حقًّا، فالمَحْيا مَحْياكُم، والمَماتُ مَماتُكُم، قالوا: واللهِ يا رسولَ اللهِ، ما قُلنا ذلك؛ إلَّا مَخافةَ أنْ يُعادُونا. قالَ: أنتم صادِقونَ عندَ اللهِ وعندَ رسولِهِ، قالَ: فواللهِ ما منهم إلَّا بَلَّ نَحرَهُ بالدُّموعِ.
خلاصة حكم المحدث : [رواية صحيحة]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين الصفحة أو الرقم : 2363
التخريج : أخرجه الدارقطني (3023) واللفظ له، ومسلم (1780)، وأحمد (10948) مطولا
التصنيف الموضوعي: حج - الطواف والرمل حج - صلاة ركعتين بعد الطواف مغازي - فتح مكة مناقب وفضائل - فضائل الأنصار إيمان - الإيمان بالوحي

أصول الحديث:


[المستدرك على الصحيحين] (2/ 62)
: 2328 - ما حدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ علي بن عبد العزيز، ثنا محمد بن الفضل عارم، وهدبة بن خالد، قالا: ثنا سلام بن مسكين، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى مكة ليفتحها قال لأبي هريرة: اهتف بالأنصار فقال: يا معشر الأنصار، أجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاءوا كأنما كانوا على ميعاد، ثم قال: " اسلكوا هذه الطريق ولا يشرفن لكم أحد إلا أمنتموه فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتحها الله عليه فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت، فصلى ركعتين، ثم خرج من الباب الذي يلي الصفا، فصعد الصفا، فخطب الناس والأنصار أسفل منه فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل ‌فأخذته ‌الرأفة ‌بقومه والرغبة في قريته وأنزل الله الوحي بما قالت الأنصار فقال: يا معشر الأنصار، تقولون أما الرجل فقد أخذته الرأفة بقومه والرغبة في قريته قال: فمن أنا إذا، كلا والله إني عبد الله ورسوله حقا، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم قالوا: والله يا رسول الله ما قلنا ذلك إلا مخافة أن يعادونا. قال: أنتم صادقون عند الله وعند رسوله قال: فوالله ما منهم أحد إلا بل نحره بالدموع

[سنن الدارقطني] (4/ 16)
: 3023 - ثنا أبو القاسم بن منيع قراءة عليه ، نا هدبة بن خالد ، نا سلام بن مسكين ، عن ثابت ، عن عبد الله بن رباح ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى مكة ليفتحها قال لأبي هريرة: اهتف بالأنصار ، فقال: يا معشر الأنصار أجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءوا كأنما كانوا على ميعاد ، ثم قال: اسلكوا هذا الطريق ولا يشرفن لكم أحد إلا أنتموه ، يقول: قتلتموه ، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح الله عليهم ، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت وصلى ركعتين ، ثم خرج من الباب الذي يلي الصفا ، فصعد الصفا فخطب الناس ، والأنصار أسفل منه ، فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل ‌فأخذته ‌الرأفة ‌بقومه والرغبة في قريته ، وأنزل الله تعالى الوحي بما قالت الأنصار ، فقال: " يا معشر الأنصار تقولون: فقد أدركته رأفة بقومه ورغبة في قريته " ، قال: فمن أنا إذا ، كلا والله إني عبد الله ورسوله حقا ، فالمحيا محياكم والممات مماتكم ، قالوا: يا رسول الله ما قلنا ذلك إلا مخافة أن تفارقنا ، قال: أنتم صادقون عند الله وعند رسوله ، قال: فوالله ما منهم إلا من قد بل نحره بالدموع

صحيح مسلم (3/ 1405 ت عبد الباقي)
: 84 - (1780) حدثنا شيبان بن فروخ. حدثنا سليمان بن المغيرة. حدثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة. قال: وفدت وفود إلى معاوية. وذلك في رمضان. فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام. فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله. فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي؟ فأمرت بطعام يصنع. ثم لقيت أبا هريرة من العشي. فقلت: الدعوة عندي الليلة. فقال: سبقتني. قلت: نعم. فدعوتهم. فقال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم؟ يا معشر الأنصار! ثم ذكر فتح مكة فقال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة. فبعث الزبير على إحدى المجنبتين. وبعث خالدا على المجنبة الأخرى. وبعث أبا عبيدة على الحسر. فأخذوا بطن الوادي. ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة. قال: فنظر فرآني. فقال (أبو هريرة) قلت: لبيك. يا رسول الله! فقال (لا يأتيني إلا أنصاري). زاد غير شيبان: فقال (اهتف لي بالأنصار) قال: فأطافوا به. ووبشت قريش أوباشا لها وأتباعا. فقالوا: نقدم هؤلاء. فإن كان لهم شيء كنا معهم. وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم) ثم قال بيديه، إحداهما على الأخرى. ثم قال (حتى توافوني بالصفا) قال: فانطلقنا. فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله. وما أحد منهم يوجه إلينا شيئا. قال: فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله! أبيحت خضراء قريش. لا قريش بعد اليوم. ثم قال (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) فقالت الأنصار، بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ‌ورأفة ‌بعشيرته. قال أبو هريرة: وجاء الوحي. وكان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا. فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضي الوحي. فلما انقضى الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشر الأنصار!) قالوا: لبيك. يا رسول الله! قال (قلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته). قالوا: قد كان ذاك. قال (كلا. إني عبد الله ورسوله. هاجرت إلى الله وإليكم. والمحيا محياكم. والممات مماتكم). فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله! ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم) قال: فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان. وأغلق الناس أبوابهم. قال: وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل الحجر. فاستلمه. ثم طاف بالبيت. قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه. قال: وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس. وهو آخذ بسية القوس. فلما أتى على الصنم جعل يطعنه في عينه ويقول (جاء الحق وزهق الباطل). فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه. حتى نظر إلى البيت. ورفع يديه. فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو.

مسند أحمد (16/ 553 ط الرسالة)
: 10948 - حدثنا بهز وهاشم، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت - قال هاشم: قال: حدثني ثابت البناني - حدثنا عبد الله بن رباح، قال: وفدت وفود إلى معاوية - أنا فيهم وأبو هريرة - في رمضان، فجعل بعضنا يصنع لبعض الطعام، قال: وكان أبو هريرة يكثر ما يدعونا - قال هاشم: يكثر أن يدعونا إلى رحله -، قال: فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي، قال: فأمرت بطعام يصنع، ولقيت أبا هريرة من العشاء، قال: قلت: يا أبا هريرة الدعوة عندي الليلة. قال: أسبقتني؟ قال هاشم: قلت: نعم. قال: فدعوتهم، فهم عندي، قال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معاشر الأنصار؟ قال: فذكر فتح مكة. قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل مكة، قال: فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر، فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته. قال: وقد وبشت قريش أوباشها، قال: فقالوا: نقدم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا . قال: فقال أبو هريرة: فنظر فرآني، فقال: " يا أبا هريرة " فقلت: لبيك رسول الله. قال: فقال: " اهتف لي بالأنصار، ولا يأتيني إلا أنصاري " فهتفت بهم، فجاؤوا، فأطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم - ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى - احصدوهم حصدا، حتى توافوني بالصفا. قال: فقال أبو هريرة: فانطلقنا، فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم ما شاء، وما أحد يوجه إلينا منهم شيئا. قال: فقال أبو سفيان: يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن " قال: فغلق الناس أبوابهم. قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت، قال: وفي يده قوس، آخذ بسية القوس، قال: فأتى في طوافه على صنم إلى جنب البيت يعبدونه، قال: فجعل يطعن بها في عينه، ويقول: " جاء الحق وزهق الباطل ". قال: ثم أتى الصفا، فعلاه حيث ينظر إلى البيت، فرفع يديه، فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه، قال: والأنصار تحته، قال: يقول بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته. قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء لم يخف علينا، فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضي، قال هاشم: فلما قضى الوحي رفع رأسه، ثم قال: " يا معشر الأنصار، أقلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته؟ " قالوا: قلنا ذلك يا رسول الله. قال: " فما اسمي إذا؟ كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم " قال: فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم "