الموسوعة الحديثية


- رَجَع رَسولُ اللهِ مِن البَقيعِ فوَجَدني وأنا أجِدُ صُداعًا في رأسي وأنا أقولُ: وارَأْساه، فقال: بل أنا -واللهِ- يا عائِشةُ، وارَأْساه! قالت: ثمَّ قال: وما ضَرَّك لو مُتِّ قَبْلي فقُمْتُ عليكِ وكَفَّنْتُكِ وصَلَّيتُ عليكِ ودَفَنْتُكِ؟! قالت: قُلتُ: واللهِ لكأنِّي بكَ لو فَعَلْتَ ذلك لقد رجَعْتَ إلى بيتي فأَعْرَسْتَ فيه ببَعضِ نِسائِكَ! قالت: فتبَسَّمَ رَسولُ اللهِ ونام به وَجَعُه وهو يدورُ على نسائِه، حتَّى استُعِزَّ بِه في نسائِه، فاستأذنَهنَّ أن يُمَرَّض في بيتي، فأذِنَّ له، قالت: فخَرَج رَسولُ الله بين رجُلَينِ مِن أهلِه، أحَدُهما الفَضلُ بنُ عَبَّاسٍ، ورجُلٌ آخَرُ، عاصِبًا رأسَه تخُطُّ قدماه حتى دَخَل بيتي، قال عُبَيدُ اللهِ، فحَدَّثتُ به ابنَ عَبَّاسٍ، فقال: أتدري مَن الرَّجُلُ الآخَرُ؟ هو عليُّ بنُ أبي طالِبٍ

أصول الحديث:


[مسند أبي يعلى] (8/ 56)
‌4579- حدثنا جعفر بن مهران، حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، حدثني الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع، فدخل علي فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وارأساه قال: ((بل أنا والله يا عائشة وارأساه))، ثم قال: ((وما يضرك لو مت قبلي، فقمت عليك فكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك؟))، قالت: والله لكأني بك لو فعلت ذلك قد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك، قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وتتام به وجعه حتى استعر به وهو في بيت ميمونة، فدعا نساءه فسألهن أن يأذن له أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي بين رجلين من أهله- أحدهما الفضل بن عباس، ورجل آخر- تخط قدماه، عاصبا رأسه حتى جاء بيتي. قال عبيد الله: فحدثت هذا الحديث عبد الله بن عباس، قال: تدري من الرجل الآخر؟ قال: قلت: لا، قال: علي، ثم غمي على رسول الله واشتد به وجعه، ثم أفاق قال: ((أهريقوا علي سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم))، قالت: فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمر، فصببنا عليه الماء حتى طفق يقول بيده حسبكم حسبكم، قال محمد: ثم خرج- كما حدثني أيوب بن بشير- عاصبا رأسه فجلس على المنبر، فكان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد فأكثر الصلاة عليهم، ثم قال: ((إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله))، قال: ففهمها أبو بكر، فبكى وعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يريد، قال: ((على رسلك يا أبا بكر، انظروا هذه الأبواب اللاصقة في المسجد فسدوها إلا ما كان من بيت أبي بكر؛ فإني لا أعلم أحدا كان أفضل عندي في الصحبة منه))

[صحيح البخاري]- ط السلطانية (7/ 127)
‌5714- حدثنا بشر بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر ويونس قال الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه، استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي، فأذن، فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس وآخر، فأخبرت ابن عباس قال: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ قلت: لا؟ قال: هو علي؟ قالت عائشة: فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعدما دخل بيتها واشتد به وجعه: هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن؛ لعلي أعهد إلى الناس. قالت: فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى جعل يشير إلينا أن قد فعلتن، قالت: وخرج إلى الناس فصلى لهم وخطبهم)).

[صحيح مسلم] (1/ 311)
(‌418) حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. حدثنا زائدة. حدثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله؛ قال دخلت على عائشة فقلت لها: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بلى. ثقل النبي صلى الله عليه وسلم. فقال ((أصلى الناس؟)) قلنا: لا. وهم ينتظرونك. يا رسول الله! قال ((ضعوا لي ماء في المخضب)) ففعلنا. فاغتسل. ثم ذهب لينوء فأغمي عليه. ثم أفاق فقال ((أصلى الناس؟)) قلنا: لا. وهم ينتظرونك. يا رسول الله! فقال ((ضعوا لي ماء في المخضب)) ففعلنا. فاغتسل. ثم ذهب لينوء فأغمي عليه. ثم أفاق. فقال ((أصلى الناس؟)) قلنا: لا. وهم ينتظرونك. يا رسول الله! فقال(( ضعوا لي ماء في المخضب)) ففعلنا. فاغتسل. ثم ذهب لينوء فأغمي عليه. ثم أفاق فقال ((أصلى الناس؟)) فقلنا: لا. وهم ينتظرونك، يا رسول الله! قالت والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة. قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر، أن يصلي بالناس. فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس. فقال أبو بكر، وكان رجلا رقيقا: يا عمر! صل بالناس. قال فقال عمر: أنت أحق بذلك. قالت فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين. أحدهما العباس، لصلاة الظهر. وأبو بكر يصلي بالناس. فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر. فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر. وقال لهما ((أجلساني إلى جنبه)) فأجلساه إلى جنب أبو بكر. وكان أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم. والناس يصلون بصلاة أبي بكر. والنبي صلى الله عليه السلام قاعد. قال عبيد الله: فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هات. فعرضت حديثها عليه فما أنكر منه شيئا. غير أنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا. قال: هو علي))