الموسوعة الحديثية


- إنَّ ابنَ عمرَ- واللَّهُ يغفِرُ لهُ- أَوهَمَ ، إنما كان أهل هذا الحيِّ منَ الأنصارِ، وَهُم أَهْلُ وثَنٍ معَ أهلِ هذا الحيِّ من اليهودِ، وَهُم أَهْلُ كتابٍ، وَكانوا يرونَ لَهُم فضلًا علَيهم في العلمِ، فكانوا يقتَدونَ بكثيرٍ من فِعلِهِم، وَكانَ من أمرِ أَهْلِ الكتابِ لا يأتونَ النِّساءَ إلَّا علَى حرفٍ وذلِكَ أستَرُ ما تَكونُ المرأةُ، فَكانَ هذا الحيُّ منَ الأنصارِ قد أخَذوا بذلِكَ من فِعلِهِم، وَكانَ هذا الحيُّ من قُرَيْشٍ يشرَحونَ النِّساءَ شَرحًا مُنكرًا، ويتلذَّذونَ بِهِنَّ مُقْبِلاتٍ ومُدْبِراتٍ ومُستَلقياتٍ، فلمَّا قدمَ المُهاجرونَ المدينةَ، تزوَّجَ رجلٌ منهُمُ امرأةً منَ الأنصارِ، فذَهَبَ يصنعُ بِها ذلِكَ، فأنكَرتهُ عليهِ، وقالت : إنَّما كنَّا نؤتَّى على حرفٍ، فاصنَع ذلِكَ، وإلَّا فاجتَنِبني، فسَرى أمرُهُما فبلغَ ذلك رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فأنزلَ اللَّهُ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ أي مُقْبِلاتٌ ومُدْبِراتٌ ومستَلقياتٌ يعني بذلِكَ موضعَ الولَدِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير الصفحة أو الرقم : 1/269
التخريج : أخرجه أبو داود (2164)، والطبراني (11/77) (11097)، والحاكم (2791) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة قرآن - أسباب النزول نكاح - آداب الجماع آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[سنن أبي داود] (2/ 249)
2164- حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ، حدثني محمد يعني ابن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ((إن ابن عمر والله يغفر له أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا، ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه، وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني، حتى شري أمرهما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [البقرة: 223] أي: مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد.

 [المعجم الكبير – للطبراني]- ـ دار إحياء التراث (11/ 77)
11097- حدثنا أبو يزيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، قال: عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عليه عند كل آية منه، وأسأله عنها حتى انتهيت إلى هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فقال ابن عباس: إن هذا الحي من قريش يشرحون النساء بمكة ويتلذذون بهن مقبلات، ومدبرات فلما قدموا المدينة وتزوجوا في الأنصار وذهبوا ليفعلوا بهن، فأنكرن ذلك وقلن هذا شيء لم يكن يؤتى عليه، فانتشر الحديث حتى انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل في ذلك: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فمقبلة، وإن شئت فباركة، وإنما يعني بذلك موضع الولد للحرث يقول: ائت الحرث من حيث شئت، فقال ابن عباس: قال ابن عمر في دبرها فأوهم ابن عمر والله يغفر له وإنما كان الحديث على هذا.

المستدرك على الصحيحين (2/ 212)
2791- أخبرنا أبو النضر الفقيه، وأبو الحسن العنزي، قالا: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إن ابن عمر والله يغفر له، وهم إنما كان هذا الحي من الأنصار، وهم أهل وثن، مع هذا الحي من اليهود، وهم أهل كتاب، كانوا يرون لهم فضلا عليهم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف واحد، وذلك أستر ما تكون المرأة، فكان هذا الحي من الأنصار، قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا، ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة، تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب يصنع بها ذلك، فأنكرته عليه، وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف واحد، فاصنع ذلك، وإلا فاجتنبني حتى سرى أمرهما، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم)) فأنزل الله تبارك وتعالى: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [البقرة: 223] ((أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات، يعني ذلك موضع الولد)) هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث محمد بن المنكدر، عن جابر في هذا الباب)).