الموسوعة الحديثية


- يا أَيُّها الناسُ ؟ إنها لم تَكُنْ فتنةٌ على وجهِ الأرضِ، منذُ ذرأ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدمَ أَعْظَمَ من فتنةِ الدَّجَّالِ، وإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لم يَبْعَثْ نبيًّا إلا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وأنا آخِرُ الأنبياءِ، وأنتم آخِرُ الْأُمَمِ، وهو خارِجٌ فيكم لا مَحَالَةَ، فإنْ يخرجْ وأنا بينَ أَظْهُرِكُم، فأنا حَجِيجٌ لكلِّ مسلمٍ، وإنْ يخرجْ من بَعْدِي، فكلٌّ حجيجُ نفسِه، وإنه يخرجُ من خُلَّةٍ بينَ الشامِ والعراقِ فيَعِيثُ يمينًا وشمالًا، يا عبادَ اللهِ ! أَيُّها الناسُ ! فاثْبُتُوا، فإني سَأَصِفُهُ لكم صفةً لم يَصِفْهَا إيَّاهُ قَبْلِي نبيٌّ، إنه يبدأُ فيقولُ : أنا نبيٌّ، ولا نَبِيَّ بَعْدِي، ثم يُثَنِّي فيقولُ : أنا ربُّكم، ولا تَرَوْنَ ربَّكم حتى تَمُوتُوا، وإنه أَعْوَرُ، وإنَّ ربَّكم ليس بأَعْوَرَ، وإنه مكتوبٌ بينَ عَيْنَيْهِ : كافرٌ، يَقْرَؤُهُ كلُّ مؤمنٍ، كاتبٍ أو غيرِ كاتبٍ، وإنَّ من فتنتِه، أنَّ معه جنةً ونارًا، فنارُه جنةٌ، وجنتُه نارٌ، فمَن ابتُلِىَ بنارِه فلْيَسْتَغِثْ باللهِ، ولْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الكهفِ، فتكونَ بَرْدًا وسَلَامًا كما كانت النارُ على إبراهيمَ، وإنَّ من فتنتِه أن يقولَ للأعرابيِّ، أَرَأَيْتَ إن بَعَثْتُ لك أباك وأمَّك أَتَشْهَدُ أَنَّنِي ربُّك ؟ فيقولُ : نعم، فيتمثلُ له شيطانانِ في صورةِ أَبِيهِ وأُمِّهِ، فيقولانِ : يا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ، فإنه ربُّك، وإنَّ من فتنتِه أن يُسَلَّطَ على نفسٍ واحدةٍ فيَقْتُلُها، يَنْشُرُها بالمِنْشَارِ، حتى تُلْقَى شِقَّيْنِ، ثم يقولُ : انظُرُوا إلى عَبْدِي هذا فإني أَبْعَثُهُ، ثم يَزْعُمُ أنَّ له ربًّا غَيْرِي، فيَبْعَثُهُ اللهُ، ويقولُ له الخبيثُ : مَن ربُّك ؟ فيقولُ : رَبِّيَ اللهُ، وأنت عَدُوُّ اللهِ، أنتَ الدَّجَّالُ، واللهِ ما كنتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً بك مِنِّي اليومَ، وإنَّ من فتنتِه أن يأمرَ السماءَ أن تُمْطِرَ، فتُمْطِرُ، ويأمرَ الأرضَ أن تُنْبِتَ، فتُنْبِتُ، وإنَّ من فتنتِه أن يَمُرَّ بالحيِّ فيُكَذِّبُونَه، فلا يَبْقَى منه سائمةٌ إلا هَلَكَتْ، وإنَّ من فتنتِه أن يَمُرَّ بالحَيِّ فيُصَدِّقُونَه، فيأمرُ السماءَ أن تُمْطِرَ، فتُمْطِرُ، ويأمرُ الأرضَ أن تُنْبِتَ فتُنْبِتُ، حتى تَرُوحَ مَوَاشِيِهِم من يومِهم ذلك أَسْمَنَ ما كانت، وأَعْظَمَه، وأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، وأَدَرَّهُ ضُرُوعًا، وإنه لا يَبْقَى شيءٌ من الأرضِ إلا وَطِئَه وظَهَرَ عليه، إلا مكةَ والمدينةَ، لا يَأْتِيهِما من نَقْبٍ من أنقابِهِما إلا لَقِيَتْهُ الملائكةُ بالسيوفِ صَلْتَةً، حتى يَنْزِلَ عند الضَّرِيبِ الأحمرِ، عندَ مُنْقَطَعِ السَّبَخَةِ ، فتَرْجُفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رَجْفَاتٍ، فلا يَبْقَى منافقٌ ولا منافقةٌ إلا خَرَج إليه، فتَنْفِي الخبيثَ منها، كما يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ، ويُدْعَى ذلك اليومُ يومَ الخَلَاصِ، قيل : فأين العَرَبُ يَوْمَئِذٍ. قال : هم يَوْمَئِذٍ قليلٌ، وجُلُّهُم ببيتِ المَقْدِسِ، وإمامُهُم رجلٌ صالحٌ، فبَيْنَما إمامُهم قد تَقَدَّمَ يُصَلِّي بهِمُ الصبحَ، إذ نزل عليهم عيسى بنُ مريمَ الصُّبْحُ، فرجع ذلك الإمامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى ليتقدمَ عيسى فيَضَعُ عيسى يدَه بينَ كَتِفَيْهِ، ثم يقولُ له : تَقَدَّمْ فصَلِّ، فإنها لك أُقِيمَتْ، فيُصَلِّي بهِم إمامُهُم، فإذا انصرف قال عيسى : افتَحُوا البابَ، فيَفْتَحُونَ، ووراءَهُ الدَّجَّالُ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ، كلُّهم ذُو سيفٍ مُحَلًّى وساجٍ، فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في الماءِ، ويَنْطَلِقُ هارِبًا، ويقولُ عيسى : إنَّ لي فيك ضربةً لن تَسْبِقَنِي، فيُدْرِكُه عند باب لُدٍّ الشرقيِّ، فيقتلُه، فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ، فلا يَبْقَى شيءٌ مما خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَوَاقَى به يهوديٌّ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ، لا شَجَرٌ ولا حَجَرٌ، ولا حائطٌ ولا دابَّةٌ إلا الغَرْقَدَةُ ، فإنها من شَجَرِهِمْ، لا تَنْطِقُ إلا قال : يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتَعَالَ اقْتُلْهُ، وإنَّ أيامَه أربعونَ سنةً، السنةُ كنِصْفِ السنةِ، والسنةُ كالشهرِ، والشهرُ كالجُمُعةِ، وآخرُ أيامِه كالشَّرَرَةِ، يصبحُ أحدكم على بابِ المدينةِ، فلا يَبْلُغُ بابَها الآخَرَ حتى يُمْسِيَ "، قيل، يا رسولَ اللهِ كيف يُصَلَّى في الأيامِ القِصَارِ، قال : " تَقْدُرُونَ فيها الصلاةَ، كما تَقْدُرُونَ في هذه الأيامِ الطِّوَالِ، ثم صَلُّوا، فيكونُ عيسى بنُ مريمَ في أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا، وإمامًا مُقْسِطًا يَدُقُّ الصليبَ، ويَذْبَحُ الخِنْزِيرَ، ويَضَعُ الجِزْيَةَ ، ويَتْرُكُ الصَّدَقَةَ، فلا يُسْعَى على شاةٍ، ولا بعيرٍ، وتُرْفَعُ الشحناءُ والتَّبَاغُضُ، وتُنْزَعُ حُمَةُ كلِّ ذاتِ حُمَةٍ، حتى يُدْخِلَ الوليدُ يَدَه في الحَيَّةِ، فلا تَضُرُّهُ، وتُفِرُّ الوليدةُ الأسدَ، فلا يَضُرُّها، وتكونُ الكلمةُ واحدةً، فلا يُعْبَدُ إلا اللهُ، وتَضَعُ الحربُ أوزارَها، وتُسْلَبُ قريشٌ مُلْكَها، وتكونُ الأرضُ كفَاثُورِ الفِضَّةِ، تُنْبِتُ نباتَها بعَهْدِ آدمَ، حتى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ على القِطْفِ من العِنَبِ فيُشْبِعُهُم، ويجتمعُ النَّفَرُ على الرُّمَّانَةِ فتُشْبِعُهُمْ، ويكونُ الثَّوْرُ بكذا وكذا من المالِ، ويكونُ الفَرَسُ بالدُّرَيْهِماتِ، قالوا : يا رسولَ اللهِ وما يُرْخِصُ الفَرَسَ ؟ قال : " لا تُرْكَبُ لحربٍ أبدًا "، قيل، فما يُغْلِي الثَّوْرَ، قال : " تَحْرُثُ الأرضَ كُلَّها، وإنَّ قَبْلَ خروجِ الدَّجَّالِ ثلاثَ سنواتٍ شِدَادٍ، يُصِيبُ الناسَ فيها جوعٌ شديدٌ، يأمرُ اللهُ السماءَ ( في ) السنةِ الأولَى أن تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها، ويأمرُ الأرضَ أن تَحْبِسَ ثُلُثَ نباتِها، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِها، ويأمرُ الأرضَ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نباتِها، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثالثةِ فتَحْبِسُ مطرَها كُلَّهُ، فلا تَقْطُرُ قَطْرَةً، ويأمرُ الأرضَ فتَحْبِسُ نباتَها كُلَّهُ فلا تُنْبِتُ خضراءَ، فلا يَبْقَى ذاتُ ظِلْفٍ إلا هَلَكَتْ إلا ما شاء اللهُ "، قيل : فما يُعِيشُ الناسَ في ذلك الزمانِ، قال : " التهليلُ، والتكبيرُ، والتحميدُ، ويَجْزِي ذلك عليهم مَجْزَاةَ الطعامِ "
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع الصفحة أو الرقم : 6384
التخريج : أخرجه أبو داود (4322) بنحوه مختصراً، وابن ماجه (4077) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الدجال ومكثه بالأرض أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - صفة الدجال فتن - فتنة الدجال فضائل المدينة - فضل المدينة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[سنن أبي داود] (4/ 117)
‌4321- حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي المؤذن، حدثنا الوليد، حدثنا ابن جابر، حدثني يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان الكلابي، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال، فقال: ((إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنها جواركم من فتنته))، قلنا: وما لبثه في الأرض؟ قال: (( أربعون يوما: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم))، فقلنا: يا رسول الله، هذا اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: ((لا، اقدروا له قدره، ثم ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيدركه عند باب لد، فيقتله)). [سنن أبي داود] (4/ 117) 4322- حدثنا عيسى بن محمد، حدثنا ضمرة، عن السيباني، عن عمرو بن عبد الله، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ((وذكر الصلوات)) مثل معناه.

[سنن ابن ماجه] (2/ 1359 )
‌4077- حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الرحمن المحاربي، عن إسماعيل بن رافع أبي رافع، عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي عمرو، عن عمرو بن عبد الله، عن أبي أمامة الباهلي، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أكثر خطبته حديثا، حدثناه عن الدجال، وحذرناه، فكان من قوله أن قال: (( إنه لم تكن فتنة في الأرض، منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال، وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم، فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي، فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين الشام، والعراق، فيعيث يمينا ويعيث شمالا، يا عباد الله فاثبتوا، فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي، إنه يبدأ، فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن، كاتب أو غير كاتب، وإن من فتنته أن معه جنة ونارا، فناره جنة، وجنته نار، فمن ابتلي بناره، فليستغث بالله، وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاما، كما كانت النار على إبراهيم، وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه، وأمه، فيقولان: يا بني، اتبعه، فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة، فيقتلها، وينشرها بالمنشار، حتى يلقى شقتين، ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربا غيري، فيبعثه الله، ويقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول ربي الله، وأنت عدو الله، أنت الدجال، والله ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني اليوم))، قال أبو الحسن الطنافسي: فحدثنا المحاربي قال: حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة)). قال: قال أبو سعيد: (( والله ما كنا نرى ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب حتى مضى لسبيله. قال المحاربي، ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع، قال: ((وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم، من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه، وأمده خواصر، وأدره ضروعا، وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه، وظهر عليه، إلا مكة، والمدينة، لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة، حتى ينزل عند الظريب الأحمر، عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق، ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير، خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص))، فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال)) هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص، يمشي القهقرى، ليتقدم عيسى يصلي بالناس، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم، فإذا انصرف، قال عيسى عليه السلام: افتحوا الباب، فيفتح، ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب، كما يذوب الملح في الماء، وينطلق هاربا، ويقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربة، لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي، فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر، ولا شجر، ولا حائط، ولا دابة، إلا الغرقدة، فإنها من شجرهم، لا تنطق، إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي، فتعال اقتله (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وإن أيامه أربعون سنة، السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة، يصبح أحدكم على باب المدينة، فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي))، فقيل له: يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار؟ قال: ((تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال، ثم صلوا))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فيكون عيسى ابن مريم عليه السلام في أمتي حكما عدلا، وإماما مقسطا، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة، ولا بعير، وترفع الشحناء، والتباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة، حتى يدخل الوليد يده في في الحية، فلا تضره، وتفر الوليدة الأسد، فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة، تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، وتكون الفرس بالدريهمات))، قالوا: يا رسول الله وما يرخص الفرس؟ قال ((لا تركب لحرب أبدا))، قيل له: فما يغلي الثور؟ قال ((تحرث الأرض كلها، وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء، في الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله السماء، في السنة الثالثة، فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض، فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت، إلا ما شاء الله))، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال ((التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتحميد، ويجرى ذلك عليهم مجرى الطعام))، قال أبو عبد الله: سمعت أبا الحسن الطنافسي، يقول: سمعت عبد الرحمن المحاربي، يقول: ((ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب، حتى يعلمه الصبيان في الكتاب)).