الموسوعة الحديثية


- أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ لما طُعِنَ قال : إنَّ الناسَ يقولون استَخْلِفْ وإنَّ الأمرَ إلى هؤلاءِ الستةِ الذين تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو عنهم راضٍ : عليٌّ وعثمانُ، وطلحةُ، والزبيرُ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، وسعدُ بنُ مالكٍ، ويَشهدُهم عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، وليس له من الأمرِ شيءٌ، فإن أصابتِ الخلافةُ سعدًا، وإلا فلْيستَعِنْ به من وَلِيَ، فإني لم أعزِلْه عن عجزٍ ولا خيانةٍ
خلاصة حكم المحدث : ثابت
الراوي : عمرو بن ميمون | المحدث : ابن تيمية | المصدر : منهاج السنة الصفحة أو الرقم : 6/159
التخريج : أخرجه البخاري (3497) ، والآجري في ((الشريعة)) (1398) كلاهما مطولا .
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الاستخلاف مناقب وفضائل - الزبير بن العوام مناقب وفضائل - عثمان بن عفان مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - طلحة بن عبيد الله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


[صحيح البخاري] (3/ 1353)
: 3497 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف قال: كيف فعلتما، أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق؟ قالا: حملناها أمرا هي له مطيقة، ما فيها كبير فضل. قال: انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق، قال: قالا: لا، فقال عمر: لئن سلمني الله، لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا، قال: فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب، قال: إني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكان إذا مر بين الصفين قال: استووا، حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني - أو أكلني - الكلب، حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين، لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا، فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه، فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر، وهم يقولون: سبحان الله سبحان الله، فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس، انظر من قتلني، فجال ساعة ثم جاء، فقال: غلام المغيرة، قال: الصنع؟ قال: نعم، قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفا، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام، قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة - وكان العباس أكثرهم رقيقا - فقال: إن شئت فعلت، أي: إن شئت قتلنا؟ قال: كذبت، بعد ما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حجكم. فاحتمل إلى بيته، فانطلقنا معه، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ، فقائل يقول: لا بأس، وقائل يقول: أخاف عليه، فأتي بنبيذ فشربه، فخرج من جوفه، ثم أتي بلبن فشربه، فخرج من جرحه، فعلموا أنه ميت، فدخلنا عليه، وجاء الناس، فجعلوا يثنون عليه، وجاء رجل شاب فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك، من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدم في الإسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت، ثم شهادة. قال: وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ردوا علي الغلام، قال: ابن أخي ارفع ثوبك، فإنه أنقى لثوبك، وأتقى لربك. يا عبد الله بن عمر، انظر ما علي من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه، قال: إن وفى له مال آل عمر فأده من أموالهم، وإلا فسل في بني عدي بن كعب، فإن لم تف أموالهم فسل في قريش، ولا تعدهم إلى غيرهم، فأد عني هذا المال. انطلق إلى عائشة أم المؤمنين، فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه. فسلم واستأذن، ثم دخل عليها، فوجدها قاعدة تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه. فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرن به اليوم على نفسي، فلما أقبل، قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني، فأسنده رجل إليه، فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت، قال: الحمد لله، ما كان من شيء أهم إلي من ذلك، فإذا أنا قضيت فاحملوني، ثم سلم، فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي فأدخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين. وجاءت أم المؤمنين حفصة والنساء تسير معها، فلما رأيناها قمنا، فولجت عليه، فبكت عنده ساعة، واستأذن الرجال، فولجت داخلا لهم، فسمعنا بكاءها من الداخل، فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف، قال: ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر، أو الرهط، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، ‌وليس ‌له ‌من ‌الأمر شيء - كهيئة التعزية له - فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة. وقال: أوصي الخليفة من بعدي، بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا، الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم، وأن يعفى عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا، فإنهم ردء الإسلام، وجباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم. وأوصيه بالأعراب خيرا، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي أموالهم، ويرد على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله تعالى، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم. فلما قبض خرجنا به، فانطلقنا نمشي، فسلم عبد الله بن عمر قال: يستأذن عمر بن الخطاب، قالت: أدخلوه، فأدخل، فوضع هنالك مع صاحبيه، فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط، فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، فقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف. فقال عبد الرحمن: أيكما تبرأ من هذا الأمر، فنجعله إليه والله عليه والإسلام، لينظرن أفضلهم في نفسه؟ فأسكت الشيخان، فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلي والله علي أن لا آلو عن أفضلكم؟ قالا: نعم، فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن، ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايعه، فبايع له علي، وولج أهل الدار فبايعوه.

[الشريعة للآجري] (4/ 1921)
: 1398 - قال ابن صاعد: وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، وخلاد بن أسلم قالا: حدثنا علي بن عاصم ، عن حصين ، عن ‌عمرو ‌بن ‌ميمون - واللفظ لخالد بن عبد الله - قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " بعث حذيفة على ما سقت دجلة ، وبعث عثمان بن حنيف على ما سقى الفرات ، فوضعا الخراج ، فلما قدما عليه قال: لعلكما حملتما الأرض ما لا تطيق ، فقال حذيفة: لو شئت لا ضعفت أرضي، وقال عثمان بن حنيف: لقد حملتها ما تطيق ، وما فيها كبير فضل فقال: لئن عشت لأرامل أهل العراق لأدعهن لا يحتجن إلى أحد بعدي قال: فما لبث إلا أربعة حتى أصيب قال: وكان عمر رضي الله عنه إذا أقيمت الصلاة؛ قال للناس: استووا فلما استووا طعنه رجل فقال: باسم الله أكلني الكلب ، أو قتلني الكلب قال: فطار العلج بسكين ذي طرفين لا يدنوا منه إنسان إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا ، فمات منهم تسعة ، وألقى عليه رجل من المسلمين برنسا ، ثم جثم عليه ، فلما عرف أنه مأخوذ ، طعن نفسه ، فقتل نفسه؛ قال: وقدم الناس عبد الرحمن فصلى بهم صلاة خفيفة قال: فقال عمر لابن عباس: انظر من قتلني قال: فجال جولة ثم رجع فقال: غلام المغيرة بن شعبة ، فقال: الصنيع؟ قال: نعم، قال: قاتله الله لقد كنت أمرت به خيرا ، الحمد لله الذي لم يجعل منيتي في يد رجل من المسلمين ، وقال لابن عباس: لقد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة، قال: فقال: ألا نقتلهم؛ قال: أبعد ما صلوا صلاتكم وحجوا حجكم ، ثم حمل حتى أدخلوه منزله ، فكأن لم يصب المسلمين مصيبة قبل يومئذ قال: فجعل الناس يدخلون عليه ، إذ دخل عليه شاب فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله عز وجل فإن لك من القدم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لك ، ثم وليت فعدلت ، ثم رزقك الله عز وجل الشهادة قال: يا ابن أخي ، وددت أني وذاك لا لي ولا علي ، ثم أدبر الشاب ، فإذا هو يجر إزاره ، فقال: ردوه ، فرد ، فقال له: يا ابن أخي ، ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك ، أتقى لربك. قال ‌عمرو ‌بن ‌ميمون: فوالله ما منعه ما كان فيه أن نصحه ، ثم أتي بشراب نبيذ فشرب منه فخرج من جرحه فعرف أنه لم به ، فقال: يا عبد الله بن عمر ، انظر ما علي من الدين فنظر فإذا بضع وثمانون ألفا فقال: سل في آل عمر فإن وفى وإلا فسل في بني عدي ، فإن وفت وإلا فسل في قريش ، ولا تعدهم إلى غيرهم ، ثم قال: يا عبد الله ، ائت أم المؤمنين عائشة فقل: إن عمر يقرأ عليك السلام ، ولا تقل أمير المؤمنين ، فإني لست اليوم للمؤمنين بأمير ، وقل: يستأذن في أن يدفن مع صاحبيه فإن أذنت فادفنوني معهما ، وإن أبت فردوني إلى مقابر المسلمين ، فأتاها عبد الله وهي تبكي فقال: إن عمر يستأذن في أن يدفن مع صاحبيه فقالت: لقد كنت أدخر ذلك المكان لنفسي لأوثرنه اليوم على نفسي ، ثم رجع، فلما أقبل قال عمر: أقعدوني ثم قال: ما وراءك؟ قال: قد أذنت لك ، قال: الله أكبر ، ما شيء أهم إلي من ذلك المضجع ، فإذا أنا قبضت فاحملوني ثم قولوا: يستأذن عمر فإن أذنت فادفنوني وإلا فردوني إلى مقابر المسلمين ثم قال: ‌إن ‌الناس ‌يقولون: ‌استخلف وإن الأمر إلى هؤلاء الستة الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض: علي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن مالك ، وليشهدهم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء، فإن أصابت الخلافة سعدا ، وإلا فليستعن به من ولي ، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة ، ثم قال: أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله عز وجل ، وأوصيه بالمهاجرين الأولين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، أن يعرف لهم حقهم ، ويحفظ لهم حرمتهم ، وأوصيه بالأنصار خيرا أن يقبل من محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم ، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام ، وغيظ العدو وجباة المال لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضى منهم ، وأوصيه بالأعراب خيرا؛ فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام ، أن يؤخذ من حواشي أموالهم فيرد على فقرائهم ، وأوصيه بذمة الله عز وجل وذمة رسوله أن يوفي لهم بعهدهم ، وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم "