غريب الحديث

- { حنا } : { حنا } ... في حديث صلاة الجماعة [ لم يَحِنِ أحدٌ منَّا ظهْره ] أي لم يَثْنِه للرّكوع . يقال حَنَا يَحْنِي ويَحْنُو - ومنه حديث معاذ [ وإذا ركع أحدكم فليَفْرُش ذِرَاعَيْه على فَخِذيْه وليحن ( هكذا بالألف في الأصل وفي ا واللسان . والحديث أخرجه مسلم بالجيم في باب [ وضع الأيدي على الركب في الركوع ] من كتاب [ المسجد ومواضع الصلاة ] . وقال النووي في شرحه : قال القاضي عياض رحمه اللّه تعالى : روي [ وليجنأ ] وروي [ وليحن ] بالحاء المهملة . قال : وهذا رواية أكثر شيوخنا وكلاهما صحيح ومعناه الإنحناء والانعطاف في الركوع . قال : ورواه بعض شيوخنا بضم النون وهو الصحيح في المعنى أيضا ) ] هكذا جاء في الحديث فإن كانت بالحاء فهي من حَنَى ظَهْرَه إذا عَطفه وإن كانت بالجيم فهي من جَنأ الرجُل على الشيء إذا أكَبَّ عليه وهما مُتقارِبان . والَّذي قرأناه في كتاب مسْلم بالجيم . وفي كتاب الحُمَيْدي بالحاء - ومنه حديث رَجْم اليهودي [ فرأيته يَحْنَى عليها يَقِيها الحِجارة ] قال الخطّابي : الذي جاء في كِتاب السُّنن : يَجْنَى يعني بالجيم . والمحفوظُ إنما هو يَحْنَى بالحاء : أي يُكِبُّ عليها . يقال حَنَا يَحْنَى حُنُوّا - ومنه الحديث [ قال لِنِسائه رضي اللّه عنهن : لا يُحْنِي عليكنّ بَعْدِي إلاّ الصَّابرون ] أي لا يَعْطِف ويُشْفق . يقال حَنَا عليه يَحْنُو وأحْنَى يُحْنِي ومنه الحديث [ أنا وسَفْعاءُ الخَدَّيْن الحانِيَةُ على ولدها كَهاتَيْن يوم القيامة - وأشار بإصبعيه - ] . الحانِيَة التي تُقِيم على ولدها ولا تتزوّج شَفَقَةً وعَطفا ومنه الحديث الاخر في نساء قُريش [ أحْنَاه على وَلَدٍ وأرْعاه على زَوْج ] إنما وحَّد الضمير وأمْثَاله ذَهابا إلى المعْنى تَقْدِيره أحْنَى مَن وُجِدَ أو خُلِق أو مَن هُناك . ومثله قوله : أحْسن الناس وجْها وأحْسَنُه خُلُقا [ يريد أحسنهم خلقا ] ( الزيادة من ا واللسان ) وهو كثير في العَربية ومن أفصح الكلام ومنه حديث أبي هريرة [ إياك والحَنْوةَ والإقْعاءَ ] يعني في الصلاة وهُو أن يُطَأطِئ رأسَه ويُقَوّس ظهره من حَنيْتُ الشيء إذا عطَفْتَه ومنه حديث عمر [ لو صَليْتم حتَّى تكونوا كالحَنَايا ] هي جَمْع حَنِيَّة أو حَنِيّ وهُما القوس فعِيل بمعنى مفعول لأنها مَحْنِيَّة أي مَعْطوفة ومنه حديث عائشة [ فحَنتْ لها قَوْسَها ] أي وتَرت لأنَّها إذا وتَرَتْها عَطَفَتْها ويجوز أن يكون حَنَّت مُشَدّدة يريد صوْت القَوْس وفيه [ كانوا معه فأشْرَفوا على حَرَّة واقِم فإذا قُبورٌ بمَحْنِيَة ] أي بحيث يَنْعَطف الوادِي وهو مُنْحنَاه أيضا . ومَحانِي الوادي معاطِفه - ومنه قصيد كعب بن زهير : شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ منْ مَاء مَحْنِيَةٍ ... صَافٍ بأبْطَحَ أضْحَى وهُو مَشْمُولُ خَصَّ مَاء المحْنِية لأنه يكون أصْفَى وأبْرد ومنه الحديث [ إنّ العَدُوّ يوم حُنَين كمَنُوا في أحْنَاء الوادي ] هي جَمْع حِنْو وهي مُنْعَطفه مثل مَحَانِيه - ومنه حديث علي رضي اللّه عنه [ مُلاَئمةٌ لأحْنَائها ] أي مَعاطِفها - ومنه حديثه الآخر [ فهل يَنتَظِر أهلُ بَضَاضَة الشَّبَاب إلاَّ حَوَانِي الهَرَم ] هي جَمع حانِيَة وهي التي تَحنِي ظَهر الشَّيخ وتُكِبُّه .