غريب الحديث

- { حكم } : { حكم } ... في أسماء اللّه تعالى [ الحَكَم والحَكيمُ ] هما بمعنى الحاكم وهو القاضي . والحكيم فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ أو هو الذي يُحْكِمُ الأشياء ويُتْقِنُها فهو فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِلٍ . وقيل : الحكيمُ : ذو الحِكمةِ . والحِكْمةُ عبارة عن معرفة أفضلِ الأشياء بأفضل العلوم . ويقال لِمَنْ يُحسِنُ دقائق الصِّناعات ويُتْقِنُها : حَكِيمٌ - ومنه حديث صفة القرآن [ وهو الذِّكْرُ الحكيم ] أي الحاكِمُ لكم وعليكم أو هو المُحْكَمُ الذي لا اختلاف فيه ولا اضْطِراب فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَلٍ أُحْكِمَ فهو مُحْكَمٌ ومنه حديث ابن عباس [ قرأتُ المُحْكَمَ على عَهْد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ] يريد المُفَصَّلَ من القرآن لأنه لم يُنْسَخْ منه شيءٌ . وقيل : هو ما لم يكن مُتَشابهاً لأنه أُحْكِمَ بَيَانُه بنفسه ولم يَفْتَقر إلى غيره - وفي حديث أبي شُرَيْحٍ [ أنه كان يُكَنَّى أبا الحَكَمِ فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : إن اللّه هو الحَكَمُ وكنَّاه بأبي شُرَيْحٍ ] . وإنما كَرِه لَه ذلك لئلا يُشَارِكَ اللّه تَعالى في صِفته وفيه [ إنَّ من الشِّعْر لَحُكْماً ] أي إنّ من الشِعر كلاما نافعاً يمنع من الجهل والسَّفَه ويَنهَى عنهما . قيل : أراد بها الموَاعِظ والأمثال التي يَنْتَفِعُ بها الناس . والحُكْمُ : العلْمُ والفقه والقضاء بالعدل وهو مصدر حَكَمَ يَحْكُم . ويُروَى [ إنّ من الشِّعر لَحِكْمةً ] وهي بمعنى الحُكْم - ومنه الحديث ( عبارة الهروي : ويقال : الصمت . . الخ ) [ الصَّمْتُ حُكْمٌ وقليلٌ فاعِلُه ] - ومنه الحديث [ الخلافةُ في قريش والحُكْمُ في الأنصار ] خَصَّهم بالحُكْم لأن أكثر فقهاء الصحابة فيهم : منهم مُعاذُ بن جبل وأُبَيّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت وغيرهم - ومنه الحديث [ وبكَ حاكَمْتُ ] أي رَفَعْتُ الحُكم إليك فلا حُكم إلاَّ لك . وقيل : بكَ خاصمْتُ في طَلَب الحُكم وإبْطالِ من نازَعَنِي في الدين وهي مُفَاعَلَةٌ من الحُكْم - وفيه [ إن الجنةَ للمُحَكَّمِين ] يروى بفتح الكاف وكسرها فالفتح : هم الذين يَقَعُون في يد العَدوّ فيُخَيَّرُون بين الشرك والقتْل فيختارون القتل . قال الجوهري : هم قوم من أصحاب الأُخْدُد فُعِل بهم ذلك فاختاروا الثَّبَاتَ على الإيمان مع القتل . وأمَّا بالكسر فهو المُنْصِفُ من نفْسه . والأوّل الوجه ومنه حديث كعب [ إنَّ في الجَنَّة دَاراً - ووصَفَها ثم قال - : لا يَنْزِلُها إلاّ نَبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شَهِيدٌ أو مُحَكَّمٌ في نفْسه ] وفي حديث ابن عباس [ كان الرجل يَرِثُ امرأة ذَاتَ قرابة فَيَعْضُلُها حتى تَمُوتَ أو تَرُدَّ إليه صداقها فأحْكَمَ اللّه عن ذلك ونهى عنه ] أي مَنَعَ منه . يقال أحْكَمْتُ فلانا : أي منَعْته . وبه سُمّي الحاكِم لأنه يمنع الظالم . وقيل : هو من حَكَمْتُ الفَرس وأحكَمْتُه وحَكَّمْتُهُ : إذا قَدَعْتَهُ وكَفَفْتَهُ وفي الحديث [ ما من آدمي إلا وفي رأسه حَكَمَةٌ ] . وفي رواية [ في رأس كل عبدٍ حَكَمَةٌ إذا هَمَّ بِسَيّئة فإن شاء اللّه أن يَقْدَعَهُ بها قَدَعَه ] الحَكَمَةُ : حديدة في اللِّجام تكون على أَنْف الفَرَس وَحَنَكِهِ تمنعه عن مخالفة راكبه . ولما كانت الحكَمَةُ تأخذ بِفَم الدابة وكان الحَنَكُ مُتَّصلا بالرأس جَعلَها تمنع مَن هي في رأسه كما تَمنَع الحَكَمَةُ الدابة ومنه حديث عمر [ إن العبد إذا تواضع رفع اللّهُ حَكَمَتَهُ ] أي قَدْرَه ومَنْزلَته كما يقال : له عندنا حكَمَةٌ : أي قَدْرٌ . وفلان عَالِي الحَكَمَةِ . وقيل : الكَمَةُ من الإنسان : أَسْفَلُ وجهه مُستعار من مَوْضع جكَمَة اللِّجام ورَفْعُها كناية عن الإعْزاز لأنَّ مِن صِفة الذَّلِيل تَنْكِيسَ رأسه ومنه الحديث [ وأنا آخِذٌ بِحكَمَةِ فرَسه ] أي بِلِجَامِه وفي حديث النَّخَعِيّ [ حَكِّم اليتيم كما تُحَكِّم وَلَدك ] أي امْنَعه من الفساد كما تمنع ولدك . وقيل : أرادَ حَكّمه في ماله إذا صلح كما تُحَكّم ولدك وفيه [ في أرْش الجِرَاحَات الحُكُومةُ ] يريد الجِراحَات التي ليس فيها دِيَةٌ مقدَّرة . وذلك أنْ يُجْرَحَ في مَوْضع من بَدَنْه جرَاحَةً تَشِينه فيَقِيسَ الحاكم أرْشَها بأن يقول : لو كان هذا المجروح عبدا غير مَشِينٍ بهذه الجراحة كانت قيمته مائة مثلا وقيمتهُ بَعْدَ الشَّين تسعون فقد نَقَص عُشْرَ قيمته فيُوجبُ على الجارِحِ عُشْرر دِية الحُرِّ لأن المجروح حُرٌّ وفيه [ شَفَاعتِي لأهل الكَبائر من أمَّتي حتى حَكم وحَاء ] هما قبيلتان جافِيتان من وراء رَمْل يَبْرِينَ .