غريب الحديث

- { هس ) ومنه حديث محمد } : { هس ) ومنه حديث محمد بن كعب [إذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المؤمن جاء مَلَكُ الموْت] أي إذا اجْتَمَعَتْ في فِيه تُريد الخُروج كما يَسْتَنْقع الماءُ في قَرارِه وأراد بالنَّفْسِ الرُّوحَ ومنه حديث الحجَّاج [إنكم يا أهلَ العِراق شَرَّابُون عَلَيّ بأَنْقُعٍ] هو مَثَلٌ يُضْرَب للذي جَرَّب الأمور ومارَسها . وقيل : للذي يُعاوِدُ الأمور المكروهَةَ . أراد أنَّهم يَجْتَرئون عليه ويتَنَاكَرون وأنْقُعٌ : جمع قِلَّة لِنَقْع وهُو الماء النَّاقِع والأرض التي يَجْتَمع فيها الماء وأصلُه أنّ الطائِر الحَذِرَ لا يَرِد المَشَارِع ولكنَّه يأتي المَناقِعَ يَشْرب منها كذلك الرجُل الحَذِر لا يَتَقَحَّم الأمور وقيل : هو أنّ الدَّليل إذا عَرَف المِياه في الفَلَواتِ حَذَقَ سُلُوك الطريق التي تُؤدِّيه إليها ومنه حديث ابن جُرَيج [أنه ذَكَر مَعْمَر بن راشد فقال : إنه لَشَرَّابٌ بأنْقُع] أي أنه رَكِبَ في طَلَب الحديث كلَّ حَزْن وكَتَبَ من كلّ وَجْهٍ وفي حديث بدر [رأيت البَلايَا تَحْمِل المَنايَا نَواضِح يَثْرِب تَحْمِل السَمَّ الناقِع] أي القاتِل . وقد نَقَعْتُ فلانا إذا قَتَلْتَه . وقيل : النَّاقِع : الثَّابِت المُجْتَمِع من نَقْعِ الماء وفي حديث الكَرْم [تَتَّخذونه زَبِيباً تُنْقِعُونه] أي تَخْلِطونه بالماء ليَصِير شرَاباً وكلُّ ما أُلْقِي في ماء فقد أُنْقِع . يُقال : أنْقَعْتُ الدَّواء وغَيْره في الماء فهو مُنْقَع . والنَّقُوع بالفتح : ما يُنْقَع في الماء من اللَّيل ليُشْرَب نَهارا وبالعكس . والنَّقيع : شَراب يُتَّخَذ من زَبيب أو غَيره يُنْقَع في الماء من غَير طَبْخ - وكانَ عَطاء يَستَنْقِع في حِياض عَرَفة : أي يدْخُلها ويَتَبَرَّدُ بمائها وفي حديث عمر [ما عليهنّ أن يَسْفِكْنَ من دُموعهنّ على أبي سُليمان ما لم يكن نَقْعٌ ولا لَقْلَقة] يعني خالد بن الوليد . النَّقع : رفْع الصَّوت . ونَقَع الصَّوتُ واسْتَنْقَع إذا ارتَفَع وقيل : أراد بالنَّقع شَقَّ الجُيوب وقيل : أراد به وَضْع التُّراب على الرءُوس من النَّقْع : الغُبار وهو أولى لأنه قَرن به اللَّقْلَقة وهي الصَّوت فَحمْل اللَّفْظَين على مَعْنَيَين أولى من حَمْلهما على معنىً واحد وفي حديث المولدِ [فاسْتَقْبَلوه في الطريق مُنْتَقِعاً لونُه] أي مُتَغَيِّرا . يقال : انْتُقِع لونُه وامْتُقِع إذا تَغَيَّر من خَوْفٍ أو ألَمٍ ونحو ذلك - ومنه حديث ابن زمْل [فانْتُقع لونُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ساعةً ثم سُرِّيَ عنه] وفيه ذكر [النَّقيعة] وهي طَعام يَتَّخذه القادم من السَّفَر .