غريب الحديث

- { نقب } : { نقب } ... في حديث عُبادة بن الصامت [وكان من النُّقَباء] النُّقَباء : جَمْع نَقَيب وهو كالعَريف على القوم المُقَدَّم عليهم الذي يَتَعَرَّف أخبارَهم ويُنَقِّب عن أحوالهم : أي يُفَتِّش . وكان النبي صلى اللَّه عليه وسلم قد جَعَل ليلةَ العَقَبة كُلَّ واحدٍ من الجَماعة الذين بايعوه بها نَقِيبا على قومِه وجَماعتِه ليأخُذوا عليهم الإسْلام ويُعَرِّفوهم شرائِطَه . وكانوا الإثْنَيْ عشَر نقيبا كلُّهم من الأنصار . وكان عُبَادة بن الصَّامت منهم وقد تكرر ذكره في الحديث مُفردا ومجموعا ومنه الحديث [إني لم أُومَر أنْ أُنَقِّبَ عن قُلوب الناس] أي أُفَتِّشَ وأكْشِف والحديث الآخر [مَن سَأل عن شيء فنَقَّب عنه] وفيه [أنه قال : لا يُعْدِي شيءٌ شيئا فقال له أعرابي : يا رسولَ اللَّه إنَّ النُّقْبةَ تكون بِمِشْفَر البعير أو بذَنَبه في الإبل العظيمة فتَجْرَب كلُّها فقال صلى اللَّه عليه وسلم : فما أجْرَب الأوّل ؟] النُّقبة : أوّل شيء يَظْهَر من الجَرب وجَمْعُها : نُقْب بسكون القاف لأنها تَنْقُب الجلْد : أي تَخْرِقه - ومنه حديث عمر [أتاه أعرابيٌّ فقال : إني على ناقةٍ دَبْرَاءَ عَجْفاءَ نَقْبَاءَ واسْتَحْمَله فظنَّه كاذِبا فلم يَحْمِله فانْطَلَق وهو يقول : أقْسَم باللَّه أبو حَفْصٍ عُمَرْ ... ما مَسَّها من نَقَبٍ ولا دَبَرْ أراد بالنَّقَب ها هنا رِقَّة الأخفاف . وقد نَقِبَ البعيرُ يَنْقَبُ فهو نَقِبٌ ومنه حديثه الآخر [أنه قال لامْرأة حاجَّه : أنْقَبْتِ وأدْبَرْتِ] أي نَقِب بَعيرُك ودَبِر - ومنه حديث علي [ولْيَسْتَأْن بالنَّقِب والضالِع] أي يَرفُق بهما . ويجوز أن يكون من الجَرَب - ومنه حديث أبي موسى [فَنَقِبَتْ أقدامُنا] أي رَقَّتْ جُلُودُها وتَنَفَّطَت من المَشْي وفيه [لا شُفْعَةَ في فِناءٍ ولا طريقٍ ولا مَنْقَبة] هي الطَّريق بين الدارَيْن كأنه نَقْبٌ من هذه إلى هذه . وقيل : هو الطريقُ الذي يَعْلو أنْشَازَ الأرض ومنه الحديث [أنهم فَزِعوا من الطَّاعون فقال : أرْجُو ألاّ يَطْلُعَ إلينا نِقَابَهَا (ضبط في الأصل : [نِقابُها] بالضم . وضبطته بالفتح من الهروي واللسان] ) هي جمع نَقْب وهو الطريقُ بينَ الجَبَلين . أراد أنه لا يَطْلُع إلينا من طرُق المدينة فأضمَر عن غيْر مَذْكور - ومنه الحديث [على أنقاب المدينة ملائكةٌ لا يَدْخُلُها الطاعون ولا الدجَّال] وهو جَمْعُ قلَّة للنَّقْب وفي حديث مَجْديّ بن عمْرو [أنه مُيْمون النَّقيِبة] أي مُنَجَّحُ الفِعال مُظَفَّر المَطالِب . والنَّقيبة : النَّفْس . وقيل : الطَّبيعة والخَليقة وفي حديث أبي بكر [أنه اشْتَكَى عَيْنَه فكَرِه أن يَنْقُبَها] نَقْبُ العَين : هو الذي يُسَمِّيه الأطبَّاء القَدْحَ وهو مُعالَجة الماء الأسود الذي يَحْدث في العَيْن . وأصله أن يَنْقُرَ البَيْطَارُ حافِر الدَّابّة ليُخْرجَ منه ما دَخَل فيه وفي حديث عمر [ألْبَسَتْنا أمُّنا نُقْبَتَها] هي السَّراويل التي تكون لها حُجْزةٌ من غير نَيْفَق (قال في القاموس : [ونَيْفَق السراويل بالفتح : الموضع المتَّسِع منه] . ويقال فيه : نِئْفِق . انظر الجمهرة 3 / 155 ، والمعرب ص 333 ) فإذا كان لها نَيْفَقٌ فهي سَراوِيلُ وفي حديث ابن عمر [أنَّ مَوْلاةَ امْرأةٍ اخْتَلَعَت من كلّ شيء لها وكلّ ثَوب عليها حتى نُقْبَتِها فلم يُنْكِر ذلك] وفي حديث الحجّاح [وذكر ابن عباس فقال : إن كان لَنِقَابا] وفي رواية [إن كان لَمِنْقَباً] النِّقاب والمِنْقَب بالكسر والتخفيف : الرجُل العالم بالأشياء الكثير البَحْث عنها والتَّنْقيبِ : أي ما كان إلا نِقَابا وفي حديث ابن سِيرِين [النِّقابُ مُحْدَث] أراد أن النِّساء ما كُنَّ يَنْتَقِبن : أي يَخْتَمِرْن قال أبو عبيد : ليس هذا وجْهَ الحديث ولكِنّ النِّقاب عند العرب هو الذي يَبْدو منه مَحْجِر العَين . ومعناه أنّ إبْدَاءهُنَّ المحَاجِرَ محْدَث إنما كان النِّقاب لاحِقا بالعَيْن وكانت تَبْدُو إحْدَى العَيْنَين والأخرى مَسْتورة والنِّقاب لا يَبْدُو منه إلا العَيْنان . وكان اسمُه عندهم : الوَصْوصَة والبُرْقُع وكانا من لِباس النِّساء ثم أحْدثْنَ النِّقابَ بَعْدُ .