غريب الحديث

- { نسا } : { نسا } فيه [لا يقولنّ أحدُكم : نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيتَ بل هو نُسِّيَ] كَرِه نِسْبة النِسْيان إلى النْفس لِمَعْنَيين : أحدهما أن اللَّه تعالى هو الذي أنْساه إياه لأنه المُقَدِّر للأشياء كلِّها والثاني أنّ أصل النسيان الترك فكَره له أن يقول : تركْتُ القرآن أو قَصَدْت إلى نِسْيانه ولأنّ ذلك لم يكن باختياره . يقال : نَسَّه اللَّه وأنْساه ولو روُي [نُسِيَ] بالتخفيف لكان معناه تُرِك من الخير وحُرِم ورواه أبو عبيد [بئسما لأحدِكم أن يقول : نَسِيت آية كَيْت وكَيت ليس هو نَسِي ولكنه نُسِّيَ] وهذا اللفظ أبْيَنُ من الأوّل واختار فيه أنه بمعنى الترك - ومنه الحديث [إنما أُنَسَّى لأسُنّ] أي لأذْكُر لكم ما يَلْزم الناسِيَ لشيْ من عبادتِه وأفْعَل ذلك فتَقْتدوا بي وفيه [فَيُتْرَكون في المَنْسَى تحتَ قَدَم الرحمن] أي يُنْسَون في النار - ومنه قوله صلى اللَّه عليه وسلم يومَ الفتح [كل مَأثُرة مِن مآثِرِ الجاهلية تحت قَدَمَيَّ إلى يوم القيامة] - وفي حديث عائشة [وَدِدْتُ أنِّي كنتُ نِسْياً مَنْسِيّاً] أي شيئا حَقيرا مُطَّرَحاً لا يُلْتَفَتُ إليه . يقال لخِرْقة الحائض : نِسْيٌ وجمعه : أنْساءٌ . تقول العرب إذا ارْتَحلوا من المنزل : انظُروا أنْساءَكم . يريدون الأشياء الحقيرة التي ليست عندهم بِبَالٍ أي اعْتَبروها لئلا تَنْسَوها في المنزِل وفي حديث سعد [رَمَيْتُ سُهَيْل بن عَمرو يومَ بَدْر فَقَطَعْتُ نَسَاه] النَّسَا بوَزْن العصا : عِرْق يَخْرج من الوَرِك فيَسْتَبْطِن الفَخذ . والأفصح أن يقال له : النَّسا لا عِرق النَّسا .