غريب الحديث

- { منا } : { منا } فيه [إذا تَمَنَّى أحَدُكم فلْيُكْثِر فإنما يسألُ ربَّه] التَّمَنِّي : تَشَهِّي حُصُولِ الأمْرِ المَرْغُوبِ فيه وحديث النَّفْس بما يكون وما لا يكون والمعنى : إذا سألَ اللّهَ حوائِجَه وفَضْلَه فلْيُكْثِر فإن فَضْلَ اللّه كثيرٌ وخزائِنَه واسِعةٌ ومنه حديث الحسن [ليس الإيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمنِّي ولكن ما وقَر في القَلْبِ وصَدَّقَتْه الأعمال] أي لَيْسَ هو بالقولِ الذي تُظْهِرهُ بِلسانِكَ فقط ولكن يجب أن تُتْبِعَهُ مَعْرِفَةَ القلْبِ وقيل : هو من التَّمنِّي : القراءةِ والتَّلاَوةِ يقال : تَمنَّى إذا قَرأ ومنه مَرْثِيَةُ عثمان : تَمَنَّى كِتَابَ اللّهِ أوّلَ لَيْلَةٍ ... وآخِرَهَا (في اللسان : [أوّلَ ليلِهِ . . . وآخِرَه] ) لاَقَى حِمَامَ المَقادِرِ - وفي حديث عبد الملِك [كتب إلى الحجَّاج : يا ابن المُتَمنِّيَةِ] أراد أمَّهُ وهي الفُرَيْعَةُ بنتُ هَمّامٍ وهي القائلَةُ : هَلْ مِنْ سَبيلٍ إلى خَمْرٍ فأَشْرَبَهَا ... أمْ هَلْ سَبِيلٍ إلى نَصْرِ بن حَجَّاجِ وكان نصرٌ رَجُلاً جميلاً من بني سُلَيمٍ يَفْتَتِنُ به النِّساءُ فحلَقَ عمر رأسَه ونفاهُ إلى البَصْرَةِ . فهذا كان تَمنِّيها الذي سمّاها به عبدُ الملك وفي حديث عثمان [ما تَعَنَّيْتُ ولا تَمنَّيْتُ ولا شَرْبِتُ خمْراً في جاهليَّةٍ ولا إسْلامٍ] وفي رواية [ما تَمَنَّيْتُ منذُ أسْلَمْتُ] أي ما كَذَبْتُ . التَّمنِّي : التَّكَذُّبُ تَفَعُّلٌ مِنْ مَنَى يَمْنِي إذا قَدَّرَ لأنّ الكاذبَ يُقَدِّرُ الحديثَ في نَفْسه ثم يقوله قال رجلٌ لابْن دَأْبٍ وهو يُحَدِّثُ : [أَهذا شيءٌ رُوِّيتَهُ (في الهروي : [رَوَيْتَه] ) أَمْ شيءٌ تَمنَّيْتَهُ ؟] أي اخْتَلَقْتَهُ ولا أصلَ له . ويقال للأحاديث التي تُتُمنَّى : الأمانِيُّ واحِدتُها : أُمْنيَّةٌ - ومنه قصيد كعب : فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ ... إنّ الأمانِيَّ والأحْلاَمَ تَضْلِيلُ وفيه [أنَّ مُنْشِداً أنْشَدَ النبي صلى اللّه عليه وسلم : لا تَأْمَنَنَّ وإنْ أمْسَيْتَ في حَرَمٍ ... حَتَّى تُلاَقِيَ ما يَمْنِي لَكَ المَانِي فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرُونَانِ فِي قَرَنٍ ... بِكُلِّ ذلِك يَأْتِيكَ الجَدِيدَانِ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : لو أَدْرَكَ هذا الإسلام] مَعناه : حتى تُلاقِيَ ما يُقدَّرُ لَكَ المُقدِّرُ وهو اللّه تعالى . يقال : مَنَى اللّهُ عليكَ خَيْراً يَمْنِي مَنْياً - ومنه سَمِّيَتِ [المَنِيَّةُ] وهي الموتُ . وجمعُها : المَنايا لأِنها مُقدَّرةٌ بوقتٍ مَخْصُوصٍ . وقد تكررت في الحديث - وكذلك تكرر في الحديث ذِكْرُ [المَنِيِّ] بالتشديد وهو ماءُ الرَّجُلِ . وقد مَنَي الرَّجُلُ وأمْنَى واسْتَمْنَى إذا اسْتَدْعَى خُروجَ المَنِيِّ وفيه [البيتُ المعمورُ مَنَا مَكّة] أي بِحذَائِها في السماء . يقال : دّارِي مَنَا دارِ فُلانٍ : أي مُقَابِلُها - ومنه حديث مجاهدٍ [إن الحَرَمَ حَرَمٌ مَنَاهُ من السَّمواتِ السَّبْعِ والأَرَضِينَ السَّبْعِ] أي حذاءَه وقَصْدَه (في الأصل : [حذاؤه وقصدهُ] والمثبت من ا واللسان ) - وفيه [أنَّهم كانوا يُهِلُّون لِمَنَاةَ] مَنَاةُ : صنمٌ كان لِهُذَيْلٍ وخُزَاعَةَ بين مكّة والمدينة والهاء فيه للتأنيث . والوقف عليه بالتاءِ .