غريب الحديث

- { ملأ } : { ملأ } ... قد تكرر ذكر [المَلآءِ] في الحديث . والمَلأ : أشرافُ الناس ورؤَساؤُهم ومُقَدَّموهم الذين يُرْجَعُ إلى قولهم . وجمعُه : أمْلاءٌ ومنه الحديث [أنه سمِع رجُلاً مُنْصَرَفَهُم من غَزْوةِ بدْرٍ يقول : ما قتَلْنا إلاَّ عَجائِزَ صُلْعاً فقال : أولئك المَلأُ من قريش لو حضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ] أي أشرافُ قريش - ومنه الحديث [هل تَدْري فيمَ يَخْتَصِمُ الملأُ الأعلى ؟] يريد الملائكةَ المقرَّبين وفي حديث عمر حين طُعِنَ [أكان هذا عن مَلأٍ منكم ؟] أي تَشاوُر من أشرافِكم وجماعتِكم وفي حديث أبي قَتادة [لَّما ازْدَحَمَ الناسُ على المِيضَأة قال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : أحْسِنوا المَلأَ فكلُّكم سَيَرْوَى] المَلأ بفتح الميم واللام والهمزة كالأوّل : الخُلُقُ - ومنه قول الشاعر (هو عبد الشارق بن عبد العُزَّى الجهني . معجم مقاييس اللغة 6 / 492 ) : تَنادَوا يا لَبُهْثَةَ إذْ رَأَوْنا ... فَقُلْنا : أحْسِنِي مَلأً جُهَيْنا وأكثرُ قُرَّاءِ الحديث يَقْرَأونها [أحسِنوا الْمِلءَ] بكَسر الميم وسكون اللام من مِلْءِ الإناء . وليس بشيء - ومنه الحديث الآخر [أحسِنوا أمْلاءَكم] أي أخلاقَكم - وفي حديث الأعرابيِّ الذي بال في المسجد [فصاح به أصحابهُ فقال : أحسِنوا مَلأً] أي خُلُقاً وفي غريب أبي عبيدة [مَلأً : أي غَلَبَةً] - ومنه حديث الحسن [أنهم ازْدَحَمُوا عليه فقال : أحسنوا مَلأَكم أيها المَرْؤُون] وفي دعاء الصلاة [لك الحمدُ مِلْءَ السموات والأرض] هذا تمثيلٌ لأن الكلام لا يَسَعُ الأماكنَ . والمراد به كثرةُ العدد يقول : لو قُدِّر أن تكون كلماتُ الحمدِ أجْساماً لَبَلَغَت من كثرتِها أن تَملأ السموات والأرض ويجوز أن يكون المراد به تفخيمَ شأن كلمةِ الحمد . ويجوز أن يريد به أجرَها وثوابَها - ومنه حديث إسلام أبي ذرٍّ [قال لنا كلمةً تَملأُ الفَم] أي أنها عظيمةٌ شنيعة لا يجوز أن تُحكى وتُقال فكأنّ الفمَ مَلآنُ بها لا يَقْدر على النطقِ - ومنه الحديث [امْلُئوا أفواهَكم من القرآن] وفي حديث أن زَرْع [مِلْءُ كِسائها وغيظُ جارَتِها] أرادت أنها سَمينةٌ فإذا تَغَطَّت بكِسائها مَلأَتْه - وفي حديث عِمرانَ ومَزادةِ الماء [إنه لَيُخَيَّلُ إلينا أنها أشدُّ مِلأْةً منها حين ابْتُدِىءَ فيها] أي أشدُّ امْتِلاءً . يقال : مَلأْتُ الإناءَ أمْلَؤُه مَلأً . والمِلْءُ : الاسمُ . والمِلأْة أخَصُّ منه - وفي حديث الاستسقاء [فرأيتُ السَّحابَ يَتَمَزَّقُ كأنه المُلاءُ حين تُطْوَى] المُلاءُ بالضم والمدّ : جمع مُلاءةٍ وهي الإزارُ والرَّبْطةُ وقال بعضُهم : إنَّ الجمع مُلأٌ بغير مدٍّ . والواحدُ ممدود . والأوّلُ أثبتُ شَبَّهَ تَفَرُّقَ الغَيم واجتماع بعضِه إلى بعض في أطراف السماء بالإزار إذا جُمِعَت أطرافهُ وطُوِيَ - ومنه حديث قَيْلة [وعليه أسمالُ مُلَيَّتْين] هي تصغير مُلاَءةٍ مُثَنَّاةً مخففةَ الهمز - وفي حديث الدَّيْن [إذا أُتْبِع أحدُكم على مَلِىءٍ فلْيَتْبَعْ (ضُبِط في الأصل وا واللسان : [فلْيَتَّبِعْ] وضبطته بالتخفيف ممّا سبق في مادة (تبع ) ومن صحيح مسلم (باب تحريم مَطْل الغنيّ من كتاب المساقاة]] المَلِيءُ بالهمز : الثِقةُ الغنيُّ وقد مَلُؤ فهو مَلِيءٌ بيَّن المَلاَءِ والمَلاءةِ بالمدّ . وقد أُولِعَ الناسُ فيه بترك الهمز وتشديدِ الياء ومنه حديث عليّ [لا مَلِيءٌ (في الأصل : [لا مَليّ] والتصحيح من ا واللسان ) واللّه بإصْدار ما ورَد عليه] وفي حديث عمر [لو تَمالأَ عليه أهلُ صَنْعاء لأَقَدْتُهم به] أي تَساعَدوا واجتمعوا وتعاونوا ومنه حديث علي [واللّهِ ما قتلتُ عثمانَ ولا ملأْتُ في قَتْلِه] أي ما ساعدتُ ولا عاوَنْتُ .