غريب الحديث

- { لحم } : { لحم } فيه [إنّ اللّه لَيُبغِض أهلَ البيت اللَّحِمِين] وفي رواية [البَيْت اللَّحِمَ وأهْلَه] قيل : هُم (هذا من شرح سفيان الثوري كما في الهروي واللسان ) الذين يُكْثِرُون أكْل اللَّحْم ويُدْمِنُونه بالغِيبَة وقيل : هُم الذين يُكْثِرُون أكْل اللَّحْم ويُدْمِنُونه وهو أشْبَه ومنه قول عمر [اتَّقُوا هَذه المجَازِرَ فإنَّ لها ضَروَاةً كَضَراوة الخَمْر] - وقوله الآخر [إنَّ للَّحِم ضَرَاوَةً كضَراوة الخَمْر] يقال : رجُلٌ لَحِمٌ ومُلْحِم وَلاَحِم ولَحِيم . فاللَّحِم : الذي يُكْثِر أكْلُه والمُلْحِم : الذي يَكْثُر عنده اللَّحْم أو يُطْعِمُه واللاَّحِم : الذي يكون عنده لَحْم واللَّحِيم : الكَثِير لَحْم الجسَد وفي حديث جعفر الطَّيَّار [أنه أخَذ الرَّايةَ يومَ مُؤتَة فقاتَل بها حتى أَلْحَمه القتال] يقال : ألْحَم الرَّجُلُ واسْتَلْحَم إذا نَشِب في الحَرْب فلم يَجِدْ له مَخْلَصاً . وألْحَمه غَيْرُه فيها ولُحِمَ إذا قُتِل فهو مَلْحومٌ وَلَحِيم ومنه حديث عمر في صفة الغُزاة [ومنهم مَن ألْحَمه القِتالُ] ومنه حديث سهل [لا يُرَدُّ الدُّعاءُ عند الْبأس حِينَ يُلْحِمُ بعضُهم بعضاً] أيْ يَشْتَبِك الحَرْبُ بينهم ويَلْزَم بعضُهم بَعْضاً ومنه حديث أسامة [أنه لَحِم رَجُلاً من العَدُو] أي قَتَلَه وقيل : قَرُب منه حتى لَزِق به (في الهروي : [لَصِقَ] ) من الْتَحم الجُرْح إذا الْتَزَق وقيل : لَحَمَه أي ضَرَبه مِن أصاب لَحْمه وفيه [اليَوْمَ يَوْمُ المَلْحَمَة] وفي حديث آخر [ويَجْمَعُون لِلْمَلْحَمة] هي الْحَرب ومَوْضِع القِتال والجَمْع : المَلاَحِم مأخوذ من اشْتِباك الناس واخْتِلاطِهم فيها كاشْتِباك لُحْمة الثَّوب بالسَّدَي وقيل : هو من اللَّحْم لكثرة لحوم القَتْلى فيها ومن أسمائه عليه الصلاة والسلام [نَبيُّ المَلْحَمَة] يعني نَبِيُّ القِتَال وهو كقوله الآخر [بُعِثْت بالسَّيف] وفيه [أنه قال لِرَجل : صُمْ يوماً في الشهر قال : إنِّي أجِدُ قوة قال : فصُم يومين قال : إني أجِدُ قُوّة قال : فَصُم ثلاثة أيام في الشَّهر وألْحَم عند الثالثة] أي وقَفَ عِندها فلم يَزِده عليها مِن ألْحَم بالمَكان إذا أقام فلم يَبْرَح وفي حديث أسامة [فاسْتَلْحَمَنا رجُلٌ من العَدُوِّ] أي تَبِعَنا . يقال : اسْتَلْحَم الطَّرِيدةَ والطَّرِيق : أي تَبِع وفي حديث الشِّجاج [المُتَلاحِمَة] هي التي أخذَت في اللَّحْم (في ا : [اللِّحَم] ) وقد تكون التي بَرأت والْتَحَمَت - وفي حديث عمر [قال لرجُل : لِم طَلَّقْت امْرأتَك ؟ قال : إنَّها كانت مُتَلاحِمَة قال : إن ذلك منْهُنَّ لَمُسْتَرَادٌ] قيل : هي الضَّيِّقَة المَلاَقِي . وقيل : هي التي بها رَتَقٌ وفي حديث عائشة [فلمَّا عَلِقْتُ اللَّحْمَ سَبَقَني] أي سَمِنْت وثَقُلْت وفيه [الوَلاَء لُحْمةٌ كلُحْمَة النَّسب] وفي رواية [كلُحْمَة الثَّوب] وقد اخْتُلِف في ضَمّ اللُّحْمَة وفَتْحهَا فقيل : هي في النَّسَب بالضَّم وفي الثوب بالضَّم والفتح وقيل : الثَّوب بالفتح وحْدَه وقيل : النَّسَب والثَّوبُ بالفتح فأما بالضَّم فهو ما يُصادُ بِه الصَّيْد ومعنى الحديث المخالَطَة في الْوَلاء وأنها تَجْري مَجْرى النَّسَب في المِيراث كما تُخالِط اللُّحْمة سَدَى الثّوب حتى يَصيرا كالشيء الواحد لِمَا بينهما من المُداخَلة الشديدة ومنه حديث الحَّجَّاج والمَطر [صار الصِّغار لُحمةَ الكِبار] أي أنَّ القَطْر انْتَسَج لِتتابُعه فدخل بعضُه في بعض واتَّصَل .