غريب الحديث

- { كَنَف } : { كَنَف } فيه [إنه تَوَضَّأ فأدْخَل يَدَه في الإناء فكنَفَهَا وضَرَب بالماء وجْهَه] أي جَمَعَها وجعلها كالكِنْف وهو الْوِعاء ومنه حديث عمر [أنه أعْطَى عِياضاً كِنْف الراعي] أي وِعاءه الذي يَجْعَل فيه آلَتَه - ومنه حديث ابن عَمْرو وزَوْجَته [لم يُفَتِّش لَنا كِنفاً] أي لم يُدْخِل يَده معها كما يُدْخِل الرجُلُ يَده مع زَوْجته في دَواخِل أمْرِها وأكثر ما يُرْوَى بفتح الكاف والنون من الكَنَف وهو الجانب تَعْني أنه لم يَقْرَبْها ومنه حديث عمر [أنه قال لابن مسعود : كُنَيْفٌ مُلِىء عِلْماً] هو تَصْغير تَعْظيم للكِنْف كقول الحُبَاب بن المُنْذِر : أنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب وفيه [يُدْنَى المؤمنُ من ربه حتى يَضع عليه كَنَفه] أي يَسْتُره . وقيل : يَرْحَمه ويَلْطُف به والكَنَف بالتحريك : الجانِب والناحِية . وهذا تمثيل لجَعْله تحت ظِلّ رحمته يومَ القيامة ومنه حديث أبي وائل [نَشَر اللّهُ كَنَفَه على المُسْلم يومَ القيامة هكذا وتَعَطَّف بيده وكُمِّه] وجَمْعُ الكَنَف : أكْناف ومنه حديث جرير [قال له : أيْنَ مَنْزِلُك ؟ قال [له] (سقط من ا واللسان ) : بأكْنَاف بِيشَة] أي نَواحيها - وفي حديث الإفْك [ما كَشَفْتُ من كَنَف أنْثَى] يجوز أن يكون بالكَسْرِ من الأوّل وبالفتح من الثاني - ومنه حديث علي [لا تَكُن للمسلمين كانِفَةً] أي ساترة والْهَاء للمُبالَغَة - وحديث الدعاء [مَضَوْا على شاكِلَتِهم مُكَانِفِين] أي يَكْنُف بعضُهم بَعْضاً - وحديث يحيى بن يَعْمَر [فاكْتَنَفْتُه أنا وَصاحبي] اي أحَطْنا به من جانِبَيه - ومنه الحديث [والنَّاس كَنَفَيْه] وفي رِواية [كَنَفَتَيْه] - وحديث عمر [فَتَكَنَّفَه الناسُ] وفي حديث أبي بكر حين اسْتَخْلَف عُمَر [أنه أشْرَف من كَنِيفٍ فكَلَّمَهم] أي من سُتْره . وكُلُّ ما سَتَر من بِنَاء أو حَظِيرة فهو كَنِيف ومنه حيث كعب بن مالك وابن الأكوع : - تَبيتُ بَيْن الزَّرْب (الزِّرْب ) والكَنِيفِ أي المَوْضع الذَّي يَكْنِفُها ويَسْتُرها - وفي حديث عائشة [شَقَقْن أكْنَفَ مُروطِهنّ فاخْتَمرنَ به] أي أسْتَرها وأصْفَقَها ويُروَى بالثَّاء المثلَّثة . وقد تقدّم - وفي حديث أبي ذَر [قال له رجُل : ألاَ أكُونُ لك صاحِباً أكنِف راعِيَك وأقْتَبِس منك] أي أُعِينُه وأكُونُ إلى جانبه أو أجْعَله في كَنَف . وكَنَفْت الرجُل إذا قمتَ (في الأصل : [أقمت] والتصحيح من ا ) بأمْرِه وجَعَلته في كَنَفِك - وفي حديث النَّخَعِيّ [لا يُؤخذ في الصَّدقة كَنُوف] هي الشاة القَاصِية التي لا تَمْشِي مع الغَنم . ولَعَلَّه أراد لإِتْعابها المُصَدِّقَ باعْتِزالها عن الغَنَم فهي كالمُشَيَّعة المَنْهِيِّ عنها في الأضاحي وقيل : ناقةٌ كَنُوف : إذا أصابها البَرْدُ فهي تَسْتَتِر بالإبل .