غريب الحديث

- { قرب } : {قرب} ...ومنه الحديث [صِفة هذه الأمَّة في التَّوْراة قُرْبانُهم دماؤهم] القُرْبان : مصدر مِن قَرُبَ يَقْرُب : أي يَتَقَرَّبون إلى اللّه تعالى بإراقة دِمائهم في الجِهاد وكان قُرْبان الأمم السالفة ذَبْح البَقَر والغنم والإبِل ومنه الحديث [الصلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقِيّ] أي أن الأتْقياء من الناس يَتَقَّربون بها إلى اللّه أي يطلبون القُرْبَ منه بها - ومنه حديث الجمعة [مَن راحَ في الساعة الأولى فكأنما قرّب بَدَنَة] أي كأنما أهْدى ذلك إلى اللّه تعالى كما يُهْدى القُرْبانُ إلى بَيْت اللّه الحرام وفي حديث ابن عمر [إنْ كُنَّا لَنَلْتَقِي في اليوم مِراراً يسأل بعضُنا بعضاً وإن نَقْرُب بذلك إلا أن نَحْمَد اللّه تعالى] قال الأزهري : أي ما نَطْلُب بذلك إلاَّ حَمْدَ اللّه تعالى قال الخطّابي : نَقْرُب : أي نَطْلب . والأصل فيه طَلَبُ الماء - ومنه [ليلة القَرَب] وهي الليلة التي يُصْبِحون منها ( في الأصل : [فيها] والمثبت من ا واللسان ) على الماء ثم اتُّسِع فيه فقيل : فُلانٌ يَقْرُب حاجَته : أي يطْلُبها وإن الأولى هي المُخَفَّفة من الثقيلة والثانية نافية - ومنه الحديث [قال له رجُل : ما لِي هارِبٌ ولا قارِبٌ] القارِب : الذي يَطْلُب الماء . أراد ليس لي شيء - ومنه حديث علي [وما كنت إلاَّ كقارِب وَرَد وطالِبٍ وَجَد] - وفيه [إذا تَقارَب الزمان] وفي رواية [اقْتَرب الزمان لم تَكَدْ رؤيا المؤمِن تَكْذِب] أراد اقْتِراب الساعة . وقيل : اعْتِدال الليل والنهار وتكون الرؤيا فيه صحيحة لاعتدال الزمان . واقْتَرب : افْتَعل من القُرْب . وتقَارَب : تفاعَل منه . ويقال للشيء إذا وَلَّى وأدْبَر : تَقارَب ومنه حديث المهدي [يَتقارَب الزمان حتى تكون السَّنَة كالشَّهر] أراد : يَطِيب الزمان حتى لا يُسْتطال وأيام السُّرور والعافية قَصِيرة وقيل : هو كناية عن قِصَر الأعْمار وقِلّة البركة وفيه [سَدِّدُوا وقارِبُوا] أي اقْتَصِدوا في الأمور كلها واتْرُكوا الغُلُوَّ فيها والتَّقْصير . يقال : قارَب فُلانٌ في أموره إذا اقْتَصد . وقد تكرر في الحديث وفي حديث ابن مسعود [أنه سلَّم على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو في الصلاة فلم يَرُدّ عليه قال : فأخَذني ما قَرُب وما بَعُد] يقال للرجُل إذا أقْلقَه الشيء وأزعَجه : أخَذه ما قَرُب وما بَعُد وما قَدُم وما حَدُث كأنه يُفكِّر ويَهْتَم في بعيد أموره وقَرِيبها . يعني أيُّها كان سبباً في الامْتناع من رَدّ السلام - وفي حديث أبي هريرة [لأُقَرِّبَنَّ بكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم] أي لآتِنَنَّكم بما يُشْبِهِهُا ويَقْرُب منها - ومنه حديث الآخر [ - وفيه [من غير المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَةَ فعليه لعنة اللّه] المَقْرَبة : طريق صغير يَنْفُذ إلى طريق كبير وجَمْعُها : المَقارِب . وقيل : هو مِن القَرَب وهو السَّير بالليل . وقيل السَّير إلى الماء ومنه الحديث [ثلاثٌ لَعِنيات : رجُل عَوَّرّ ( في الأصل واللسان وشرح القاموس : [غوّر] بالغين المعجمة . وأثبته بالعين المهملة من ا واستناداً إلى تصحيحات الأستاذ عبد السلام هارون للسان العرب . قال : [والطريق لا يغوَّر وإنما يعوَّر أي تُفْسَد أعلامه ومَناره . ومنه قولهم : [طريقٌ أعورُ] أي لا عَلَمَ فيه . وقد جاء على هذا الصواب في تهذيب الأزهري مادة ( قرب )] ) طرِيقَ المَقْرَبة] وفي حديث عمر [ما هذه الإبل المُقْرِبة] هكذا رُوِي بكسر الراء . وقيل : هي بالفتح وهي التي حُزِمَت للركوب . وقيل هي التي عليها رِحال مُقْرَبة بالأدَم وهو من مَراكب الملوك وأصلهُ من القِراب وفي كتابه لوائل بن حُجْر [لكل عشرة من السَّرايا ما يَحْمِل القِرابُ من التَّمْر] هو شِبْه الجِراب يَطْرح فيه الراكب سَيْفه بِغمده وسَوْطَه وقد يَطْرح فيه زاده من تَمْر وغيره قال الخطّابي : الرِواية بالباء هكذا ولا موضع لها ها هنا وأراهُ [القِراف] جَمْع قَرْف وهي أوْعِيَة من جُلود يُحْمَل فيها الزاد للسَّفَر وتُجْمع على : قُروف أيضاً وفيه [إنْ لَقِيتَني بقُراب ( قال في القاموس : [وِقابُ الشيء بالكسر وقُرَابُه وقُرابتُه بضمهما : ما قارب قدره] ) الأرض خَطِيئة] أي بما يُقارِب مَلأْها وهو مصدر : قارب يُقارب وفيه [اتَّقُوا قُرَابَ المؤمن فإنه ينْظُر بنور اللّه] ورُوِي [قُرابة المؤمن] يعني فِراسَتَه وظَنَّه الذي هو قريب من العلم والتَّحَقُّق لصِدْق حَدْسِه وإصابتِه . يقال : ما هو بعالِم ولا قُرَاب عالِم ولا قُرابة عالِم ولا قَريب عالم وفي حديث المولِد [فخَرج عبد اللّه أبو النبي صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم مُتَقَرِّباً مُتَخَصَّراً بالبَطْحاء] أي واضِعاً يَدَه على قُرْبه : أي خاصِرتَه وقيل : هو الموضع الرَّقيق أسفل من السُّرّة وقيل : مُتَقَرِّباً أي مُسْرِعاً عجِلاً ويُجْمَع على أقْراب ومنه قصيد كعب بن زهير : يَمشي القُرادُ عليها ثم يُزْلِقُه ... عنها ( رواية شرح ديوانه ص 12 : [منها] ) لَبانٌ وأقْرابٌ زَهاليلُ - وفي حديث الهجرة [أتيْت فَرسي فركِبْتها فرَفَعْتها تُقَرَّب بي] قَرّب تَقْربياً إذا عَدَا عدْواً دون الإسْراع وله تَقْرِيبان أدْنى وأعْلَى وفي حديث الدّجال [فجلسوا في أقرُب السَّفينة] هي سُفُنٌ صِغار تكون مع السُّفُن لكبِار البَحْرِيَّة كالجنائب لها واحِدها : قارِب وجَمْعُها : قَوارِب فأمَّا أقْرُب فَغْير معروف في جمع قارِب إلاَّ أن يكون على غير قياس وقيل : أقْرُب السفينة أدانيها أي ما قارَب إلى الأرض منها وفي حديث عمر [إلاَّ حامَى على قَرابَتِه] أي أقارِبه . سُمُّوا بالمصدر كالصَّحابة .