غريب الحديث

- { فوق } : {فوق} فيه [أنه قَسمَ الغنائم يوم بَدْرٍ عن فُوَاقٍ] أي قَسمَها في قَدْر فُوَاقِ ناقة وهو ما بين الحَلْبَتْين مِنْ الرَّاحة وتُضَمُّ فاؤه وتُفْتَح . وقيل : أراد التَّفْضِيل في القِسْمة كأنه جَعل بَعْضَهم أفْوَقَ من بعض على قَدْرِ غَنائِمهم ( في اللسان : [غَنائِهم] . وكأنه أشبه ) وبَلائِهم . و [عن] ها هنا بمَنْزِلتِها في قولك : أعْطَيْته عن رَغْبة وطِيب نَفْس لأنّ الفاعل وقْتَ إنْشاء الفعل إذا كان مُتَّصِفاً بذلك كان الفعل صادِراً عنه لا محالَة ومُجاوِزاً له - ومنه الحديث [عِيادة المريض قَدْر فَوَاق الناقة] وحديث علي [قال له الأْشَتر ( الذي في اللسان : [الأسير] ) يَوْمَ صِفِّين : أنْظِرْني فُوَاقَ ناقةٍ] أي أخِّرْني قَدْر ما بَيْن الحَلْبَتَين وحديث أبي موسى ومعاذ [أمّا أنا فأتَفَوَّقُه تَفَوُّقاً] يعني قِراءة القُرآن : أي لا أقْرَأ وِرْدِي منه دفْعة واحدة ولكن أقْرَؤه شيئا بعد شيء في لَيْلي ونهاري مأخوذ من فُوَاق الناقة لأنها تُحْلَبُ ثم تُراحُ حتى تَدِرَّ ثم تُحْلَب - ومنه حديث علي [إنّ بَنِي أمَيَّة ليُفَوِّقُونَني تُراثَ محمدٍ تَفْوِيقا] أي يُعْطُوني من المال قليلا قليلا - وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة [من سُئِل فَوْقَها فلا يُعْطَهْ] أي لا يُعْطَى الزيادة المطلوبة . وقيل : لا يُعْطيه شيئاً من الزكاة أصلا لأنه إذا طَلَب ما فَوْقَ الواجب كان خائناً وإذا ظهرَت خيانَتُه سَقَطَت طاعتُه - وفيه [حُبِّب إليَّ الجمالُ حتى ما أحِبُّ أن يَفُوقَني أحَدٌ بِشِراكِ نَعْل] فُقْتُ فُلَانا أفُوقُه : أي صِرْتُ خيراً منه وأعْلى وأشْرَف كأنك صِرْتَ فَوْقَه في المَرْتَبة - ومنه [الشيء الفائِق] وهو الجَيِّد الخالِصُ في نَوْعِه - ومنه حديث حُنَين : فما كان حِصْنٌ ولا حابِسٌ ... يَفُوقان مِرْداسَ في مَجْمَعِ - وفي حديث علي يَصِف أبا بكر [كنتَ أخْفَضَهم ( في الأصل : [احفظهم] بالحاء المهملة والظاء المعجمة والمثبت من ا واللسان ) صَوتاً وأعلاهم فُوقاً] أي أكثرهم نصِيباً وحَظّاً من الدِين وهو مُسْتَعار من فُوق السَّهْم وهو مَوضع الوَتَر منه ومنه حديث ابن مسعود [اجْتَمْعنا فأمَّرْنا عثمان ولم نَأْلُ عن خَيْرنا ذا فُوقٍ] أي وَليْنا أعْلانا سَهْماً ذا فُوقٍ أراد خَيْرنا وأكْمَلنا تامّاً في الإسلام والسابقة والفَضْل - ومنه حديث علي [ومن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوقَ ناصِلٍ] أي رَمَى بسَهْم مُنْكَسِر الفُوق لا نَصْلَ فيه . وقد تكرر ذِكْر [الفُوق] في الحديث - وفيه [وكانوا أهل بَيْتِ فاقةٍ] الفاقَة : الحاجَة والفَقْر . ... وفي حديث سَهل بن سعد [فاسْتَفاق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : أيْنَ الصَّبيُّ ؟] الاسْتِفاقة : اسْتِفعال من أفاق إذا رَجع إلى ما كان قد شُغل عنه وعاد إلى نفسه - ومنه [إفاقَةُ المريض والمجنون والمُغْشَى عليه والنائم] - ومنه حديث موسى عليه السلام [فلا أدْرِي أفاقَ قَبْلي أمْ قام من غَشْيَتِه ؟] وقد تكررت في الحديث .