غريب الحديث

- { برح } : {برح} فيه [أنه نهى عن التَّوْلِيه والتَّبْرِيح] جاء في متن الحديث أنه قَتْلُ السُّوء للحيوان مثل أن يُلْقي السمكَ على النار حَيًّا . وأصل التّبريح المشقَّة والشدة يقال بَرَّح به إذا شقَّ عليه ومنه الحديث [ضرْباً غيرَ مُبَرِّح]أي غير شاقٍ - والحديث الآخر [لَقِينا منه البَرْحَ] أي الشدّة وحديث أهل النهروان [لَقُوا بَرْحاً] والحديث الآخر [بَرَّحتْ بي الحُمَّى] أي أصابني منها البُرَحَاء وهو شِدّتها وحديث الإفك [فأخذه البُرَحاء] أي شدّة الكَرْب من ثِقَل الوَحْي - وحديث قتل أبي رافع اليهودي [بَرَّحَتْ بنا امْرَأتُهُ بالصّياح] - وفيه [جاء بالكُفر بَرَاحاً] أي جِهاراً من بَرِحَ الْخَفاءُ إذا ظهر ويُروَى بالواوِ وسيجيء وفيه [حِنَ دَلَكَتْ بَرَاحِ] بَراحِ بوزن قَطامِ من أسماء الشمس . قال الشاعر : هذَا مَقَامُ قدمي رَبَاحِ ... غُدْوَة حَتَّى دَلَكَتْ بَرَاحِ دُلُوك الشمس : غُروبها وزوالُها . وقيل إن الباء في براح مكسورة وهي باء الجرّ . والراحُ جمع رَاحَة وهي الكَفُّ . يعني أن الشمس قد غَرَبَت أو زالت فهم يَضَعون راحاتِهم على عُيونهم ينظرون هل غَرَبَت أو زالت . وهَذانِ القولان ذكرهما أبو عبيد والأزهري والهروي والزمخشري وغيرهم من مفسِّري اللغة والغَرِيب . وقد أخذ بعض المتأخرين القول الثاني على الهروي فظنّ أنه قد انْفَرد به وخطأه في ذلك ولم يعلم أن غيره من الأئمة قبله وبعده ذهب إليه وفي حديث أبي طلحة [أحَبُّ أمْوالِي إليَّ بَيْرَحَى] هذه اللفظة كثيرا ما تختلف ألفاظ المحدِّثين فيها فيقولون بَيرَحَاء بفتح الباء وكسرها وبفتح الراء وضمها والمدّ فيهما وبفَتْحِهما والقصْر وهي اسم مالٍ ومَوْضع بالمدينة . وقال الزمخشري في الفائق : إنها فَيْعَلَى من البَراح وهي الأرض الظاهرة - وفي الحديث [بَرِح ظَبْيٌ] هو من البارِح ضِدّ السَّانح فالسَّانح مَا مَرّ من الطَّير والوحش بين يديك من جهَة يَسارك إلى يمينك والعرَب تَتَيمَّن به لأنه أمكنُ للرَّمْي والصيد . والبَارِح ما مَرَّ من يَمينك إلى يَسارك والعَرب تَتَطيَّر به لأنه لا يُمكنك أن تَرميَه حتى تَنْحرِف .