غريب الحديث

- { عفر } : {عفر} فيه [إذا سجَدَ جَافَى عضُدَيه حتى يَرَى مَن خَلْفَه عُفْرةَ إبْطيه] العُفْرة : بياضٌ ليس بالنَّاصع ولكنْ كلَون عفَرَ الأرض وهو وجْهُها ومنه الحديث [كأني أنظُرُ إلى عُفْرَتَيْ إبْطَيْ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - ومنه الحديث [يُحْشَر الناسُ يوم القيامة على أرْضٍ بَيْضاء عَفْراء] والحديث الآخر [أن امرأةً شكت إليه قلَّة نسْل غَنَمِها قال : ما ألوانها ؟ قالت : سُودٌ فقال : عَفِّري أي اخْليطها بغَنمٍ عُفْرٍ واحدتُها : عفْراء ومنه حديث الضحيّة [لَدَمُ عَفْراَء أحبُّ إلى اللّه من دَمِ سَوْداوَيْن] ومنه الحديث [ليس عُفْرُ الليالي كالدَّآدئ] أي اللَّيالي المُقْمِرة كالسُّود وقيل : هو مَثَل وفيه [أنه مرَّ على أرْضٍ تُسمَّى عَفِرَة فسمَّاها خَضِرَة] كذا رَواه الخطَّابي في شَرح [السُّنن] . وقال : هو من العُفْرة : لَوْنِ الأرض . ويُرْوَى بالقاف والثاء والذال - وفي قصيد كعب : يَغْدو فيَلْحَمُ ضِرْغامَيْن عَيْشُهما ... لَحْمٌ من القَوْم مَعْفُورٌ خَرَاديلُ المعْفُور : المُتَرَّب المُعَفَّرُ بالتُّراب - ومنه الحديث [العافِر الوَجْهِ في الصلاة] أي المُتَرَّب - ومنه حديث أبي جهل [هلْ يُعَفِّر مُحَمَّدٌ وجْهَه بين أظْهُرِكم] يُريدُ به سُجودَه على التُّراب ولذلك قال في آخره : [لأَطَأنَّ على رَقَبَته أو لأُعفِّرَنَّ وجْهَه في التراب] يُريدُ إذلالَه لعنةَ الله عليه وفيه [أوّلُ دينكم نُبُوّة ورَحمةٌ ثم مُلْكٌ أعفرُ] أي ملك يُساس بالنُّكْر والدَّهاء من قولهم للخبيث المُنْكَر : عِفْرٌ . والعَفارة : الخُبْثُ والشَّيْطَنة ومنه الحديث [إن اللّه تعالى يُبْغِضُ العِفْرَيةَ النِّفْرَيَةَ] هو الداهي الخبيثُ الشِّرِّير - ومنه [العِفْرِيتُ] وقيل : هو الجَمُوع المَنُوع . وقيل : الظلُوم وقال الجَوهري ( حكايةٌ عن أبي عبيدة ) في تفسير العِفْرِية [المُصَحَّح والنِّفْرية إتباع له] وكأنه أشْبَه لأنه قال في تَمامه [الذي لا يُرْزَأُ في أهل ولا مال] وقال الزمخشري : [العِفْر والعِفْرِيةُ والعفْريت والعُفارِيَةُ : القَوِيُّ المُتَشَيْطِنُ الذي يَعْفِرُ قِرْنَه . والياءُ في عِفْرِية وعفارية لِلْإلْحاق بِشِرْذِمةٍ وعُذافِرةٍ والهاءُ فيهما للمبالَغَة . والتاءُ في عِفْريت للإلْحاق بِقْنديل] وفي حديث عليّ [غَشِيَهم يوم بَدْر لَيْثاً عَفَرْتي] العَفْرْتي : الأسَدُ الشديدُ والألفُ والنونُ للإلحاق بسَفَرْجل وفي كتاب أبي موسى [غَشِيَهم يومَ بَدْر لَيْثاً عِفْرِيًّا] أي قَوِيًّا داهِياً . يقال أسدٌ عِفْرٌ وعِفِرٌّ بوزن طِمِرٍّ : أي قويّ عظيم وفيه [أنه بعث مُعاذاً إلى اليمَن وأمره أن يأخُذَ من كل حالِمٍ دِيناراً أو عِدْله من المَعَافِرِيّ] هي بُرودٌ باليَمن مَنْسوبة إلى مَعافِر وهي قبيلة باليمَن والميم زائدة ومنه حديث ابن عمر [إنه دخل المسجد وعليه بُرْدان مَعافِرِيَّان] وقد تكرر ذِكره في الحديث وفيه [أنَّ رَجُلا جاءَه فقال : مالِي عَهْدٌ بأهْلي مُنْذ عَفَارِ النَّخل] وفي حديث هلال [ما قَرَبْتُ أهْلي مُذْ عَفَّرنا النَّخل] ويُرْوَى بالقاف وهو خطأٌ التَّعْفيرُ : أنهم كانوا إذا أبَّروا النَّخلَ تركُوها أربعين يوما لا تُسْقَى يَنْتَفِضَ حَمْلُها ثم تُسْقَى ثم تُتْرك إلى أن تَعْطَش ثم تُسْقَى . وقد عفَّر القومُ : إذا فَعَلوا ذلك وهو من تَعْفِير الوَحْشِيَّة ولدَها وذلك أن تَفْطمه عند الرَّضاع أيَّاماً ثم تُرضعه تَفْعل ذلك مراراً لِيَعْتادَه وفيه [أن اسم حمار النبي صلى اللّه عليه وسلم عُفَير] هو تَصْغير تَرْخيم لأعْفَر من العُفْرة : وهي الغُبْرة ولَونُ التراب كما قالوا في تَصْغير أسْود : سُوَيْد وتصغيره غير مُرَخَّم : أُعَيْفِر كأُسَيْوِد وفي حديث سعد بن عُبادة [أنه خَرَج على حمَاره يَعْفُورٍ ليعودَه] قيل : سُمِّي يعْفُوراً لِلَونِه من العُفْرة كما قيل في أخْضَر : يَخْضُور وقيل سُمِّي به تَشْبِيهاً في عَدْوِه باليَعْفُورِ وهو الظَّبيُ . وقيل : الخِشْف ( الخِشْف : ولدُ الغزال يطلق على الذكر والأنثى . ( المصباح المنير ) ) .