غريب الحديث

- { عبط } : {عبط} فيه [من اعْتَبَط مؤمنا قَتْلا فإنه قَوَدٌ] أي قَتَله بلا جنَاية كانت منه ولا جَرِيرةٍ تُوجِب قَتْله فإنَّ القاتل يُقَادُ به ويُقْتَل . وكُلُّ مَن ماتَ بغير عِلَّة فقد اعْتُبِط . ومات فلانٌ عَبْطَةً : أي شاباً صحيحاً . وعَبَطتُ النَّاقةَ واعْتَبَطْتُها إذا ذَبَحْتَها من غير مَرَض ومنه الحديث [من قَتَل مُؤْمنا فاعْتَبَط بقَتْله لم يَقْبَل اللّهُ منه صَرْفا ولا عَدْلا] هكذا جاء الحديثُ في سُنَن أبي داود . ثم قال في آخر الحديث : [قال خالدُ بن دِهْقان - وهو راوي الحديث - سألتُ يحيى بن يحيى الغَسَّاني عن قوله : [اعتبَط بقَتْله] قال : الَّذين يُقَاتلُون في الفِتْنَة [فيُقْتَل أحدُهم] ( تكملة لازمة من سنن أبي داود ( باب في تعظيم قتل المؤمن من كتاب الفتن ) 2 / 134 ط القاهرة 1280 ه ) فيرَى أنه على هُدىً لا يَسْتَغْفِرُ اللّه منه] وهذا التفسيرُ يدُلُّ على أنه من الغِبْطةِ بالغين المعجمة وهي الفَرَح والسُّرورُ وَحُسْن الحال لأنَّ القاتل يفرَحُ بقتل خَصْمِه فإذا كان المَقْتُولُ مؤمناً وفَرح بقَتْله دَخَل في هذا الوعِيد . وقال الخطَّابي [في مَعَالم السنن] وشرح هذا الحديث فقال : اعتَبَطه قَتْله : أي قَتَله ظلْما لاَ عن قِصَاصِ . وذكر نحو ما تقدَّم في الحديث قبله ولم يذكر قول خالد ولا تفسير يحيى بن يحيى - ومنه حديث عبْد الملك بن عُمَير [مَعْبُوطة نَفْسُها] أي مَذْبُوحة وهي شَابَّةٌ صحيحةٌ - ومنه شعر أُمْيّة : مَنْ لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً ... لِلْمَوْتِ كَأْسٌ والمرءُ ذَائِقُها وفيه [فقَاءَت لحماً عَبِيطاً] العَبِيطُ : الطَّرِيُّ غير النَّضِيج - ومنه حديث عمر [فدَعَا بلَحْمٍ عَبيطٍ] أي طَرِيٍّ غير نَضِيج هكذا رُوي وشُرح . والَّذي جاء في غَرِيب الخطَّابي على اخْتلاف نُسَخه [فدعا بلحمٍ غَليظ] بالغين والظاء المعجمتين يريد لحماً خَشِناً عاسِياً لا يَنْقَاد في المضْغِ وكأنه أشْبَه وفيه [مُرِي بَنِيكِ لا يَعْبِطوا ضُرُوعَ الغَنَم] أي لا يُشَدِّدُوا الحَلب فيَعْقِرُوها ويُدْمُوها بالعَصْر من العَبِيط وهو الدَّم الطَّرِيُّ ولا يَسْتَقْصُون حَلَبها حتى يَخْرُج الدَّم بعد اللَّبن . والمرادُ : أن لا يَعْبِطُوها فحذف أن وأعْمَلها مُضْمَرة وهو قليلٌ ويجوز أن تكون لا ناهِية بعد أمْرٍ فحذف النون للنَّهي وفي حديث عائشة [قالت : فَقَد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلا كان يُجالِسُه فقالوا : اعْتُبِطَ فقال : قُومُوا بِنَا نَعُودُه] كانوا يُسَمُّون الوَعْك اعْتِبَاطاً . يقال : عَبَطَته الدَّواهِي إذا نَالتْه .