غريب الحديث

- { ظنن } : {ظنن} فيه [إيَّاكم والظَّنَّ فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث] أراد الشكَّ يعْرِضُ لك في الشَّيء فتُحَقّقه وتَحْكم به وقيل أرادَ إيّاكم وسُوءَ الظنِّ وتحقيقَه دُون مَبادي الظُّنُون التي لا تُمْلَك وخواطِر القُلُوب التي لا تُدْفَع ومنه الحديث [وإذا ظَنَنْتَ فلا تُحَقِّق] ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه [احْتَجِزوا من النَّاس بِسُوءِ الظنَّ] أي لا تَثِقُوا بكلِّ أحَدٍ فإنه أسلم لَكُم . ومنه المثَل : الحَزْمُ سُوءُ الظن وفيه [لا تَجُوز شهادَةُ ظَنِين] أي مُتَّهم في دِيِنه فَعِيل بمعنى مفْعُول من الظِّنَّة : التُّهَمَة ومنه الحديث الآخر [ولا ظَنينٍ في وَلاءٍ] هو الذَّي يَنْتَمي إلى غَير مَوَاليه لا تُقْبل شَهادتُه للتُّهمة ومنه حديث ابن سِيرِين [لم يكن عليٌّ يُظَّنُّ في قّتْل عُثْمان] أي يُتَّهم . وأصلُه يُظْتَنُّ ثم قُلبت التاء طاء مهملة ثم قُلبت ظاء معجمة ثم أدغمت . ويُرْوى بالطاء المهملة المُدْغَمة . وقد تقدم في حرف الطاء . وقد تكرر ذِكر الظَّنِّ والظَّنِّة بمعنى الشَّك والتهمة . وقد يَجِيء الظَّن بمعنى العِلْم - ومنه حديث أُسَيد بن حُضَير [فَظَنَنَّا أن لَمْ يَجُد عليهما] أي عَلِمنا - ومنه حديث عُبَيدة [قال أنس بن سِيرين : سأَلْته عن قوله تعالى : [أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّساء] فأشارَ بيَده فظنَنْت ما قال] أي عَلِمْت وفيه [فنزل عَلَى ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيبِيَة ظَنُونِ الماء يَتَبرَّضه تَبرُّضاً] الماءُ الظَّنُون : الذي تَتَوهمه ولست منه على ثِقَة فَعُول بمعنى مفعول . وقيل : هي البئر التي يُظَنُّ أن فيها ماء وليسَ فيها ماءٌ . وقيل : البئرُ القليلةُ الماء - ومنه حديث شَهْرٍ [حجَّ رجُلٌ فمرَّ بماءٍ ظَنُونٍ] وهو رَاجعٌ إلى الظنِّ : الشَّكِّ والتُّهْمَة - ومنه حديث علي [إنَّ المُؤْمن لا يُمْسي ولا يُصْبح إلاَّ ونَفسُه ظَنُونٌ عنده] أي مُتَهَمَة لدَيه - ومنه حديث عبد الملك بن عُمَير [السَّوْآءُ بنتُ السَّيد أحبُّ إليَّ من الحَسْنَاء بنْتِ الظَّنُون] أي المُتَّهَمَة وفي حديث عمر رضي اللّه عنه [لا زكاةَ في الدَّين الظَّنُون] هو الذي لا يدري صاحبه أيَصِل إليه أم لا - ومنه حديث علي وقيل عُثْمان رضي اللّه عنهما [في الدَّين الظَّنُون يُزَكِّيه إذا قبَضَه لِمَا مَضَى] وفي حديث صِلَة بن أَشْيَم [طلَبْتُ الدُّنيا منْ مظانِّ حَلالَها] المَظانُّ : جمع مَظِنّة بكسر الظاء وهي موضعُ الشيء ومَعْدِنُه مَفْعِلة من الظنِّ بمعنى العِلم . وكان القياسُ فتح الظاء وإنَّما كُسِرت لأجل الهاءِ . المعنى : طلَبتُها في المواضِع التي يُعلم فيها الحلال .