غريب الحديث

- { صور } : {صور} ... في أسماء اللّه تعالى [المصَوِّر] وهو الذي صوَّر جميعَ المَوُجُوداتِ ورتَّبها فأعْطَى كلَّ شيء منها صورةً خاصَّةً وهيْئةً مُنْفَرِدةً يتَميَّزُ بها على اختلافِها وكْثرتِها - وفيه [أتانِي الليلةَ ربِّي في أحسنِ صورةٍ] الصورة تَرِدُ في كلامِ العرب على ظاهرِها وعلى معنى حقيقةِ الشيء وهَيْئَتِه على معنى صفَته . يقال صورةُ الفعْل كذا وكذا : أي هيْئَتُه . وصورة الأمرِ كذا وكذا : أي صِفتُه . - وفيه [أنه قال : يَطْلُع من تحت هذا الصَّور رجُل من أهل الجنة فطَلَع أبو بكر] الصَّوْر : الجماعةُ من النَّخْل ولا واحدَ له من لفظه ويجمعُ على صِيَران ومنه الحديث [أنه خَرج إلى صَوْر بالمدينة] - والحديث الآخر [أنه أتي امرأةً من الأنصار فَفَرَشَت له صَوْراً وذَبَحت له شاة] - وحديث بدر [إنَّ أبا سُفيان بعثَ رجُلين من أصحابه فأحْرَقا صَوْراً من صِيَران العُرَيض] وقد تكرر في الحديث وفي صفة الجنة [وتُرابُها الصُّوارُ] يعني المِسْك . وصُوَار المِسْك : نَيْفَجَته . والجمعُ أصْوِرَة وفيه [تعَهَّدوا الصِّوارَين فإنَّهما مَقْعَدُ الملَك] هما مُلْتَقَى الشِّدْقين : أي تَعَهَّدُوهُما بالنظَافَة وفي صفة مشيه صلى اللّه عليه وسلم [كان فيه شيءٌ من صَوَر] أي ميْل . قال الخطَّابي : يُشْبه أن يكون هذا الحالُ إذا جَدّ في السَّيْر لا خِلْفةً ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه [وذكَر العُلَمَاءَ فقال : تَنْعَطِف ( في الهروي والفائق 2 / 44 : [تتعطَّف] ) عليهم بالعلْم قلوبٌ لا تَصُورُها الأرْحَام] أي لا تُمَيِلُها . هكذا أخرجَه الهروي عن عمر وجعَله الزَّمخشري من كلام الحسن وحديث ابن عمر رضي اللّه عنهما [إني لأُدني الحائضَ مِنِّي وما بي إليها صَوَرَةٌ] أي مَيْل وشَهْوةٌ تَصُورُنِي إليها - ومنه حديث مجاهد [كَرِه أن يَصُور شَجَرةً مُثْمِرةً] أي يُمَيِلَها فإنَّ إمالَتَها رُبَمَّا أدَّتْها إلى الجُفوف . ويجوز أن يكون أرادَ به قَطْعَها ومنه حديث عِكْرِمة [حَمَلَة العرْش كُلُّهم صُورٌ] جمع أصْوَر وهو المائِل العُنُق لِثِقْلِ حِمْلِه - وفيه ذكر [النَّفْخ في الصوُّر] هو القَرنْ الذي يَنْفُخ فيه إسرافيل عليه السلام عند بَعْثِ الموْتى إلى المحشَر . وقال بعضُهم : إنَّ الصُّور جمع صُورَة يُريد صُوَر الموْتَى يَنْفُخُ فيها الأرواحَ . والصحيحُ الأوَل لأن الأحاديث تعاضَدَت عليه تارةً بالصُّور وتارة بالقَرْن وفيه [يَتَصَوّر الَملَك على الرَّحِم] أي يَسْقُط . من قَولهم ضَرْبتُه ضَرْبةً تَصَوّرَ منْها : أي سَقَط - وفي حديث ابن مُقْرِن [أما عَلمت أن الصُّورةَ مُحرَّمةٌ] أرادَ بالصُّورَة الوَجْهَ . وتحْرِيمها المنْع من الضَّرب واللَّطْم على الوجْه - ومنه الحديث [كره أن تُعْلَم الصُّورةُ] أي يُجْعلَ في الوجْه كَيٌّ أو سِمَةٌ .