غريب الحديث

- { صفر } : {صفر} فيه [لا عَدْوَى ولا هَامَةَ ولا صَفرَ] كانت العَرَب تزعُم أن في البَطْن حيَّةً يقال لها الصَّفَر تُصِيب الإنسان إذا جَاع وتُؤْذِيه وأنَّها تُعْدِي فأبطَل الإسلامُ ذلك . وقيل أرادَ به النَّسِيء الذي كانوا يَفْعلُونه في الجاهليَّة وهو تأخيرُ المُحرَّم إلى صَفَر ويجعَلُون صَفَر هو الشهرَ الحرامَ فأبطَله ومن الأول الحديث [صَفْرةٌ في سبيل اللّه خيرٌ من حُمْر النَّعَم] أي جَوعَة . يقال : صَفِر الوَطْب إذا خَلا من اللَّبن وحديث أبي وائل [أنَّ رجُلا أصابَه الصَّفَر فنُعِتَ له السَّكَرُ] الصّفرُ : اجتماع الْماءِ في البَطْن كما يعْرِض للمُستَسْقي . يقال : صُفِر فهو مَصْفُور وصَفِر صَفَراً فهو صَفِرٌ . والصَّفَر أيضا : دُودٌ يقَع في الكبِد وشَراسِيف الأضلاعِ فيصفَرُّ عنه الإنسانُ جِدًّا ورُبَّما قَتله وفي حديث أم زرع [صِفْرُ رِدَائها ومِلءُ كِسَائِها] أي أنها ضَامِرة البَطْن فكأنَّ رِداءها صِفْر : أي خالٍ . والرِّداء يَنْتَهي إلى البَطْن فيقع عليه - ومنه الحديث [أصْفَرُ البُيوت من الخَيْر البَيْتُ الصِّفر من كتاب اللّه] ومنه الحديث [نهى في الأضاحي عن المُصْفَرة] وفي رواية [المَصْفُورَة] قيل : هي المُسْتَأصَلَة الأذن سُمَيّت بذلك لأن صِمَاخَيْهَا صَفِرَا من الأذُن : أي خَلَوَا . يُقَال صَفِرَ الإناءُ إذا خَلاَ وأَصْفَرَتْه إذا أخْلَيته . وإن رُوْيَت [المُصْفَّرة] بالتشديد فللتكثير وقيل هي المهزُولة لخلوَّها من السَمّن . قال الأزهري : رواه شَمِرٌ بالغَين وفسَّره على ما في الحديث ولا أعْرِفه . قال الزمخشري . هو من الصَّغار ألا ترى إلى قَوْلِهم للذليل : مجَّدْع ومُصلّم - وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها [كانت إذا سُئلت عن أكْل كُلَّ ذي نَابِ من الَسّباع قَرَأت [قُل لا أَجِدُ فيما أُوحِيَ إليَّ مُحرَّما على طَاعِمٍ يَطْعَمُه] الآية . وتقول : إن البُرْمَة ليُرَى في مائِها صَفْرة] تعني أن اللّه حَرْمَ الدَمَ في كِتَابِه . وقد تَرَخَّصَ النَّاس في ماءِ اللحْم في القِدر وهو دَمٌ فكَيف يُقْضَي على ما لم يُحَرْمُه اللّه بالتَحْرِيم . كأنَّها أرَادَت أن لا تَجْعل لحُوم الَسّبَاعِ حَرَامَاً كالدَمِ وتكون عندها مكْرُوهة فإنَّها لا تَخْلو أن تكونَ قد سَمِعْتُ نَهْي النبي صلى اللّه عليه وسلم عَنْها وفي حديث بدر [قال عُتْبَة بن ربيعة لأبي جهل : يا مُصَفِّرَ اسْتِهِ] رمَاه بالأُبْنة وأنَّه كان يُزَعْفِر اسْتَهُ . وقيل هي كلمة تقال للمُتَنَعّم المُتْرَفِ الذي لم تُحَنّكُه التَجَارُب والشَّدائد . وقِيْل أرادَ يا مُضَرِّط نَفْسُه من الصَفِيْرِ وهو الصَّوتُ بالفَمِ والشَّفَتَيِنِ كأنَّه قال : يا ضَرَّاط . نَسَبه إلى الجُبْن والخَوَر ( قال في الدر النثير : زاد ابن الجوزي : وقيل كان به برص فكان يردعه بالزعفران ) ومنه الحديث [أنه سَمِعَ صَفِيره] وفيه [أنه صَاَلح أهَل خَيْبَر على الصَّفْرَاء والبيْضَاءِ والحَلْقَة] أي على الذَهَبِ والفِضَةِ والدُّروع - ومنه حديث عليّ رضي اللّه عنه [يا صَفْرَاءُ اصْفَرِّي ويا بَيْضَاءُ إبْيَضِّي] يُريد الذَهَبَ والفِضَة وفي حديث ابن عَبْاس رضي اللّه عنهما [اغْزُوا تَغْنَمُوا بَنات الأْصفر] يَعْني الرومَ لأن أبَاهم الأُول كان أصْفر اللَّون . وهو رُوم بن عِيصُو بن إسحّق بن إبراهيم - وفيه ذكر [مَرْج الصُّفَّر] هو بضَم الصَّاد وتشديد الفاء : موضعٌ بَغُوطَة دمشق كانَ به وقْعَة للمُسْلِمين مع الرُّوم وفي حديث مَسيره إلى بدر [ثم جَزع الصُّفَيْراء] هي تَصْغِير الصفراء وهي موضعٌ مُجَاورُ بدْر .