غريب الحديث

- { صبر } : {صبر} ... في أسماء اللّه تعالى [الصَّبُور] هو الذي لا يُعاجل العُصَاة بالانْتِقام وهو من أبْنِية المُبالغة ومعناهُ قريبٌ من معنى الحَلِيم والفرقُ بينهما أنَّ المُذْنب لا يأمَنُ العُقُوبة في صِفَة الصَّبُور كما يأمَنُها في صِفَة الحَلِيم - ومنه الحديث [لا أحَدَ أصبَرُ على أذًى يَسْمَعُه من اللّه عز وجل] أي أشدُّ حِلماً عن فاعِل ذلك وتَرْكِ المُعاقبة عليه وفي حديث الصوم [صُمْ شهر الصَّبر] هو شهرُ ومضان . وأصل الصبر : الحَبْس فسُمِّي الصومُ صَبراً لما فيه من حَبْس النَّفس عن الطعام والشَّراب والنِّكاح وفيه [أنه نَهى عن قَتْل شيء من الدَّواب صَبْرا] هو أن يُمسَك شيءٌ من ذوات الرُّوح حيَّا ثم يُرْمى بشيء حتى يموت ومنه الحديث [نهى عن المَصْبُورة ( قال في اللسان : المصْبورة التي نهى عنها هي المحبوسَةُ على الموت ) ونهى عن صَبْر ذي الرُّوح] ومنه الحديث في الذي أمْسَك رَجُلا وقَتَله آخَر [فقال ( الزيادة من اللسان والهروي )] [اقْتُلُوا القاتل واصْبِرُوا الصَّابرَ] أي احْبِسُوا الذي حبسه للموت حتى يموت كفِعْله به . وكلّ من قُتِل في غير معركة ولا حَرْب ولا خَطأ فإنه مقتول صَبْرا - ومنه حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه [أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن صَبْر الرُّوح] وهو الخِصاء . والخِصاء صبرٌ شديد وفيه [من حَلف على يمينٍ مَصْبُورة كاذِباً] وفي حديث آخر [من حَلف على يمين صَبْرٍ] أي أُلزِم بها وحُبِس عليها وكانت لازمة لصاحِبها من جهة الحكم . وقيل لها مَصبُورة وإن كان صاحِبُها في الحقيقة هو المصْبُور لأنه إنما صُبِر من أجْلِها : أي حُبِس فوُصِفَت بالصَّبْر وأضيفت إليه مجازا وفيه [أن الَّنبي صلى اللّه عليه وسلم طَعَن إنساناً بقَضِيبٍ مُدَاعَبَةً فقال له : أصبِرني قال : أصْطَبِرْ] أي أقِدْني من نَفْسِك . قال : استَقَد . يقال صَبر فُلان من خَصْمه واصطبرَ : أي اقْتَصَّ منه . وأصْبره الحاكم : أي أقَصَّه من خَصْمه ومنه حديث عثمان حين ضرب عمَّارا رضي اللّه عنهما فلمَّا عُوتِبَ قال : [هذه يَدِي لعمَّار فلْيَصْطِبَر] وفي حديث ابن عباس [في قوله تعالى [وكان عَرْشُه على المَاءِ] قال : كان يَصَعَدُ بُخَارٌ من المَاءِ إلى السَّماءِ فاستَصْبَر فعادَ صَبِيرا فذلك قوله [ثم استَوى إلى السَّماءِ وهي دُخَانٌ] الصَّبير : سَحابٌَ أبيضٌ مُتَراكبٌ مُتَكاثِف يَعْني تكاثَف البُخَارُ وتَرَاكَم فَصارَ سَحاَباً ومنه حديث طَهْفة [ونسْتَحْلِب الصَّبِير] - وحديث ظَبْيان [وسَقَوْهم بصَبِير النَّيطَلِ] أي بسَحَاب المَوت والهَلاَك - وفيه [من فَعَل كذا وكذا كان له خَيْراً من صَبِيرٍ ذَهَبا] هو اسمُ جَبَل بالْيَمَن . وقيل : إنما هو مِثْل جَبَل صِيْرٍ بإسقاط الباء الموحدة وهو جبَل لِطَيِّىءٍ . وهذه الكلمةُ جاءت في حدِيَثين لعَليّ ومعاذ : أمّا حديثُ عليّ فهو صِيرٌ وأمَّا رِوَايةُ مُعاذ فصَبير كذا فرق بينهما بعضهم وفي حديث الحسن [من أسلْفَ فلا يأخُذنَّ رهْنا ولا صَبِيرا] الصَّبيرُ : الكَفِيل . يقال صَبرت به أصْبُر بالضَّم - وفيه [أنه مرَّ في السُّوق على صُبْرة طعام فأدخَل يدَه فيها] الصُّبرة : الطعام المجْتَمِع كَالكُومَةِ وجمعُها صُبَر . وقد تكررت في الحديث مُفْرَدة ومَجْمُوَعة - ومنه حديث عمر [دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم وإن عندَ رِجْلَيه قَرَظا مصْبُورا] أي مَجْمُوَعا قد جُعل صُبْرة كصُبْرة الطعام وفي حديث ابن مسعود [سِدْرَةُ المنْتَهى صُبْر الجنة] أي أعْلى نَوَاحيها . وصُبْر كل شيء أعْلاه - وفي حديث علي رضي اللّه عنه [قُلْتم هذه صَبَارَّة القُرِّ] هي بتشديد الراء : شِدّة البرْد وقوّته كحَماَرَّة القَيظِ . .