غريب الحديث

- { شكر } : {شكر} ... في أسماء الله تعالى [الشَّكُور] هو الذي يَزْكُو عنده القَلِيلُ من أعْمالِ العباد فيُضاَعف لهم الجَزَاء فشكْرُه لعباده مَغْفِرتُه لهم . والشَّكُورُ من أبنية المُبالَغة . يقال : شكَرتُ لك وشكَرْتك والأوّل أفصَحُ أشكُر شكْراً وشُكُورا فأنا شاَكِر وشَكُورٌ . والشُّكر مثل الحَمْد إلاَّ أنَّ الحمدَ أعمُّ منه فإنك تَحْمَد الإنسانَ على صِفاَته الجميلة وعلى مَعْرُوفه ولا تشكره إلاَّ على مَعْرُوفه دُون صِفاَتِه . والشكرُ : مُقابَلةُ النِّعمَة بالقَول والفِعل والنيَّة فيُثْنِى على المُنْعم بلِسانه ويُذِيب نَفْسه في طاعتِه ويَعْتَقِد أنه مُولِيها وهو من شَكِرَتِ الإبل تَشْكَر : إذا أصابت مَرْعى فسَمِنَت عليه - ومنه الحديث [لا يشكُرُ اللّهُ مَن لا يشكُرُ الناس] معناهُ أنَّ اللّه لا يقبَلُ شُكرَ العَبْد على إحسانِه إليه كَان العبدُ لا يشكُرُ إحسانَ الناسِ ويَكْفُر مَعْرُوفَهم لأتِّصاَلِ أحَدِ الأمْرَين بالآخر . وقيل : معناه أنَّ مَن كان من طَبْعه وعاَدِته كُفْرانُ نِعْمة الناس وتركُ الشُّكْر لهم كان من عادَتِه كُفرُ نِعْمة اللّه تعالى وتَركُ الشُّكر له . وقيل معناه أنَّ من لا يشكُر الناس كان كمن لا يشكُر اللّه وإنْ شَكَرَه كما تقول لا يُحُّبني من لا يُحبُّك : أي أن محبَّتك مقرونةٌ بمحبَّتي فمن أحبَّني يحبُّك ومن لم يَحبَّك فكأنه لم يُحبَّني . وهذه الأقوالُ مبِنيةٌ على رَفْع اسم اللّه تعالى ونَصْبِه . وقد تكرر ذكر الشكر في الحديث وفي حديث يأجوج ومأجوج [وإنَّ دوَابَّ الأرض تسْمَن وتَشْكَر شَكَراً من لحُومهم] أي تسمَن وتمْتلىء شحْما . يقال شكِرت الشاةُ بالكسر تَشْكَر شَكَراً بالتحريك إذا سَمِنَتْ وامْتلأَ ضَرْعُها لبَناً وفي حديث عمر بن عبد العزيز [أنه قال لسَمِيرِهِ هلالِ بن سرَاج بن مُجَّاعة : هل بَقِىَ من كُهُول بني مُجَّاعة أحدٌ ؟ قال : نعم وشَكِيرٌ كَثير] أي ذُرِّية صِغاَر شبَّههم بشكير الزرع وهو ما ينبُتُ منه صِغاَرا في أصُول الكبار وفيه [أنه نهى عن شَكْر البَغىّ] الشَّكْر بالفتح : الفَرْج ( في اللسان : وقيل لحم الفرج ) أراد ما تُعْطَى على وَطْئِها : أي نَهى عن ثَمن شَكْرها فحذف المضاف كقوله نَهى عن عَسْب الفحْل : أي عن ثَمن عَسْبه ومنه حديث يحيى بن يَعْمَر [أَأنْ سألَتْك ثَمنَ شَكْرِها وشَبْرِك أنشأت تَطُلُّها] وفي حديث [فشَكَرتُ الشَّاةَ] أي أبدَلْتُ شَكْرها وهو الفَرْج .