غريب الحديث

- { شطن } : {شطن} في حديث البراء [وعنده فَرَس مربوطةٌ بشَطَنَين] الشَّطَن : الحبْل . وقيل هو الطَّويلُ منه . وإنما شّدَّه بشَطَنَين لقُوّته وشدَّته - ومنه حديث على [وذكر الحياة قال : إن اللّه جعَل الموتَ خَالجاً لأشْطاَنِها] . هي جمعُ شَطَن والخاَلجُ : المُسْرِعُ في الأخذِ فاستعار الأَشطانَ للحياة لامْتِدَادِها وطُولِها وفيه [كل هَوىً شاطنٌ في النار] الشاطن : البعيدُ عن الحقِّ . وفي الكلام مضاف محذوف تقديره كلُّ ذي هوىً . وقد رُوى كذلك وفيه [أنَّ الشمس تَطْلُع بين قَرْنَى شيطانٍ] إنْ جَعَلت نُون الشيطان أصليَّة كان من الشَّطَن : البُعْد : أي بَعُد عن الخير أو من الحَبْل الطويل كأنَّه طالَ في الشَّرّ . وإن جَعَلتها زَائدَة كان من شاَط يَشيطُ إذا هلَك أو من اسْتَشَاط غَضَباً إذا احْتدَّ في غَضَبه والْتَهَب والأوّل أصحُّ قال الخطابي : قوله تَطْلُع بين قَرْني الشيطان من ألفاظ الشَّرع التي أكثرُها يَنْفَردُ هو بمعانِيها ويَجب علينا التصديقُ بها والوقوفُ عندَ الإقْرار بأحْكامِها والعَمل بها . وقال الحربي : هذا تمثيلٌ : أي حينئذ يتحرَّك الشيطانُ ويَتَسلَّط وكذلك قوله [الشيطانُ يَجْرِى من ابن آدم مَجْرَى الدَّم] إنما هو أن يَتَسلَّط عليه فيُوسْوِس له لاَ أنه يَدْخل جَوفه وفيه [الراكبُ شيطانٌ والراكبانِ شيطانانِ والثلاثةُ رَكْبٌ] يعني أنّ الانْفِرادَ والذّهابَ في الأرضِ على سَبيل الوَحْدة من فِعْل الشَّيطانِ أو شيءٌ يَحْمِله عليه الشيطانُ . وكذلك الرَّاكبانِ وهو حَثٌّ على اجْتماع الرُّفقة في السّفَر . وروى عن عمر أنه قال في رَجُل سافر وَحْدَه : أرأيتُمُ إنْ مات مَنْ أسألُ عنه ؟ - وفي حديث قتل الحيَّات [حَرِّجوا عليه فإِن امْتنَع وإلا فاقتُلُوه فإنه شيطانٌ] أراد أحدَ شياطين الجنِّ . وقد تُسَّمى الحيةُ الدَّقيقةُ الخفِيفةُ شيطانا وجانّاً على التَّشْبيه .