غريب الحديث

- { شرك } : {شرك} فيه [الشِّرك أخْفى في أمَّتي ( في الأصل : في أمتي أخفي . والمثبت من أ واللسان وتاج العروس ) من دَبِيب النَّمل] يريد به الرِّياءَ في العَمَل فكأنه أشْرَك في عَمَله غَيرَ اللّه - ومنه قوله تعالى [ولا يُشْرِكْ بعبادةِ ربِّه أحدا] يقال شَرِكْتُه في الأمر أشْرَكُه شِرْكة والاسمُ الشِّرك . وشاَرَكْته إذا صِرْت شَرِيكه . وقد أشْرك باللّه فهو مُشْرِك إذا جعل له شريكا . والشِّرك : الكُفر ومنه الحديث [من حَلف بغير اللّه فقد أشْرَك] حيث جعل ما لاَ يحْلفُ به مَحلُوفا به كاسم اللّه الذي يكونُ به القَسَم ومنه الحديث [الطِّيَرة شِرْك ولكنَّ اللّه يُذْهبُه بالتَّوَكل] جَعَل التطَيُّر شِرْكا باللّه في اعتقادِ جَلْب النَّفع ودفْع الضَّرَر وليس الكُفَر باللّه لأنه لو كان كُفْراً لما ذهب بالتَّوَكل - وفيه [من أعْتَق شِرْكاً له في عبد] أي حِصَّة ونصيباً وحديث مُعاَذ [أنه أجازَ بين أهلِ اليمنِ الشِّرْك] أي الاشتراك في الأرض وهو أن يدفعها صاحبُها إلى آخر بالنِّصف أو الثلث أو نحو ذلك وحديث عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه [إِنَّ شِرْك الأرضِ جائزٌ] - ومنه الحديث [أعوذُ بك من شَرِّ الشيطان وشِرْكِه] أي ما يَدْعو إليه ويُوَسْوِسُ به من الإشْرَاك باللّه تعالى . ويُرْوى بفتح الشين والراء : أي حَباَئِله ومَصاَيده . واحدها شَرَكة ومنه حديث عمر [كالطَّير الحَذِرِ يَرَى أن له في كُلِّ طريق شَرَكا] - وفيه [النَّاسُ شُرَكاء في ثلاث : الماء والكَللأ والنَّارِ] أرادَ بالماءِ ماءَ السَّماء والعُيون والأنهارِ الذي لا ماَلِك له وأراد بالكَلأ المباح الذي لا يَخْتَصُّ بأحد وأراد بالنار الشجر الذي يَحْتَطِبه الناس من المباح فيُوقِدُونه . وذهب قومٌ إلى أن الماء لا يُمْلَك ولا يصح بَيْعُه مُطلقا . وذهب آخرُون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة . والصحيحُ الأوّلُ - وفي حديث تَلْبية الجاهلية [لَبَّيك لا شريك لك إِلاَّ شريكٌ هُوَ لك تَمْلِكه وما مَلَك] يَعُنون بالشَّريك الصَّنَمَ يُريدون أن الصَّنم وما يَملِكه ويَختصُّ به من الآلاتِ التي تكون عنده وحوله والنُّذورِ التي كانوا يتقرَّبون بها إليه مِلكٌ للّه تعالى فذلك معنى قولهم : تَملِكه وما مَلَك وفيه [أنه صَلَّى الظهْر حين زالت الشمسُ وكان الفَىءُ بقَدْر الشِّرَاك] الشراك : أحد سُيور النَّعل التي تكونُ على وجْهِها وقدرُه ها هنا ليس على معنى التَّحديد ولكن زَوالُ الشمس لا يبين إلاَّ بأقل ما يُرَى من الظِّل وكان حينئذ بمكة هذا القَدْرَ . والظّلُّ يختلف باختلاف الأزْمِنة والأمكنة وإنما يَتَبيَّن ذلك في مِثل مكة من البلادِ التي يَقِلُّ فيها الظِّل . فإذا كان أطول النهار واسْتَوتِ الشمسُ فوق الكعبة لم يُرَ لِشَىء من جوانبها ظلٌّ فكلُّ بلد يكون أقرب إلى خَطّ الأسْتواءِ ومُعَدّل ( في اللسان [مُعْتَدَل] ) النهارِ يكون الظِّلُّ فيه أقْصر . وكل ما بَعُد عنهما إلى جهة الشمال يكون الظِّل [فيه ( زيادة من أ واللسان )] أطْوَل وفي حديث أم مَعْبد : - تَشاَركْن هَزْلَى مُخُّهنَّ قَليلُ أي عَمَّهنَّ الهُزَال فاشْتَركن فيه ( انظر [سوك] فيما سبق ) .