غريب الحديث

- { سفر } : { سفر } ... فيه [ مَثَلُ الماهِر بالقرآن مَثَلُ السَّفَرة ] هم الملائكة جمعُ سافِر والسافر في الأصل الكاتب سُمِّىَ به لأنه يبَين الشىء ويُوَضِّحه - ومنه قوله تعالى [بِأَيدِي سًفًرة كِرامٍ بَرَرَة ] وفي حديث المسح على الُخْفَّين [ أمرنا إذا كنا سَفْرا أو مُسافرين ] الشكُّ من الراوي في السَّفْر والمسافرين . السَّفْر : جمعُ سافِر كصاحب وصَحْب . والمسافرون جمعُ مُسافر . والسّفر والمسافرون بمعنًى - ومنه الحديث [ أنه قال لأهلِ مكة عام الفتح : يا أهلَ البلَد صلُّوا أربعاً فإنَّا سَفْر ] ويُجْمَعُ السَّفْر على أسْفَار ومنه حديث حذيفة وذكر قَوْم لُوط قال [ وتُتُبِّعت أسْفارُهم بالحجَارَة ] أي القَوم الذين سَافَروا منهم وفيه [ أسْفِروا بالفَجْر فإنه أعْظَم للأجْر ] أسفَر الصبحُ إذا انكَشَف وأضاءَ . قالوا : يَحتَمل أنهم حين أمرهم بتَغْلِيس صلاةِ الفجْر في أوّل وقتِها كانوا يُصَلُّونها عند الفجر الأول حِرصاً ورغبةً فقال أسْفِروا بها : أي أخّرُوها إلى أن يَطلُع الفجْر الثَّاني وتتحقَّقُوه ويُقَوّى ذلك أنَّه قال لبلال : نّوِّر بالفجر قدْرَ ما يُبْصِر القومُ مواقعَ نَبْلهم وقيل إنِّ الأمرَ بالإسْفار خاصٌّ من اللَّيالي المُقمرة لأنّ أوّل الصبُّح لا يَتَبين فيها فأُمِرُوا بالإسفار احتياطاً ومنه حديث عمر [ صلّوا المَغْرب والفِجَاجُ مُسْفِرةٌ ] أي بَيِّنَةٌ مضيئةٌ لا تخْفَى - وحديث علقمة الثقفي [ كان يَأتِينا بِلاَلٌ بِفطْرِنا ونحنُ مُسفرُون جِدّاً ] وفي حديث عمر [ أنه دخَل على النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال : يا رسول اللّه لو أمَرْت بهذا البَيت فسُفِر ] أي كُنِس . والمِسْفَرة : المِكْنَسة وأصلُه الكشْف ومنه حديث النخعي [ أنه سفَر شَعْره ] أي استأصَله وكشفه عن رأسه وفي حديث معاذ [ قال : قرأتُ على النبي صلى اللّه عليه وسلم سَفْراً سَفْراً فقال : هكذا فاقْرأ ] جاء تفْسيره في الحديث [ هَذّاً هَذَاً ] قال الحرْبي : إن صَحَّ فهو من السُّرْعة والذهاب . يقال أسفَرت الإبلُ إذا ذهَبت في الأرض وإلاَّ فلا أعْرف وجْهه ( في الدر النثير : قال الفارسي : السفر : الكتاب وجمعه أسفار كأنه قال : قرأت عليه كتابا كتابا أي سورة سورة لأن كل سورة ككتاب أو قطعة قطعة . قال : وهذا أوجه من أن يحمل على السرعة فإنها غير محمودة ) - وفي حديث علىّ [ أنه قال لعُثْمان رضي اللّه عنه . إن النَّاس قد اسْتَسْفَرُوني بينَك وبينهم ] أي جَعَلُوني سَفِيراً بينَك وبينَهم وهو الرَّسُول المُصْلح بين القَوم يقال سَفَرتُ بين القوم أسْفِرُ سِفَارة إذا سَعَيت بينهم في الإصْلاح وفيه [ فوضع يدَه على رَأسِ البَعير ثم قال : هَاتِ السِّفار فأخَذَه فوضَعه في رَأسه ] السِّفارُ : الزمامُ والحديدةُ التي يُخْطمُ بها البَعير ليّذِلّ ويَنْقَاد . يقال سَفَرتُ البَعير وأسْفَرته : إذا خَطَمته وذلَّلته بالسِّفار ومنه الحديث [ ابْغِني ثلاث رَوَاحِل مُسفَرَات ] أي عليهن السِّفار وإن روى بكسر الفاء فمعناه القَوِية على السّفر يقال منه : أسْفر البعير واستَسْفر ومنه حديث الباقر [ تصدَّقْ بجِلال بُدْنك وسُفْرها ] هو جمعُ السّفار وفي حديث ابن مسعود [ قال له ابنُ السَّعْدي : خَرجْت في السَّحر أسْفِر فرساً لي فمرْرت بمسْجِد بَني حنيفة ] أرادَ أنه خرج يُدَمِّنُه على السَّير ويُرَوِّضه ليَقْوي على السَّفَر . وقيل هو من سَفَرت البَعير إذا رَعَيته السَّفير وهو أسافلُ الزَّرع . ويُروى بالقاف والدال وفي حديث زيد بن حارثه [ قال : ذَبَحْنا شاة فجعلناَهَا سُفْرَتنا أو في سُفْرَتِنا ] السفرة طعامٌ يتَّخذه المُسَافر وأكثُر ما يُحمل في جلد مُسْتدِير فنُقِل اسمُ الطَّعام إلى الجِلْدِ وسمى به كما سُمِّيت المَزَادة راويةً وغير ذلك من الأسماء المَنقُولة . فالسُّفرة في طَعام السَّفَر كاللُّهنة للطَّعام الذي يؤكل بُكْرة ومنه حديث عائشة [ صَنَعنا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولأبي بَكْر سفْرة في جراب ] أي طعاماً لمَّا هاجرا وفي حديث ابن المسيّب [ لولا أصواتُ السَّافرِة لسمعتم وجْبَةَ الشمس [ و ] ( الزيادة من الهروي واللسان ) السافرة أُمَّة من الرُّوم ] هكذا جاء مُتَّصلا بالحديث .