غريب الحديث

- { أنس } : {أنس} ... في حديث هاجر واسماعيل [فلما جاء اسماعيل عليه السلام كأنه آنَسَ شيئاً ] أي أبْصَرَ ورَأى شيئاً لم يَعْهَده . يُقال آنَسْتُ منه كذا : أي علِمْتُ واسْتَأنَسْتُ : أي اسْتَعْلَمْتُ ومنه حديث ابن مسعود رضي عنه [كان إذا دخل داره اسْتَأنس وتكلَّم] أي اسْتَعْلم وتَبَصَّر قَبْل الدخول - ومنه الحديث [ألم تَر الْجِنّ وإبْلاَسَها ويأسَها من بعد إينَاسها] أي أنها يئست مما كانت تعرفه وتُدركه من اسْتِراق السَّمع ببعْثَةِ النبي صلى اللّه عليه وسلم - ومنه حديث نَجْدة الحَرَوْرِيّ وابن عباس [حتى يُؤنَس منه الرشدُ] أي يُعْلَم منه كمالُ العقل وسَدَادُ الفعل وحُسْن التَّصَرُّف . وقد تكرر في الحديث وفيه [أنه نهى عن الْحُمْرُ الإنْسِيَّة يوم خَيْبر] يعني التي تألَف البُيوت . والمشهور فيها كسْر الهمزة منسوبة إلى الإنْس وهم بَنُو آدم الواحد إنْسِيٌّ . وفي كتاب أبي موسى ما يدل على أن الهمزة مضمومة فإنه قال : هي التي تألف البيوت والأُنْسَ وهو ضِدُّ الوَحْشة والمشهور في ضِدّ الوحشة الأُنْسُ بالضَّم وقد جاء فيه الكَسْر قليلا . قال وروَاه بعضهم بفتح الهمزة والنون وليس بشيء . قلتُ : إن أراد أن الفتح غير معروف في الرواية فيجوز وإن أراد أنه ليس معروف في اللغة فلا فإِنه مَصْدَر أنِسْتُ به آنَسُ أنَساً وأنَسَةً - وفيه [لو اطاع اللّه الناسَ في الناس لم يكن ناس] قيل معناه أن الناس إنما يُحِبُّون أنْ يُلَد لهم الذُّكْرانُ دون الإناث ولَو لَم يكُن الإناث ذهَبَت النَّاس . ومعنى أطاع : استجاب دعاءهم - وفي حديث ابن صياد [قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم ذات يوم : انْطَلِقُوا بِنَا إلى أُنَيْسَيان قَدْ رَابنا شأنُه] هو تصغير إنسان جاء شَاذّاً على غير قياس وقياس تصغيره أُنَيْسَان .