غريب الحديث

- { ألى } : {ألى} فيه [من يتألَّ على اللّه يُكذّبْه] أي من حكم عليه وحلف كقولك واللّه ليُدْخِلنّ اللّ ومنه الحديث [ويل للمتَألّين من أمتي] يعني الذين يحكمون على اللّه ويقولون فلان في الجنة وفلان في النار . وكذلك حديثه الآخر [من المتأَلَّي على اللّه] - وحديث أنس رضي اللّه عنه [أن النبي صلى اللّه عليه وسلم آلَى من نسائه شهرا] أي حَلَف لا يدخل عليهنّ وإنما عدّاه بمن حملا على المعنى والامْتِناع من الدخول وهو يتعدّى بمن . وللإيلاء في الفقه أحكام تخصه لا يُسمى إيلاء دونها - ومنه حديث عليّ رضي اللّه عنه [ليس في الإصلاح إيلاء] أي أن الإيلاء إنما يكون في الضَّرار والغضب لا في الرّضا والنَفْع وفي حديث منكر ونكير [لا دَرَيْتَ ولا ائتَلَيْتَ] أي ولا استطعت أن تَدْري يقال ما آلُوه أي ما أسْتطيعه . وهو افْتَعَلْتُ منه . والمحدِّثون يروُونه [لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ] -في الهروي : قال أبو بكر : هو غلط وصوابه أحد وجهين : أن يقال : لا دريت ولا ائتليت أي ولا استطعت أن تدري . يقال : ما آلوه : أي ما أستطيعه وهو افتعلت منه . والثاني لا دريت ولا أتليت يدعو عليه بألا تتلي إبله : أي لا يكون لها أولاد أي تتبعها . والوجه الأول أجود . انظر [تلا]- والصواب الأوّل ومنه الحديث [من صام الدهر لا صام ولا ألَّى] أي لاصام و لا أن يصوم وهو فعَّل منه كأنه دَعا عليه . ويجوز أن يكون إخبارا أي لم يَصُم ولم يُقصِّر من ألَوْتُ إذا قَصَّرتَ . قال الخاطبي : رواه إبراهيم بن فراس ولا آلَ بوزن عَالَ وفُسَّر بمعنى ولا رجَع . قال : والصواب ألّي مشدوداً ومخفّفاً . يقال : أَلَّى الرجل وأَلَّى الرجل وألِيَ إذا قصّر وترك الجُهد - ومنه الحديث [ما من وَالٍ إلاَّ وَلهُ بطانتان بطانةٌ تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تَألوه خَبالاَ] أي لا تُقَصر في إفساد حاله - ومنه زواج علي رضي اللّه عنه قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لفاطمة [ما يُبْكيك فما ألَوْتُكِ ونفْسي وقد أصَبتُ لك خير أهلي] أي قصّرت في أمرك وأمري حيث اخترتُ لك عليا زَوْجا وقد تكرر في الحديث - وفيه [تفكروا في آلاء اللّه ولا تتفكروا في اللّه] الآلاء النعم واحدها ألاً بالفتح والقصر وقد تكسر الهمزة وهي في الحديث كثيرة ومنه حديث علي رضي اللّه عنه [حتى أوْري قبَساً لقابسٍ ألاء اللّه] وفي صفة أهل الجنة [ومَجامرهُمُ الألُوَّة] -قال الهروي : وأراها كلمة فارسية عربت . قال أبو عبيد : فيها لغتان : أَلُوّة وأُلُوّة بفتح الهمزة وضمّها وتجمع الأَلوّة أَلاويّة . قال الشاعر : - بأعْوادِ رَنْدٍ أو أَلاويّة شُقْرا ...- هو العُود الذي يُتَبَخَّر به وتُفتح همزته وتضم وهمزتها أصلية وقيل زائدة - ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما [أنه كان يَسْتَجْمر بالأُُلُوَّه غير مُطرَّاة] وفيه [فتفَل في عَين عليّ رضي اللّه عنه ومَسَحها بألْية إبهامه] ألْة الإبهام أصلُها وأصل الْخِنصر الضَّرَّة ومنه حديث البراء رضي اللّه عنه [السُّجود على أَلْيَتَيِ الكفّ ] أراد ألية الإِبهام وضَرَّة الخنصر فغلّب كالعُمَرَين والقمرين - وفي حديث آخر [كانوا يَجْتَبُّون ألْيَاَت الغنم أحْيَاء] جمع الإِلْيَة وهي طَرَف الشاة . والجبُّ القَطْع - ومنه الحديث [لا تقوم الساعة حتى تضطرب ألْياتُ نِساء دَوْس على ذي الخَلَصَة] ذو الْخَلَصَةَ بيتٌ كان فيه ضم لدَوْس يسمى الْخَلَصَة أراد لا تقوم الساعة حتى ترجِع دَوْس عن الإسلام فتطوف نساؤهم بِذِي الخَلَصَة وتضْطرِب أعجازُهُنّ في طَوافهِنّ كما كُن يَفْعَلن في الجاهلية - وفيه [لا يُقام الرجُل من مجلسه حتى يقُوم من إلْيَة نفسه] من قِبل نفسه من غير أن يُزْعَج أو يقام . وهمزتها مكسورة . وقيل أصلها ولية فقُلبت الواوُ همزة ومنه حديث عمر رضي اللّه عنهما [كان يقوم له الرجل من إلْيَتِه فما يجلس مَجْلسه] ويروى من لِيَته وسيذكر في باب اللام وفي حديث الحج [وليس ثَمّ طرد ولا إليك إليك] هو كما يقال الطَّرِيقَ الطَّرِيقَ ويُفعل بين يَدَي الأمراء ومعناه تَنَحَّ وأبْعِد . وتكريره للتأكيد وفي حديث عمر [أنه قال لابن عباس رضي اللّه عنهم إني قائل لك قولاً وهو إليك] في الكلام إضمار أي هو سرٌّ أفْضَيْت به إليك وفي حديث ابن عمر [اللّهم إليك] أي أشْكُو إليك أو خُذْني إليك ومنه حديث الحسن [أنه رأى من قومٍ رِعَةً سيئة فقال : اللهم إليك] أي اقبضني إليك والرّعة : ما يظهر من الخُلُق وفي الحديث [والشرّ ليس إليك] أي ليس مما يُتقَرّب به إليك كما يقول الرجل لصاحبه أنا مِنْك وإليك أي الْتِجائي وانتمائي إليك - وفي حديث أنس رضي اللّه عنه [أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال : أما إن كل بناء وبالٌ على صاحبه إلاّ مالاَ إلاّ مَالاَ ] أي إِلاّ مَا لاَ بُدَّ مِنه للإنسان من الْكِنّ الذي تَقُوم به الحياة .