غريب الحديث

- { ذرع } : { ذرع } فيه [ أن النبي صلى الله عليه وسلم أذْرَعَ ذِرَاعيهِ من أسْفَلِ الْجُبَّةِ ] أي أخْرَجَهما ومنه الحديث الآخر [ وعليه جُمَّازةٌ فأذْرَعَ منها يَده ] أي أخْرَجها . هكذا رواه الهروي وفسَّرَه . وقال أبو موسى : اذَّرَعَ ذِرَاعَيْهِ اذِّرَاعاً . وقال : وزْنُهُ افْتَعَل من ذَرَع : أي مَدَّ ذِرَاعَيه ويجُوزُ ادَّرَع واذَّرَع كما تقدّم في اذَّخَر وكذلك قال الخطَّابي في المَعَالِم : معناه أخْرَجَهما من تحتِ الْجُبَّة ومدَّهما . والذَّرْعُ : بَسْطُ اليَدِ ومدُّها وأصلُهُ من الذِّرَاع وهو السَّاعِد - ومنه حديث عائشة وزينبَ رضي اللّه عنهما : [ قالت زينبُ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : حسْبُك إذ قَلَبَتْ لك ابنةُ أبي قُحَافة ذُرَيِّعَتَيْهَا ] الذُّرَيِّعَةُ تصغيرُ الذِّرَاع ولُحُوق الهاء فيها لكونها مؤنثة ثم ثَنَّتْهَا مصَغَّرة وأرَادت به ساعدَيها - وفي حديث ابن عوف [ قَلِّدُوا أمْرَكم رَحْب الذِّراع ] أي واسِعَ القُوَّةِ والقُدْرَةِ والبَطْشِ . والذَّرْعُ : الوُسْعُ والطَّاقةُ - ومنه الحديث [ فَكَبُرَ في ذَرْعي ] أي عَظُمَ وَقْعه وجَلَّ عندي والحديث الآخر : [ فكَسَرَ ذلك من ذَرْعي ] أي ثَبَّطَني عمَّا أرَدْتُهُ - ومنه حديث إبراهيم عليه الصلاة والسلام [ أوحى اللّه إليه أنِ ابْنِ لي بيتاً فضاق بذلك ذَرْعاً ] ومعنى ضِيق الذِّرَاع والذَّرعِ : قِصَرُهَا كما أنَّ معنى سَعتِها وبَسْطِها طُولُها . ووَجْه التّمثيل أن القَصيرَ الذّراع لا ينالُ ما ينَالُه الطّويلُ الذّراع ولا يُطِيقُ طاقتَه فضَرَبَ مثلاً للذي سقَطَتْ قُوَّته دُونَ بلوغ الأمرِ والاقتدارِ عليه . وفي صفته عليه الصلاة والسلام [ كان ذَرِيعَ المَشْي ] أي سَريعَ المشْيِ واسِع الخَطْو - ومنه الحديث [ فأكلَ أكْلاً ذَرِيعاً ] أي سريعا كَثيرا - وفيه [ من ذَرَعَه القيْءُ فلا قَضاء عليه ] يَعْني الصَّائم : أي سبَقَه وغَلبه في الخرُوج وفي حديث الحسن [ كانوا بمَذَارع اليمن ] هي القُرَى القريبه من الأمْصارِ . وقيل هي قُرًى بين الرِّيف والبَرِّ ومنه الحديث [ خَيرُكُنّ أذْرَعُكُنّ للمِغْزَل ] أي أخَفُّكُنّ به . وقيل أقْدَركُنّ عليه .