موسوعة الفرق

المَطلبُ الثَّالثُ: قَولُهم في الوعدِ


تَوسَّع الإماميَّةُ في مَفهومِ الوعدِ، فاختَرَعوا رِواياتٍ وأخبارًا نَسَبوها لجَعفرٍ الصَّادِقِ وغَيرِه تُثبِتُ الوعدَ بالثَّوابِ على أعمالٍ ما أنزَل اللهُ بها مِن سُلطانٍ، بل إنَّ الدَّليلَ والبُرهانَ قامَ على مَنعِها وتَحريمِها، أو اعتِبارِها ضَربًا مِنَ الشِّركِ أو الإلحادِ، كلَعنِ صَحابةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، الذي جَعَلوه مِن أفضَلِ القُرُباتِ [1514] يُنظر: ((بحار الأنوار)) للمجلسي (27/218). .
ومِثلُ لطمِ الخُدودِ وشَقِّ الجُيوبِ، وتَعذيبِ النَّفسِ، وضَربِها بالسَّكاكينِ والسُّيوفِ باسمِ عَزاءِ الحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عنه؛ فإنَّه عِندَهم مِن عَظيمِ الطَّاعاتِ [1515] يُنظر: ((عقائد الإمامية)) للزنجاني (1/289) وما بعدها، ((الآيات البينات)) لمحمد آل كاشف الغطاء (ص: 4) وما بعدها، ((دائرة المعارف الشيعية)) (21/706). !
ومِثلُ استحداثِهم لعِباداتٍ أُخرى ما أنزَل اللهُ بها مِن سُلطانٍ، وتَرتيبِهم عَظيمَ الثَّوابِ عليها بلا بُرهانٍ [1516] يُنظر: ((بحار الأنوار)) للمجلسي، باب أعمال يوم الغدير وليلته وأدعيتهما (98/298-323)، وباب عمل يوم النيروز وما يتعلق بذلك (98/419) وغيرها، ويُنظر: ((وسائل الشيعة)) للعاملي، باب استحباب صوم يوم النيروز والغسل فيه، ولبس أنظف الثياب والطيب (7/346)، وباب استحباب صوم يوم التاسع والعشرين من ذي القعدة (7/333)، وأبواب صلاة جعفر (5/194، 197)، وصلاة فاطمة (5/243)، وصلاة يوم المباهلة (5/287). .
وتَقولُ مَرويَّاتُهم بأنَّ الأئِمَّةَ يملكونَ الضَّمانَ لشيعَتِهم بدُخولِ الجَنَّةِ، وقد شَهدوا بذلك لبَعضِ أتباعِهم على وَجهِ التَّعيينِ، فهم يَعِدونَ بالثَّوابِ ويُحَقِّقونَه بزَعمِهم!
فعن عَبد الرَّحمَنِ الحَجَّاجِ قال: (قُلتُ لأبي الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عنه: إنَّ عَليَّ بنَ يقطينَ أرسَلني إليك برِسالةٍ أسألُك الدُّعاءَ له، فقال: في أمرِ الآخِرةِ [1517] لاحِظْ أنَّ الإمامَ المزعومَ يستفهِمُ عن المقصودِ بالدُّعاءِ، وهو الذي يزعمون أنَّه يعلَمُ الغَيبَ، ويعلمُ المصيرَ ويضمَنُه! وهذا من الكَذِبِ الفاضحِ، والحمدُ للهِ الذي فضَحَ كَذِبَهم بهذا الاختلافِ والتَّناقُضِ الشَّائعِ في كثيرٍ من أخبارِهم. ؟ قُلت: نَعَم، قال: فوضعَ يدَه على صَدرِه، ثُمَّ قال: ضَمِنتُ لعَليِّ بنِ يقطينَ ألَّا تَمَسَّه النَّارُ) [1518] يُنظر: ((رجال الكشي)) (ص: 431). وُينظر فيه أيضًا: (ص: 432). .
وأخبارُ ضَمانِ الأئِمَّةِ لأتباعِهم الجَنَّةَ مُستَفيضةٌ في كُتُبِ الاثنَي عَشريَّة [1519] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/474، 475)، ((رجال الكشي)) (ص: 447، 448، 484)، ((رجال الحلي)) (ص: 98، 185)، وكلُّ هذه الصَّفَحاتِ المشارِ إليها تحمِلُ ضَمانَ الأئمَّةِ الجنَّةَ لبعضِ أتباعِهم، وهذا الضَّمانُ يعُدُّونه توثيقًا للرَّجُلِ؛ ولذلك تكثُرُ أخبارُه في كتُبِ الرِّجالِ عندَهم، كما أنَّ الشَّهادةَ بالنَّارِ يعتبرونها من علاماتِ القَدحِ؛ ولذلك يتداوَلون أخبارَها في كُتُبِ رجالِهم أيضًا. .

انظر أيضا: