المبحث الأولى: نشأة الفرحخانية
تنتسب الفرحخانية إلى مؤسسها لويس والكت Louis Walcot من أهالي جزر البحر الكاريبي من أسرة لها باع كبير في الغناء، فنشأ مغنياً وعازفاً، واشتهر في مدينة نيويورك مغنياً معروفاً، تزوج عام 1953م، وفي عام 1956م انضم هو وزوجته إلى الفرقة الإليجية بعد أن تأثر بأقوال مالكوم إكس، حيث كان يستمع إلى خطبه ومواعظه في معبد محمد للإسلام رقم 7، وهو من أكبر المعابد ـ كما أشرنا ـ، وكان ذلك المعبد في أكبر أحياء السود في أمريكا في حي هارلم بمدينة نيويورك، وبعد انضمامه للفرقة صار اسمه لويس X.
وصار لويس X يصاحب مالكوم X في جولاته، وأصبح من المقربين لمالكوم X حتى عينه مالكوم X مسئولاً عن منظمة ثمرة الإسلام التابعة للمعبد رقم 7، ولما افتتح إليجا محمد معبد الإسلام رقم 11 في مدينة بوسطن Boston عين لويس X مسئولاً عن المعابد بإيعاز من مالكوم X، واستغل لويس X شهرته كمغني، فأنشد بعض الأغاني التي تتناول حال الرجل الأسود، وقهر الرجل الأبيض للرجل الأسود...فأكسبته شهرةً واسعةً، وظل لويس X في صحبة مالكوم X ، يتعلم منه، حتى بدأ يظهر في الاحتفالات مع مالكوم X (المتحدث الرسمي باسم الإليجية) وإليجا محمد.
وبعد أن عزل إليجا محمد مالكولم X عين لويس X في منصب الوزير الوطني الأول وولاه وزارة المعبد رقم 7 في نيويورك، ولقبه فرح خانFarrakhan فقام لويس فرح خان بهذه المهمة الكبيرة، وزادت شعبيته، وشهرته، وخاصة أنه قد تعلم من مالكوم فن الخطابة، ولكنه لم يستطع أن يحل محله في قلوب الأتباع، فشتان بين الرجلين: ذلك لأن فرح خان كان رجلاً انتهازيّاً، جمع على حساب الجماعة أموالاً طائلة، ليركب أغلى وأفخر أنواع السيارات، ويعيش عيشة بذخ وترف، بينما كان مالكوم إكس بسيطاً في عيشه لايجمع من الأتباع مالاً، ولايملك سيارةً، بل كان يأخذ من مال الجماعة مايسد حاجته وعائلته فقط، ويستعير سيارة من سيارات الفرقة العادية، ولايلبس إلا المعتاد.
واستمر فرح خان في مناصبه في الستينيات والسبعينيات، وكلما اشتد مرض إليجا محمد وقل ظهوره، كلما ازداد تألق فرح خان وزادت شعبيته، وبعد موت إليجا محمد وتولي والاس الرياسة عزل والاس فرح خان من جميع مناصبه وعينه في منصب صوري، واستمر فرح خان في هذا المنصب الصوري لمدة من الزمن حتى انسحب من الفرقة نهائيّاً على أثر انسحاب سايلس في نوفمبر 1977م.
وعاد إلى نيويورك وأخذ يجمع الأتباع تحت مسمى العودة إلى تعاليم إليجا، ففتح معبداً هناك، ثم توالى فتح المعابد مع زيادة أتباعه في أشهر المدن الأمريكية، وأخيراً استقر في شيكاغو واتخذها مركزاً رسميّاً لدعوته، وهناك أصدر جريدة الفرقة التي سماها النداء الأخير The Final Call، وكانت هذه التسمية تيمناً باسم أول جريدة أصدرها إليجا محمد في عام 1934م، وكان اسمها النداء الأخير إلى الإسلام، وذاعت شهرة فرح خان وكثر ظهوره على شاشات التلفزيون، وأخذت معظم الجامعات الأمريكية تدعوه إلى إلقاء الخطب والمواعظ Final Call, Vol 1, No 4,. 1980, P. 3. .