المطلب الثاني: تكفيرهم لبقية آل البيت التشكيل
قد يستغرب البعض من هذا العنوان ولكنها الحقيقة، وهذه كتب ومؤلفات الاثني عشرية تؤكد ذلك:
روى الكليني ((أصول الكافي)) (2/244). عن حرام بن أعين قال: قلت لأبي جعفر: جعلت فداك ما أقلنا، لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها! فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك؟ المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا -وأشار بيده- ثلاثة. قال المازندراني (9/188). في شرحه لهذا الحديث: ولعل المراد بالثلاثة (سلمان وأبو ذر والمقداد).
فالحكم هنا شامل للجميع: الصحابة وأهل البيت، حتى وإن جاءت بعض الروايات تستثنى علياً وبنيه، إلا أن بقية البيت النبوي مثل آل عقيل وآل جعفر وآل العباس وبقية نساء النبي صلى الله عليه وسلم شملهم هذا التكفير والعياذ بالله.
بل إن الشيعة الاثني عشرية خصت بالطعن والتكفير جملة من أهل البيت كعم النبي صلى الله عليه وسلم –العباس- حتى إنهم قالوا بأن الله أنزل فيه هاتين الآيتين، فقد ذكر محمد بن الحسن الطوسي في كتابه المعروف برجال الكشي ((اختيار معرفة الرجال)) (ص: 127). عن أبي جعفر أنه قال بأن الله أنزل: وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً [الإسراء: 72]، وقوله تعالى: وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ [هود: 34] نزلتا في العباس بن عبد المطلب.
بل حتى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن لم يسلم منهم فقد ذكر محمد بن الحسن الطوسي ((اختيار معرفة الرجال)) (ص: 125). ما نصه: عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر قال: سمعته يقول: قال أمير المؤمنين: (اللهم العن ابني فلان، وأعلم أبصارهما كما عميت قلوبهما الأجلين في رقبتي، واجعل عمي أبصارهما دليلاً على عمي قلوبهما.
قال في الحاشية: (ابنا فلان) أي عبد الله بن عباس وعبيد الله بن عباس.
حتى محمد ابن الحنفية (أخو الحسن والحسين) لم يسلم من التكفير، فبعد استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما في كربلاء.. اختلف مع ابن أخيه: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فادعى محمد ابن الحنفية أن الأمر أفضي إليه بعد أخيه الحسين، فقال علي بن الحسين: إن أبي قد أوصى إلي بالإمامة قبل ذهابه للعراق.. وعندما لم يرض محمد ابن الحنفية يقول ابن أخيه ذهبا واحتكما إلى الحجر الأسود ليحكم بينهما، فشهد الحجر الأسود بإمامة علي بن الحسين.. ثم يأتي الكليني ليقول هذه الأحاديث الواضحة في كفر وتكذيب محمد ابن الحنفية لأن محمد ابن الحنفية قد ادعى الإمامة لنفسه وهو ليس كذلك (حسب روايات الرافضة).
فقد جاء في كتاب (أصول الكافي) للكليني (1/372). باب (من ادعى الإمامة وليس بأهل لها).
الحديث الأول: عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر قال: قلت له: قول الله عز وجل: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ [الزمر: 60]، قال: من قال إني إمام وليس بإمام. قال: قلت: وإن كان علوياً؟؟ قال: وإن كان علوياً. قلت: وإن كان من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: وإن كان.
الحديث الثاني: عن أبان عن الفضيل، عن أبي عبد الله قال: من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر.
قال المازندراني في شرحه على هذا الحديث : قوله (فهو كافر) أي: كافر خارج عن دين الإسلام، كمن ادعى النبوة وليس من أهلها، ومن أنكر إمامة من هو من أهلها.
الحديث الثالث: عن الحسين بن المختار قال: قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ [الزمر: 60]؟ قال: كل من زعم أنه إمام وليس بإمام. قلت: وإن كان فاطمياً علوياً؟! قال: وإن كان فاطمياً علوياً.
وبعد هذه النصوص يتبين لك أن محمد ابن الحنفية رحمه الله عند الرافضة كاذب وكافر لأنه ادعى الإمامة وهو ليس من أهلها!! فهل هذه هي محبة أهل البيت التي يدعيها الروافض –والعياذ بالله-! الشيعة الإثنا عشرية وتكفيرهم لعموم المسلمين لعبد الله بن محمد السلفي- ص: 71