الموسوعة الفقهية

المطلبُ الثَّاني: النَّذرُ بالكتابةِ


يَصِحُّ النَّذرُ بالكِتابةِ في الجُملةِ، نَصَّ عليه الشَّافِعيَّةُ ، وهو الظَّاهرُ مِن مَذهَبِ الحَنفيَّةِ ، والمالِكيَّةِ ، والحَنابِلةِ
وذلك للآتي:
أوَّلًا: لأنَّ الكِتابةَ جُعِلَت مَقامَ العِبارةِ في حَقِّ الغائِبِ؛ للعَجزِ عن النُّطقِ باللِّسانِ ، فالكِتابةُ مِمَّن نأَى، بمَنزِلةِ الِخطابِ مِمَّن دَنَا
ثانيًا: لأنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بلَّغَ الرِّسالةَ إلى الغُيَّبِ بالكِتابةِ؛ فيكونُ ذلك حُجَّةً عليهم كما إذا بلَّغَهم بالعِبارةِ، والبَلاغُ أَوكَدُ مِن اليَمينِ؛ فيَكونُ انعِقادُ اليَمينِ بالكِتابةِ مِمَّن قام به مانِعٌ مِن بابِ أَولى
ثالثًا: لأنَّ الكِتابةَ أحَدُ الخِطابَينِ كالكَلامِ، والإنسانُ يُعَبِّرُ عمَّا في نفْسِه بالكِتابةِ، كما يُعَبِّرُ بالعِبارةِ ؛ فكلُّ ما يدُلُّ على ما في نفْسِ الإنسانِ مِن غَيرِ النُّطقِ فإنَّه يَقومُ مَقامَ النُّطقِ وقياسًا على سائرِ العُقودِ

انظر أيضا:

  1. (1) اشتَرَطَ الشَّافعيَّةُ النِّيَّةَ. ((تحفة المحتاج)) للهَيْتَمي (10/68)، ((نهاية المحتاج)) للرَّمْلي (8/219).
  2. (2) ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (6/218).
  3. (3) ((الشرح الكبير)) للدردير (2/146). ويُنظر: ((الإشراف على مسائل الخلاف)) للقاضي عبد الوهاب (2/746)، ((الذخيرة)) للقَرافي (9/274).
  4. (4) ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (5/248). ويُنظر: ((المغني)) لابن قُدامة (9/615) و(7/486).
  5. (5) ((البناية)) للعَيْني (13/539).
  6. (6) ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (6/218).
  7. (7) يُنظر: ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (6/218).
  8. (8) ((العزيز شرح الوجيز)) للرافعي (8/537).
  9. (9) ((إيضاح المسالك)) للوَنْشَرِيسي (ص: 161).
  10. (10) ((تحفة المحتاج)) للهيتمي (10/68).