الموسوعة الفقهية

المَبحثُ الثَّاني: حُكمُ النَّذرِ


يُكرَهُ النَّذرُ، وهو مذهَبُ الحنابِلةِ ، وقَولُ طائفةٍ مِنَ السَّلفِ ، وهو اختار ابنُ تيميَّةَ ، وابنُ باز ، وابن عُثيمينَ
الأدِلَّةُ مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَنذِروا؛ فإنَّ النَّذْرَ لا يُغْني مِنَ القَدَرِ شَيئًا، وإنَّما يُستَخرَجُ به مِنَ البَخيلِ ))
2- عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنَّه نَهى عن النَّذرِ، وقال: إنَّه لا يأتي بخَيرٍ، وإنَّما يُستَخرَجُ به مِنَ البَخيلِ ))
وَجهُ الدَّلالةِ:
الحديثانِ فيهما دَلالةٌ على الكَراهةِ؛ لأنَّه لو كان حرامًا لَما مدَحَ المُوفِينَ به ؛ لأنَّ ذَمَّهم بارتِكابِ المُحرَّمِ أشَدُّ مِن طاعتِهم في وفائِه، ولو كان مُستحَبًّا لفَعَلَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولَما نَهى عنه

انظر أيضا:

  1. (1)     ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/273)، ((مطالب أولي النهى)) للرُّحَيْباني (6/421).
  2. (2)     قال التِّرمذيُّ: (العملُ على هذا عِندَ بعضِ أهلِ العِلمِ مِن أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وغَيرِهم؛ كَرِهوا النَّذرَ، وقال عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ: معنَى الكَراهيةِ في النَّذرِ في الطَّاعةِ والمعصيةِ، وإنْ نَذَرَ الرَّجلُ بالطَّاعةِ فَوفَّى به فله فيه أجرٌ، ويُكرَهُ له النَّذرُ). ((سنن الترمذي)) (4/112).
  3. (3)     قال ابنُ تيميَّةَ: (أصْلُ عَقدِ النَّذرِ مَكروهُ؛ فإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد ثبَتَ عنه أنَّه نَهى عن النَّذرِ، وقال: إنَّه لا يأتي بخَيرٍ؛ وإنَّما يُستخرَجُ به مِنَ البَخيلِ). ((مجموع الفتاوى)) (35/354). ويُنظر: ((مختصر الفتاوى المصرية)) للبَعْلي (ص: 550).
  4. (4)     قال ابنُ باز: (النَّذرُ لا يَنبغي، يُكرَهُ، فعليكِ مُستقبَلًا أنْ تَترُكي النَّذرَ؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نَهى عن النَّذرِ؛ قال: إنَّه لا يَرُدُّ شَيئًا، وإنَّما يُستَخرَجُ به مِنَ البَخيلِ»). ((فتاوى نور على الدرب)) (16/397).
  5. (5)     قال ابن عُثيمينَ: (أوَّلًا: النَّذرُ مَكروهٌ، ويُكرَهُ للإنسانِ أنْ يَنذِرَ، سواءٌ على الشِّفاءِ، أو على النَّجاحِ، أو على حُصولِ شَيءٍ ضائعٍ له؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عن النَّذرِ). ((لقاء الباب المفتوح)) رقْم اللقاء (33).
  6. (6)     أخرجه مسلم (1640).
  7. (7)     أخرجه البخاري (6608)، ومسلم (1639) واللَّفظُ له.
  8. (8)    كما في قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ [الإنسان: 7] .
  9. (9)    ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/273).