الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الثَّاني: نِيَّةُ الحالِفِ إذا احتَمَلها اللَّفظُ


تُعتبَرُ نيَّةُ الحالِفِ إذا احتمَلَها لَفظُه [634] مثالُ ما يحتَمِلُه اللَّفظُ: أن ينويَ بالسَّقفِ والبناءِ السَّماءَ، وينوي بالفِراشِ وبالبِساطِ الأرضَ، وباللِّباسِ اللَّيلَ. ومِثالُ ما لا يحتَمِلُه اللَّفظُ: أن يقولَ: لا آكُلُ خُبزًا، يعني به: لا يَدخُلُ بَيتًا. ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنفيَّةِ [635] ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (3/116)، ((البحر الرائق)) لابن نُجَيْم (4/323). ، والمالِكيَّةِ [636] ((مواهب الجليل)) للحَطَّاب (4/427)، ((حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير)) (2/136، 139)، ((منح الجليل)) لعُلَيْش (3/39 ، 47). ، والشَّافِعيَّةِ [637] ((روضة الطالبين)) للنووي (11/81، 82). ويُنظر: ((أسنى المطالب)) لزكريا الأنصاري (4/273). ، والحَنابِلةِ [638] ((الإقناع)) للحَجَّاوي (4/335)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/245، 246).
وذلك للآتي:
أوَّلًا: لأنَّه نوى بكَلامِه ما يَحتَمِلُه، ويَسوغُ له في اللُّغةِ التَّعبيرُ به عنه؛ فيَنصَرِفُ يمينُه إليه، كالمعاريضِ [639] ((المغني)) لابن قدامة (9/565).
ثانيًا: لأنَّ كلامَ الشَّارِعِ يُحمَلُ على مُرادِه إذا ثَبَت ذلك بالدَّليلِ؛ فكذلك كلامُ غَيرِه [640] ((المغني)) لابن قدامة (9/566).

انظر أيضا: