الموسوعة الفقهية

المراجع المعتمدة اعتماد منهجية الموسوعة منهج العمل في الموسوعة

المَبحثُ الرابع: نُشوزُ الزَّوج

إن خافتِ الزَّوجةُ نُشوزَ زَوجِها وإعراضَه عنها، وخَشِيت مُفارَقتَه لها؛ فلها أنْ تَسترضيَه بإسقاطِ حُقوقِها كُلِّها أو بَعضِها ، وهذا باتِّفاقِ المذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنَفيَّةِ ، والمالكيَّةِ ، والشَّافعيَّةِ ، والحَنابِلةِ
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ الكِتابِ
قَولُه تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا [النساء: 128]
وَجهُ الدَّلالةِ:
في الآيةِ دَليلٌ على وُقوعِ النُّشوزِ مِنَ الزَّوجِ كما يقَعُ مِنَ الزَّوجةِ، ونَدْبِ كُلٍّ منهما إلى إسقاطِ بَعضِ الحُقوقِ؛ لِدَيمومةِ الحياةِ الزَّوجيَّةِ
ثانيًا: مِنَ السُّنَّةِ
عن عائِشةَ رَضِيَ الله عنها في هذه الآيةِ: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا [النساء: 128] ، قالت: ((الرجُلُ تكونُ عنده المرأةُ ليس بمُستكثِرٍ منها، يريدُ أن يُفارِقَها، فتقولُ: أجْعَلُك مِن شأني في حِلٍّ، فنَزَلت هذه الآيةُ في ذلك ))

انظر أيضا:

(1) يعني: استعلاءً بنَفسِه عنها إلى غيرِها أثَرةً عليها وارتفاعًا عنها؛ إمَّا لبِغْضَةٍ وإمَّا لكراهةٍ منه بعضَ أسبابِها، كدمامتِها، أو كِبَرِ سِنِّها، أو غير ذلك. يُنظر: ((تفسير الطبري)) ( 9/267).
(2) يعني: انصرافًا عنها بوَجهِه أو ببعضِ منافِعِه التي كانت لها منه. يُنظر: ((تفسير الطبري)) (9/268).
(3) ولا شيءَ على الزَّوجِ إن كان لا يمنَعُها حَقًّا، ولا يؤذيها بضَربٍ ونحوه.
(4) ((المبسوط)) للسرخسي (5/192).
(5) وعندهم يجبُ عليه أن يفارِقَها إذا كان النشوزُ مِن قِبَلِه، ولم ترْضَ ذلك مِن فِعلِه، إلَّا أن يصطَلِحا. ((المدونة)) لسحنون (2/241)، ((المقدمات الممهدات)) لابن رشد الجد (1/556).
(6) ((روضة الطالبين)) للنووي (7/370).
(7) ((الإقناع)) للحجاوي (3/252)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (5/211).
(8) ((أحكام القرآن)) للكيا الهراسي (2/500)، ((تفسير ابن جزي)) (1/211)، ((تيسير البيان لأحكام القرآن)) لابن نور الدين الخطيب (3/37).
(9) رواه البخاري (2450)، ومسلم (3021).