الموسوعة الفقهية

الفَرعُ الثَّاني: عِدَّةُ المُستَحاضةِ المُتَحَيِّرةِ


تَعتَدُّ المُستَحاضةُ المُتحَيِّرةُ بثلاثةِ أشهُرٍ، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّةِ ، والشَّافِعيَّةِ ، والصَّحيحُ عندَ الحَنابِلةِ
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
قَولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لحَمْنةَ بنتِ جَحشٍ لَمَّا استُحِيضَت: ((إنَّما هي رَكْضةٌ مِنَ الشَّيطانِ، فتحَيَّضِي سِتَّةَ أيَّامٍ أو سَبعةَ أيَّامٍ في عِلمِ اللهِ، ثمَّ اغتَسِلي، فإذا رأيتِ أنَّكِ قد طَهُرْتِ واستَنْقَأتِ فصَلِّي أربعًا وعِشرينَ لَيلةً، أو ثلاثًا وعِشرينَ ليلةً وأيَّامَها، وصُومي وصَلِّي، فإنَّ ذلكَ يُجزِئُكِ، وكذلكَ فافعَلي، كما تحيضُ النِّساءُ، وكما يَطهُرْنَ، لِميقاتِ حَيضِهِنَّ وطُهْرِهِنَّ...))
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جعَلَ لها حَيضةً مِن كُلِّ شَهرٍ؛ بدَليلِ أنَّها تترُكُ الصَّلاةَ ونَحوَها
ثانيًا: لاشتِمالِ كُلِّ شَهرٍ على طُهرٍ وحَيضٍ غالِبًا، ولعِظَمِ مَشقَّةِ الانتِظارِ إلى سِنِّ اليأسِ

انظر أيضا:

  1. (1)      ((البحر الرائق)) لابن نجيم (4/141)، ((الدر المختار للحصكفي وحاشية ابن عابدين)) (3/509). ويُنظر: ((فتح القدير)) لابن الهمام (4/312)، ((بدائع الصنائع)) للكاساني (3/193).
  2. (2)      ((منهاج الطالبين)) للنووي (ص: 253)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (3/385).
  3. (3)      ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (8/111)، ((الإنصاف)) للمرداوي (9/210)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (5/420).
  4. (4)      أخرجه أبو داود (287)، والترمذي (128) واللفظ له، وأحمد (27474) من حديثِ حَمنةَ بنتِ جَحشٍ رَضِيَ اللهُ عنها. قال الإمامُ أحمد والإمام البخاري كما في ((سنن الترمذي)) (1/221): حسنٌ صحيحٌ. وقال الترمذي: حسنٌ صَحيحٌ. وقال محمد بن عبد الهادي في ((تعليقه على العلل)) (120): من صَحَّح هذا الحديثَ أو حَسَّنَه من الأئمَّةِ أعلَمُ ممَّن تكَلَّم فيه. وقال الصنعاني في ((سبل السلام)) (1/158): صَحَّحه الأئمة. وحَسَّن الحديثَ الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (128).
  5. (5)      ((كشاف القناع)) للبهوتي (5/420).
  6. (6)      ((مغني المحتاج)) للشربيني (3/385).