logo
logo
En

الموسوعة الفقهية

المراجع المعتمدة اعتماد منهجية الموسوعة منهج العمل في الموسوعة
المراجع المعتمدة اعتماد منهجية الموسوعة منهج العمل في الموسوعة

المبحث الثَّاني: الأصلُ في الذَّبائِحِ

انظر أيضا

الأصلُ في الذَّبائِحِ التَّحريمُ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ ، والمالِكيَّةِ ، والشَّافِعيَّةِ ، والحَنابِلةِ
الدَّليل مِنَ السُّنَّة:
عن عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ رضي الله عنه قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أُرسِلُ كَلْبي وأُسَمِّي، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا أرسَلْتَ كَلْبَك وسَمَّيْتَ، فأخَذَ فقَتَلَ فأكَلَ، فلا تأكُلْ؛ فإنما أمسَكَ على نَفْسِه، قُلتُ: إنِّي أُرسِلُ كَلْبي أجِدُ معه كلبًا آخَرَ، لا أدري أيُّهما أخَذَه، فقال: لا تأكُلْ؛ فإنَّما سَمَّيتَ على كَلْبِك، ولم تُسَمِّ على غَيرِه، وسألتُه عن صَيدِ المِعْراضِ ، فقال: إذا أصَبْتَ بحَدِّه فكُلْ، وإذا أصَبْتَ بعَرْضِه فقَتَلَ، فإنَّه وَقيذٌ؛ فلا تأكُلْ ))
وفي روايةٍ: ((وإن أدرَكْتَهُ قد قَتَلَ ولم يأكُلْ منهُ فَكُلْه، وإنْ وَجَدْتَ مع كَلْبِك كلبًا غَيرَه وقد قَتَلَ، فلا تأكُلْ؛ فإنَّكَ لا تَدري أيُّهما قتَلَهـ))
وجهُ الدَّلالةِ:
أنَّه لَمَّا شَكَّ هل وُجِدَ الشَّرطُ المُبيحُ أم لا، بَقِيَ الصَّيدُ على الأصلِ في التَّحريمِ، فدَلَّ هذا على أنَّ الأصلَ في الذَّبائِحِ التَّحريمُ
وقَولُه: ((فلا تأكُلْ؛ فإنَّكَ لا تَدري أيُّهما قتَلَهـ)) فيه بَيانُ قاعدةٍ مُهِمَّةٍ، وهي أنَّه إذا حصل الشَّكُّ في الذَّكاة المُبيحةِ للحيوانِ، لم يَحِلَّ؛ لأنَّ الأصلَ تَحريمُه، وهذا لا خِلافَ فيه

انظر أيضا:

  1. (1) ((العناية)) للبابرتي (1/115)، ((الدر المختار)) للحصكفي (6/294)، ويُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (5/40).
  2. (2) ((الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي)) (2/103)، ويُنظر: ((أحكام القرآن)) لابن العربي (2/35)، ((الذخيرة)) للقرافي (4/179).
  3. (3) ((فتح العزيز)) للرافعي (1/76)، ((المجموع)) للنووي (9/80)، ويُنظر: ((أسنى المطالب)) لزكريا الأنصاري (2/41).
  4. (4) ((الفروع)) لابن مفلح (10/399)، ((المبدع شرح المقنع)) لبرهان الدين ابن مفلح (9/207)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (3/429).
  5. (5) المِعْراض- كمِحْراب-: سهمٌ يُرمَى به بلا ريشٍ ولا نَصْلٍ. وقيل: هو مِن عِيدانٍ، دقيق الطَّرَفين، غليظُ الوَسَطِ، كهيئةِ العودِ الَّذي يُحْلَجُ به القُطنُ، فإذا رَمَى به الرَّامي ذَهَب مُستَويًا، ويُصيبُ بعَرْضِه دُونَ حَدِّه، وربَّما كانت إصابتُه بوسَطِه الغليظِ فكَسَرَ ما أَصابَه وهَشَمَه، فكان كالمَوْقوذةِ، وإنْ قَرُبَ الصَّيدُ منه أصابَه بموضعِ النَّصْلِ منه فجَرَحَه. يُنظر: ((تاج العروس)) للزَّبِيديِّ (18/414)، ((المغني)) لابن قُدامةَ (9/383).
  6. (6) أخرجه البخاري (5486) واللفظ له، ومسلم (1929).
  7. (7) أخرجه مسلم (1929).
  8. (8) ((إعلام الموقعين)) لابن القيم (3/101).
  9. (9) ((شرح النووي على مسلم)) (13/78).
السابق
التالي