الموسوعة الفقهية

تمهيدٌ: في آدابِ السَّفرِ


من آدابِ السَّفرِ التي على المُسلِمِ أن يَحْرِصَ عليها:
1- المبادرةُ بالتَّوبة من جميعِ الذُّنوبِ والمعاصي، والخروجُ عن مظالمِ النَّاسِ.
2- كتابَةُ وصِيَّتِه وما له، وما عليه من دينٍ، وَيُشْهِدُ، وقضاءُ ما يُمكِنُه منَ الدُّيونِ، ويرُدُّ الودائعَ، ويُوكِّلُ من يقضي ما لم يتمكَّنْ من قضائِه مِن دُيونِه.
3- يترُكُ نفَقَةً لأهلِه ولِمَن يَلْزَمُه نَفقَتُه إلى حينِ رُجوعِه.
4- أن تكون نفَقَتُه طيِّبةً حَلالًا بعيدةً من الشُّبَهِ   وذلك لِمَا صحَّ عنه صلَّى الله عليه وسَلَّم أنَّه قال: ((إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبَلُ إلا طَيِّبًا)). رواه مسلم (1015) من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه.
5- أن يتعَلَّمَ ما يُشرَعُ له في حَجِّه وعُمْرَتِه، ويتفَقَّهَ في ذلك، ويسأل عما أَشْكَلَ عليه, وأنْ يستصْحِبَ معه كتابًا واضحًا في أحكامِ المناسِك جامعًا لمقاصِدِها.
6- طلَبُ صُحبَةِ الأخيارِ مِن أهْلِ الطَّاعةِ في السَّفَر، والبُعْدُ عن الوَحْدَةِ   لحديثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: قال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسَلَّم: ((لو يعلمُ الناسُ ما في الوَحْدَةِ ما أعلَمُ، ما سار راكبٌ بليلٍ وَحْدَه)). رواه البخاري (2998).
7- يُسْتَحَبُّ أنْ يُوَدِّعَ أهلَه وجِيرانَه وأصْدِقاءَه وأحبابَه، وأَنْ يُودِّعوه؛ بما ورَدَ في السُّنَّة   بأنْ يقول كلُّ واحدٍ لصاحبه: أسْتَوْدِعُ اللَّه دِينَك وأمانَتَك وخَواتِيمَ عملك. كما روى ذلك أبو داود (2600)، والترمذي (3443)، وابن ماجه (2826)، وأحمد (4957)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10346). من حديث عبد الله بن عمر رَضِيَ اللهُ عنهما. وأن يقول المقيمُ للمسافر: زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى وغفر ذَنْبَك ويسَّر لك الخير حَيْثُما كُنْتَ. رواه الترمذي (3444) واللفظ له، والدارمي (2671). من حديث أنس رَضِيَ اللهُ عنه.
8- الإكثارُ مِن ذِكْرِ اللهِ، وتلاوةِ القُرآنِ، والدُّعاءِ؛ ومن ذلك دعاءُ الرُّكوبِ والسَّفَر   جاء عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسَلَّم كان إذا استوى على بعيرِه خارجًا إلى سفرٍ كَبَّرَ ثلاثًا، ثمَّ قال (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللهمَّ إنَّا نسألُك في سَفَرِنا هذا البِرَّ والتقوى، ومن العَمَلِ ما ترضى، اللهمَّ هَوِّنْ علينا سَفَرَنا هذا واطْوِ عنَّا بُعْدَه، اللهمَّ أنت الصاحِبُ في السَّفَر، والخليفةُ في الأهْلِ، اللهمَّ إني أعوذُ بك من وَعْثاءِ السَّفَر، وكآبَةِ المنْظَرِ، وسوءِ المُنْقَلَب في المالِ والأَهْلِ) إذا رجع قالهُنَّ وزاد فيهن (آيبونَ تائبونَ عابدون، لربِّنا حامدون). رواه مسلم (1342). ، والتسبيح إذا هَبَط، والتكبير إذا علا مرتفَعًا   فعنِ ابنِ عُمَرَ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا قفل مِن غَزْوٍ أو حجٍّ أو عُمْرَة، يكبِّرُ على كلِّ شَرَفٍ من الأرض ثلاثَ تكبيراتٍ. رواه البخاري (1797) واللفظ له، ومسلم (1344). ، والتعوُّذ بكلماتِ اللهِ التَّامَّات مِن شَرِّ ما خَلَقَ، إذا نزل في مكانٍ   فقد قال رسول اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم: ((من نزل منزلًا ثم قال: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّات من شرِّ ما خلق، لم يَضُرَّه شيءٌ حتى يرتحِلَ مِن منزله ذلك)) رواه مسلم (2708). والدُّعاء عند السَّحَر بأن يقول إذا أسحَرَ: (سمِعَ سامعٌ بحمدِ اللهِ وحُسْنِ بـلائِه علينا، ربَّنا صاحِبْنا وأفْضِلْ علينا؛ عائذًا باللهِ مِنَ النَّارِ) رواه مسلم (2718) من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه.
9- الخروجُ يَومَ الخَميسِ إذا تيسَّرَ له ذلك؛ لِفِعْلِه صلَّى الله عليه وسَلَّم   فقد روى البخاريُّ أنَّ كعبَ بنَ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه كان يقول (لقَلَّما كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسَلَّم يخرج إذا خرج في سَفَرٍ إلَّا يومَ الخميسِ). رواه البخاري (2949). وهذا من باب الأفضليَّة وإلا فقد خَرَجَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسَلَّم في حجَّةِ الوداع يوم السَّبْتِ. ينظر ((فتح الباري)) لابن حجر (8/104).
10- ينبغي له أن يستعمِلَ الرِّفقَ وحُسْنَ الخُلُقِ، ويتجنَّبَ المخاصَمَة، ومزاحمةَ النَّاسِ في الطُّرقِ، وأن يصونَ لِسانَه من الشَّتْم والغِيبَة وجميعِ الألفاظِ القبيحةِ، وأن يحفَظَه من الكَذِب والغِيبة، والنَّميمَة والسُّخرِيَة، وكثرَةِ القِيلِ والقال، والخَوْضِ فيما لا يعنيه، والإفراطِ في المزاحِ.
11- يحرُم على المرأة أَنْ تُسافِر للحَجِّ أو العُمْرَةِ مِن غيرِ مَحْرَمٍ   لحديث أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسَلَّم: (لا يَحِلُّ لامرأةٍ تُؤْمِن باللَّه واليومِ الآخِر تُسافِرُ مسيرةَ يومٍ وليلةٍ إلَّا مع ذي مَحْرَمٍ عليها). رواه البخاري (1088)، ومسلم (1339) واللفظ له.
12- يُسْتَحَبُّ للمسافِرِ أن يبذُلَ البِرَّ في أصحابِه، وعليه أن يكُفَّ أذاه عنهم، ويأمُرَهم بالمعروفِ، وينهاهم عن المنْكَر بالحِكْمَة والموعِظَة الحَسَنةِ بقَدْرِ الاستطاعةِ.
13- المحافظةُ على الصَّلواتِ الخَمْسِ في الجماعَةِ.
14- إذا لم يكن أهلُه معه، فمِنَ السُّنَّةِ تعجيلُ الرُّجوعِ إليهم لحديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسَلَّم قال‏:‏ ((‏السَّفَرُ قِطعةٌ من العذاب؛ يمنعُ أحدَكم طعامَه، وشرابَه ونومَه، فإذا قضى أحدُكم نَهْمَتَه فليُعَجِّلْ إلى أهلِه)) رواه البخاري (3001) واللفظ له ومسلم (1927).
15- من السُّنَّةِ ألَّا يَطْرُق أهلَه ليلًا إذا قَدِمَ إلَّا إذا أخبَرَهم بذلك   ثبت ذلك في حديث جابرٍ الذي رواه البخاري (1801)، ومسلم (715).
16- من السُّنَّة عند القُدومِ مِنَ السَّفَر أن يأتيَ المسجِدَ القريبَ إلى مَنْزِلِه، ويُصَلِّيَ فيه ركعتينِ   دلَّ على ذلك حديثُ جابرٍ وحديثُ كعب بن مالك: ((أَنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسَلَّم كان إذا قَدِمَ من سفر بدأ بالمسجِدِ فركع فيه ركعتين ثُمَّ جلس)) حديث جابر: رواه البخاري (2604)، ومسلم (715)، وحديث كعب: رواه البخاري (3088)، ومسلم (2769).

انظر أيضا: