روائع المقالات القديمة

عدد النتائج ( 41 ). زمن البحث بالثانية ( 0.036 )
1 - السعادة ، فترمونها؛ زهدًا فيها، واحتقارًا لها.  يُصاب أحدكم بصداع أو مغص، أو بوجع ضرس، فيرى الدنيا سوداء مظلمة؛ فلماذا لم يرها لما كان صحيحًا بيضاء مشرقة؟ ويُحْمَى عن الطعام ويُمنع منه، فيشتهي لقمة الخبز ومضغة اللحم، ويحسد من يأكلها؛ فلماذا لم يعرف لها لذتها قبل المرض؟ لماذا لا تعرفون النِّعم إلا عند فقدها .
2 - الدعوة إلى الحق بما يناسب حاله ويليق بمقامه، فالمستجيبون القابلون لما جاءوا به، الذين ليس عندهم معارضات لما جاءت به الرسل، يبينون لهم الحق، ويخبرونهم بمواضع مراضي الله ومواطن سخطه، فإن ما معهم من الإيمان الصادق، والانقياد الصحيح، والاستعداد لطلب الحق، أكبر داع إلى سلوك سبيله إذا بان، والانقياد له إذا اتضح؛ ولهذا يخبر .
3 - أثر الصوم في النفوس منظم على حمل المكروه من جوع وعطش وسكوت، ودرس مفيد في سياسة المرء لنفسه، وتحكُّمه في أهوائها، وضبطه بالجدِّ لنوازع الهزل واللغو والعبث فيها، وتربية عملية لخلق الرحمة بالعاجز المعدم، فلولا الصوم لما ذاق الأغنياء الواجدون ألم الجوع ولما تصوروا ما يفعله الجوع بالجائعين وفي الإدراكات النفسية جوانب لا يغني .
4 - من ذكريات الحج الحرب، يمشي رغم النكبات والمصاعب والأهوال.  لم توقف سيره جيوش الصليبيين لما رمتنا بها أوربة، فجاءت كالسيل المنهمر، ولكنه سيل من نار مدمرة، وهلاك مبيد، ولا القرامطة لما ثاروا ثورة البركان يرمي بالحمم، وعاثوا في الأرض فسادًا وتدميرًا، وأدخلوا الموت إلى الحرم الآمن، ولطخوا بدم الطائفين أرض المطاف .
5 - الحضارة المتبرجة وهو الغاية، ولذلك تجد هذه المدنية قد تبرَّجت لأبنائها تبرُّج الفنِّ العبقريِّ الحافل بأسباب التحكم المستمر في أعمال كلِّ حيٍّ. ولما كانت هذه الحوافز على تعددها إنما هي في الحقيقة اختصاص فردي لكل واحد من الناس– لأن اللذة لا تقبل الشركة والتعدد– ولكل اختصاص عيب هو الأثرة، والإصرار على التفرد .
6 - وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ واستكانتها، والشاهد على ذلك أنَّ جميع الدول الإسلامية اليوم ضعيفة، ودولة اليابان الوثنية في أعلى درجات القوة والعزة، بل إنَّ الأمم المتمدنة تعتقد أنَّ الدين حجاب كثيف يحول دون الارتقاء - لولا أن مزقَّته لما لاح لها نور العلم بطرق السعادة- وقيد ثقيل، لولا أن فكُّوه لما أمكنهم الإيجاف والإبضاع والتزلل .
7 - المطالعة ! ومن الكتب ما يُدخل الجنة، ومنها ما يُدخل النار، فلينتبه الطالب، وليسأل من يثق به من المدرسين والعلماء، وإلا كان ترك المطالعة خيراً منها. لما كنا صغاراً لم يكن في أيامنا هذا الرائي (التلفزيون) ولا الرادُّ (الراديو)، ولا كانت هذه الأشياء قد اختُرعت، ولم تكن السينما الناطقة قد وجدت، فما كان عندنا .
8 - سنن الاجتماع في الحاكمين والمحكومين بالشعب أو الأمة من حيث يخدمونه و(كل ميسر لما خلق له) ومسيَّر إلى حيث يسوقه استعداده، فمن سابق ومتخلف، ومن محسن ومسيء، والكل جزاء، والجزاء إما مال يكفي أو يغني، وإما مال وجاه يعلي. جزاء الأعمال التي تطلبها طبيعة الاجتماع طبيعي مثلها، ولولا ذلك لما اندفع كل فريق إلى العمل الذي يزين له استعداده جزاءه .
9 - حقوق المال في الإسلام فوق بعض درجات في كل الصفات؛ في العقل والحمق، وفي العلم والجهل، وفي حسن الخلق وضده، وفي الغنى والفقر، وفي كثرة الأولاد والأموال والأتباع وضد ذلك؛ حكم بذلك قدراً، ويسر كلًّا لما خلق له، وأوجب على كل من أعطاه شيئاً من هذه النعم وغيرها من واجبات حددها وفصلها تفصيلًا، وجعل لنيل المطالب الدنيوية والأخروية .
10 - صدق العزيمة - أو قوة الإرادة ، انقلب همه في الحال عزمًا صادقًا، أما من لم تسبق له تجربة فقد يتخيل الأمر بمكان لا تناله يده، أو يخشى من أن يلاقي وراء السعي إليه خيبة؛ فيقف في تردد وإحجام، فذو العمر الطويل من أولى الألباب قد يكون أسرع إلى بعض الأمور وأشد عزمًا عليها من حديث السن، لما تفيده التجارب من إمكانها ونجاح السعي لها. وتنشأ قوة .
11 - اختلاط الجنسين في نظر الإسلام من نفسك، فوعدهن يومًا لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن. ولو كان اختلاط الطلاب بالطالبات مما يأذن به الدين لكان للنساء أن يجلسن مع الرجال في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما قلن له: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يومًا من نفسك، ولما وعدهن يومًا لقيهن فيه وحدهن. وأذكر منها ما رواه الإمام البخاري في صحيحه .
12 - العجيبة الثامنة عليها بأمثلة. فهذا كتاب (الفصول والغايات) الذي قالوا إن المعري عارض به القرآن، واستمرت التهمة أكثر من تسعة قرون والمتهم بريء، والكتاب مفقود، وفقده يؤكد التهمة ويقويها، حتى وجده خالي محب الدين الخطيب في مكة في موسم الحج أيام الشريف حسين، لما كان محرر (القبلة) التي حلت محلها الجريدة الرسمية (أم القرى) رآه بيد .
13 - حقيقة التدين الزائف جلالها، وليس ثمة إلا لقب يورث، يحمله وهو على أهبة تركه إن عارض شيئًا من متاع الدنيا الذي يجتذبه كل حين، وإذا كان الدين قد هزمه انفعال الجوع هنا، فقد انهزم من قبل أمام سورة الحقد المضطرم في نفوس آبائهم لما سألهم الأميون من العرب عن دين محمد، فزعم الأحبار المؤمنون أن الوثنية خير منه {أَلَمْ تَرَ إِلَى .
14 - عبادة الأحرار من هذا المعنى إذ جعل الصيام معادلًا لتحرير الرقبة في ثلاثة أحكام من كتابه: إذ جعل على من قتل مؤمنًا خطأ تحرير رقبة مؤمنة، ودية مسلمة إلى أهله {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ} [النساء : 92]. وجعل على الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا تحرير رقبة .
15 - أعيادنا بين العادة والعبادة كان للشعائر سلطانها الديني على النفوس لما أفطر في رمضان أحد، ولما ترك الصلاة أحد، ولما كان للعادة دخل في هذا المجال، ولو كان المتشددون مدفوعين بدافع ديني لكان تشددهم مع تاركي الصلاة أقوى وأشد، وأولى وأوكد. وعمود هذه الكلمة هو الأعياد، ولكن ضرورة التمثيل خرجت بنا عن الجدد إلى الحيد بعض الشيء، فلنعد إلى العيد .