قراءة وتعريف

‏‏‏‏جُهودُ شَيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ في بابِ أسماءِ الله الحُسنى (قراءة وتعريف)
book
أرزقي بن محمد السعيد سعيدي
عنوان الكتاب: ‏‏‏‏جُهودُ شَيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ في بابِ أسماءِ الله الحُسنى
اسـم المؤلف: أرزقي بن محمد السعيد سعيدي
النـاشــر: مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع - الرياض
رقم الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1435هـ
عدد الصفحات: 1087
نوع الكتاب: رسالةٌ علميةٌ لنَيلِ درجةِ الدُّكتوراه مِن الجامعةِ الإسلاميَّةِ بالمدينةِ المنوَّرةِ.


التَّعريفُ بموضوعِ الكِتابِ:

لا يخفى المقامُ الكبيرُ لشيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ، وأنَّه من العُلماءِ الذين اصطفاهم اللهُ تعالى لنشرِ العِلمِ، وبَذلِ الدَّعوةِ لمن ضلَّ عن الهدى المستقيمِ، فقاموا بالمهمَّةِ خيرَ قيامٍ، وصبروا على ما نالهم في ذلك من الأذى، فأحيَوا بما آتاهم اللهُ عزَّ وجَلَّ من فِقهٍ في كتابِه الكريمِ وسُنَّةِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما اندرس من معالمِ الدِّينِ، وبَصَّروا من عَمِيت قلوبُهم عن معرفةِ الحَقِّ والعَمَلِ به، فكان لهم الأثرُ الحسَنُ على هذا الأمَّةِ إلى يومِنا هذا، وإلى أن تقومَ السَّاعةُ بإذنِ اللهِ تعالى، وممَّا تتَّضحُ به مكانةُ الإمامِ ابنِ تيميَّةَ العِلميَّةُ اعتمادُ كُلِّ من تلاه على مؤلَّفاتِه، فلا تكادُ تجِدُ باحثًا في موضوعٍ من موضوعاتِ الاعتقادِ إلَّا وأوَّلُ ما يُعَرِّجُ عليه كتُبُ هذا الإمامِ؛ يلتَمِسُ فيها كلامًا يشفي غليلَه، ويرجعُ ذلك لما تميَّز به رحمه اللهُ تعالى من النَّهجِ السَّليمِ في العقائدِ، على ما كان عليه السَّلَفُ الصَّالحُ، وعدَمِ تجاوُزِه قِيدَ أُنمُلةٍ، والسُّهولةِ في عبارتِه وقربِها من أفهامِ من جاء بعدَه، وابتعادِه عن التَّكلُّفِ، كما تميَّز بأمانتِه الشَّديدةِ في النَّقلِ ونِسبةِ الأقوالِ والمذاهِبِ إلى أهلِها، مع الإنصافِ والعدلِ المنقَطِعِ النَّظيرِ تجاهَ مخالفيه؛ فكان من المناسِبِ الاعتناءُ بتراثِ هذا الإمامِ دراسةً وتحقيقًا؛ لهذا عزم مؤلِّفُ هذا الكتابِ على أن ينضَمَّ لجهودِ من اعتنى بتراثِ هذا الإمامِ، واختار بابًا عظيمًا من أبوابِ التَّوحيدِ، ألا وهو بابُ أسماءِ اللهِ الحسنى، وذلك بجمعِ جهودِه في هذا البابِ تقريرًا وشرحًا وردًّا على المخالِفين لأهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، فكان هذا البحثُ الذي اختار له جامعُه ومؤلِّفُه عنوانَ: ((جهودُ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ في بابِ أسماءِ الله الحُسنى)).

ومن أبرَزِ الأسبابِ التي دعَتْه لاختيارِ الموضوعِ كما ذكر الباحِثُ في المقدِّمةِ:

- أنَّ بحثَ هذا الموضوعِ له عَلاقةٌ بأوَّلِ رُكنٍ من أركانِ الإيمانِ وأشرَفِه قدرًا على الإطلاقِ؛ ألا وهو الإيمانُ باللهِ تعالى.

- ما للتَّعبُّدِ لله بأسمائِه الحسنى من آثارٍ وفوائدَ عظيمةٍ على العبدِ.

- المكانةُ العِلميَّةُ التي تميَّز بها شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ في علومِ الشَّريعةِ عُمومًا، وأبوابِ الاعتقادِ خصوصًا؛ ممَّا يجعلُ دراسةَ جهودِه في هذا البابِ في غايةِ الفائدةِ للقُرَّاءِ والباحثين.

- عدمُ وقوفِ الباحثِ على رسالةٍ عِلميَّةٍ أو دراسةٍ متخَصِّصةٍ تجمعُ جُهودَ ابنِ تيميَّةَ في هذا البابِ؛ ممَّا يجعلُ الاستفادةَ من هذه المادَّةِ المنثورةِ في مختَلِفِ مؤلَّفاتِه الكثيرةِ أمرًا ليس باليسيرِ على الباحثين.

جاء هذا البحثُ مُقَسَّمًا إلى مقدِّمةٍ وتمهيدٍ وثلاثةِ أبوابٍ وخاتمةٍ.

ضمَّ كلٌّ من تمهيدِه وأبوابِه جملةً واسعةً من الفصولِ والمباحِثِ والمطالِبِ.

فبدأ بالمقَدِّمةِ، والتي اندرج تحتها: الافتتاحيَّةُ، ومنزلةُ الموضوعِ، وأسبابُ اختيارِه، والدِّراساتُ السَّابقةُ، وخُطَّةُ البحثِ، ومَنهَجُه.

وأمَّا التَّمهيدُ فقد تضمَّن ثلاثةَ مباحِثَ، تحتَ كُلِّ مبحَثٍ عدَدٌ من المطالِبِ، فذكر في المبحَثِ الأوَّلِ منهَجَ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في توحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ عُمومًا، وعَرَّف بالمخالفين لأهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في بابِ الأسماءِ الحسنى عمومًا.

وفي المبحَثِ الثَّاني ترجم بإيجازٍ لشَيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ رحمةُ اللهِ عليه.

والمبحَثُ الثَّالثُ كان عن منهَجِ شَيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ في العقيدةِ، وضَمَّنه: منهجَه في تقريرِ دلائِلِ مباحثِ الاعتقادِ، وفي تقريرِ مباحِثِ الاعتقادِ، وفي الرَّدِّ على المخالِفين لأهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ.

وأمَّا أبوابُ الكتابِ الثَّلاثةُ فهي كالآتي:

البابُ الأوَّلُ: جهودُ شَيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ في تقريرِ المباحِثِ المتعَلِّقةِ ببابِ الأسماءِ الحُسنى:

وجاء مشتَمِلًا على فصولٍ ثلاثةٍ:

الفَصلُ الأوَّلُ: كان عن جهودِه في تقريرِ مَنزلةِ بابِ الأسماءِ الحُسنى، ومنهَجِ أهل السُّنَّةِ في الاستدلالِ.

الفَصلُ الثَّاني: جهودُه في تقريرِ المباحِثِ المتعَلِّقةِ بثبوتِ أسماءِ اللهِ الحُسنى وتعيينِها.

الفَصلُ الثَّالِثُ: جهودُه في تقريرِ المباحِثِ المتعَلِّقةِ بأحكامِ أسماءِ اللهِ الحُسنى.

البابُ الثَّاني: جهودُ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ في تعيينِ أسماءِ اللهِ الحُسنى وشَرحِها.

وفي هذا البابِ فصلانِ:

الفَصلُ الأوَّلُ: جهودُه في تعيينِ أسماءِ اللهِ الحُسنى.

الفَصلُ الثَّاني: جهودُه في شرحِ أسماءِ اللهِ الحُسنى.

البابُ الثَّالِثُ: جهودُ شَيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ في الرَّدِّ على المخالِفين لأهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في بابِ أسماءِ اللهِ الحُسنى.

وفيه فصلانِ:

الفَصلُ الأوَّلُ: جهودُه في تقريرِ موضوعِ "الاسمِ والمُسَمَّى" والرَّدِّ على المخالِفين.

الفَصلُ الثَّاني: جهودُه في الرَّدِّ على الطَّوائِفِ المنحَرِفةِ في بابِ الأسماءِ الحُسنى.

ثمَّ بعدَ ذلك الخاتمةُ، وفيها أهمُّ نتائجِ البَحثِ، والتَّوصياتُ المقتَرَحةُ.

ومن أبرَزِ النَّتائجِ التي توصَّل لها الباحِثُ من خلالِ كتابةِ هذه الرِّسالةِ العِلميَّةِ ما يلي:

- ما حفَلت به حياةُ شَيخِ الإسلامِ رحمه اللهُ من أحداثٍ بارزةٍ، ومواقِفَ عديدةٍ أسهمت في تكوينِ هذه الشَّخصيَّةِ العظيمةِ التي لم يَعرِفْ لها العالمُ الإسلاميُّ بعدَه مثيلًا.

- عنايةُ شيخِ الإسلامِ الفائقةُ بتقريرِ المنزلةِ العاليةِ التي يتبوَّؤها بابُ أسماءِ اللهِ الحُسنى بينَ سائرِ أبوابِ الاعتقادِ، ببيانِ اقتضاءِ أسماءِ اللهِ الحُسنى لمسمَّياتِها ومتَعَلِّقاتِها، وآثارِ هذه الأسماءِ على النَّفسِ والكونِ، والثَّمَراتِ التي يجنيها العبدُ من العلمِ والتَّعبُّدِ للهِ تعالى بها.

- تقريرُ شَيخِ الإسلامِ رحمه اللهُ لمنهَجِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في الاستدلالِ على مباحِثِ هذا البابِ بالقرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ النَّبَويَّةِ الصَّحيحةِ، والإجماعِ والفِطرةِ السَّليمةِ والعقلِ الصَّريحِ الموافقِ للنَّقلِ الصَّحيحِ، مؤكِّدًا على وسطيَّتِهم في هذا البابِ وسائِرِ أبوابِ الاعتقادِ والدِّينِ.

- وضَع شيخُ الإسلامِ ضابطًا محدَّدًا يمكِنُ من خلالِه اعتبارُ الاسمِ من أسماءِ اللهِ الحُسنى، وهو يقومُ على شرطين: الأوَّلُ: أن تكونَ هذه الأسماءُ ممَّا جاءت في الكتابِ والسُّنَّةِ الصَّحيحةِ، وهذا مبنيٌّ على قاعدةِ أنَّها توقيفيَّةٌ. الثَّاني: أن تقتضيَ المدحَ والثَّناءَ بنفسِها، وهذا مبنيٌّ على قاعدةِ أنَّ أسماءَ اللهِ كُلُّها حسنى.

- يرى شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ أنَّ أسماءِ اللهِ الحُسنى غيرُ محصورةٍ بعددٍ مُعَيَّنٍ.

- قرَّر شيخُ الإسلامِ جملةً من القواعِدِ المتعَلِّقةِ بهذا البابِ، ذكر بعضَها الباحثُ.

- عنايةُ شيخِ الإسلامِ بشَرحِ العديدِ من الأسماءِ الحُسنى، وعنايتُه بموضوعِ الاسمِ والمُسمَّى غايةَ العنايةِ.

والكتابُ فريدٌ في بابِه.