خدمة الأحاديث المشابهة
(ضمن خدمات الموسوعة الحديثية)

 

استِكمالًا لِمَا بدأتْه مؤسَّسةُ الدُّرَر السَّنِيَّة مِن تَيسيرِ الوُصولِ إلى أحاديثِ الرَّسولِ  صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ يأتي هذا العملُ الأحاديث المشابِهة؛ ليُتمِّمَ الاستفادةَ مِن الموسوعةِ الحَديثيَّة لكلِّ طالِبِ عِلمٍ وباحِثٍ ومُستفيدٍ.

فمِن المعلومِ أنَّ الأحاديثَ النبويَّةَ مَرويَّةٌ في الكتُب والمصادِر بطُرُقٍ مُختلِفةٍ؛ فربَّما رُوي المتنُ الواحدُ مرَّةً كاملًا ومرَّةً أخرى مُقتصَرًا فيه على موضِعِ الشَّاهِد فقط، وربَّما تَخلَّل متنَ الحديثِ قِصَّةٌ طَويلةٌ، وربَّما كان الحديثُ مُقتصرًا على موضوعٍ واحدٍ، وربَّما أكثرَ مِن موضوعٍ، وأحيانًا يَرويه صحابيٌّ بإيجازٍ واختصارٍ، ويَرويه صحابيٌّ آخَرَ مُطوَّلًا؛ ولَمَّا كانت الموسوعةُ الحديثيَّةُ بمؤسَّسة الدُّرَر السَّنِيَّة قدِ اشتمِلتْ على قدْرٍ كبيرٍ مِن المتونِ والرِّواياتِ؛ جاءتْ فِكرةُ هذا المشروع إكمالًا لعِقْدِ فوائدِها وجِيدِ نفائِسِها.

وذلك بأنْ يُعرَضَ للمُستفيدِ الأحاديثُ المشابِهة للحديثِ الَّذي بحَث عنه فيُضافُ مَزيدٌ مِن النتائِج المهمَّةِ الَّتي تُسهِمُ في إثراءِ البَحثِ، وتُوقِفُ الباحثَ والمستفيدَ على معانٍ وألفاظٍ مُختلِفةٍ، وتُتيحُ له مجالًا للمُقارَنةِ بيْن المتونِ والألْفاظِ؛ فلا تَخفَى فائدةُ الوقوفِ على مُختلفِ الرِّواياتِ وتَعدُّدِ الألفاظِ للحَديثِ، بما يُوضِّحُ مُشْكلًا، أو يَفتَح مُغلَقًا؛ فكمْ مِن حديثٍ رُوي مُجمَلًا فوضَّحَه وبيَّن معانيَه رِوايةٌ أخرى له!

مِن فوائد العمل على الأحاديثِ المشابهة، ما يأتي:

  • تُتيحُ للباحِثِ الوُقوفَ على دَقائِق المعاني، ومُختلفِ الألفاظِ.
  • تُوقِفُ الخطيبَ والمحاضِرَ والمعلِّمَ على تعدُّدِ الرِّواياتِ؛ المطوَّلِ منها والمختصَر؛ ممَّا يُساعِدُه على إحكامِ الجَمْعِ، وتَجويدِ السَّرْدِ للحديثِ بمختلفِ رِواياتِه، واستخلاصِ المواعِظِ والحِكَمِ مِن مُجمَلِ ألْفاظِه ومَعانيه.
  • يَستفيدُ منها العاميُّ والباحثُ غيرُ المتخصِّصِ بالوقوفِ على ما خَفِيَ عليهم مِن ألْفاظِ الحديثِ الواحِدِ، وما عَزَبَ عنهم مِن مَعانٍ مُتعدِّدةٍ.

وكلُّ هذا ممَّا يَحفَظُ للباحثِ وقْتَه، ويُوفِّرُ له جُهدَه.
 

مِثالٌ توضيحيٌّ:

حديثُ: ((لقدْ همَّمتُ أنْ آمُرَ فِتياني أنْ يَستعدُّوا لي بحُزَمٍ مِن حطَبٍ، ثم آمُرَ رجُلًا يُصلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ تُحرقُ بُيوتٌ على مَن فيها).(

هذا الحديثُ ورَدَ بألفاظٍ مُختلفةٍ؛ فتارةً: (آمُر فِتياني)، وتارةً (آمُر رجُلًا)، ومرَّةً (آمُر فِتيتي).

وهذه الألفاظُ لا تَخطرُ على بالِ كلِّ باحثٍ، ولا يَعرِفُها كلُّ أحدٍ، فبمُجرَّد أنْ يَكتُبَ أيَّ لفظٍ مِن هذه الألفاظِ تَظهَرُ له في النتائجِ جميعُ الأحاديثِ المشابهةِ الآتيةِ:
 

 1- (لقَدْ هَمَمْتُ أنَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُخالِفَ إلى رِجالٍ يَتَخَلَّفُونَ عنْها، فَآمُرَ بهِمْ فيُحَرِّقُوا عليهم، بحُزَمِ الحَطَبِ بُيوتَهُم، ولو عَلِمَ أَحَدُهُمْ أنَّه يَجِدُ عَظْمًا سَمينًا لَشَهِدَها -يَعْني: صَلاةَ العِشاءِ).

2- (إنَّ أَثْقَلَ صَلاةٍ علَى المُنافِقينَ صَلاةُ العِشاءِ، وصَلاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فيهما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، ولقَدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ بالصَّلاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصلِّيَ بالنَّاس، ثُمَّ أَنْطَلِقَ معي برِجالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدونَ الصَّلاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ).

3- (لقَدْ هَممتُ أنْ آمُرَ فِتيتي فيجمَعوا حِزَمًا من حطَبٍ ، ثمَّ آتي قومًا يُصلُّونَ في بُيوتِهِم ليسَتْ بهِم عِلَّةٌ فأُحرِّقَها عليهِم. قلتُ ليَزيدَ بنِ الأصمِّ: يا أبا عوفٍ، الجُمُعةَ عنَى أو غيرَها؟ قالَ: صُمَّتَا أذُنايَ إنْ لم أَكُنْ سَمِعْتُ أبا هُرَيْرةَ يَأثرُهُ عن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، ما ذَكَرَ جُمعةً ولا غيرَها! )

خدمة الأحاديث المشابهة