نُبذةٌ عن شُروحِ الأحاديث

 

الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمين، وصلَّى وسلَّمَ على خاتَمِ الأنبياءِ والمُرسَلين، وبعدُ:
 

فاستِكمالًا لِمَا بدَأتْه مؤسَّسةُ الدُّرَرِ السَّنيَّةِ مِن تَيسيرِ الوُصولِ إلى أحاديثِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَأتي هذا المشروعُ المهمُّ (مَشروع شُروحِ الأحاديث)؛ إذ فَهْمُ كَلامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن تَمامِ حِفظِ السُّنَّةِ، ومِن تَيسيرِ العَملِ بها، وقد أُوتيَ نبيُّنا محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَوامعَ الكَلِمِ، ورُزِقَ مِن القَولِ أصدَقَه، ومِن الفِعلِ أحسَنَه، ومِن المعنى أصَحَّه وأمْكَنَه، وقد تَصدَّى العُلماءُ على مَرِّ العُصورِ لشَرحِ أحاديثِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وآثارِ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم، وبَيانِ مَعانيها ومَقاصدِها، وتَوضيحِ ما تَشتمِلُ عليه مِن فَوائدَ ودُرَرٍ، واختلَفَتْ في ذلك مَناهِجُهم وطَرائقُهم؛ كما اختلَفَتْ نَوعيَّةُ الأحاديثِ التي شرَحوها؛ فمنهم مَن شرَحَ أحاديثَ الأحكامِ، ومنهم مَن اقتصَرَ شَرحُه على كِتابٍ مِن الكُتبِ المُصنَّفةِ، وهكذا.
 

وقد أتمَّتْ مؤسَّسةُ الدُّرَرِ السَّنيَّةِ -بعونِ اللهِ تعالى وتَوفيقِه- نِسبةً كَبيرةً مِن شَرحِ ما حوَتْه المَوسوعةُ الحديثيَّةُ مِن أحاديثِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَرحًا مُيَسَّرًا، مُختصَرًا ومُفيدًا، بمَنهجيَّةٍ مُعيَّنةٍ، بحيثُ يَستفيدُ مِن الشَّرحِ طالبُ العِلمِ المتخصِّصُ، والدَّاعيةُ، والمُثقَّفُ، والعامِّيُّ.
 

وقد شَمِلَ هذا الشَّرحُ أحاديثَ الصَّحيحَينِ والأحاديثَ الصَّحيحةَ في السُّنَنِ الأربعةِ (أبي داوُدَ والتِّرمِذيِّ والنَّسائيِّ وابنِ ماجَهْ)، وجُملةً كَبيرةً مِن الأحاديثِ الصَّحيحةِ مِن غيرِ الكُتبِ السِّتَّةِ.
ونَسألُ اللهَ التَّوفيقَ والسَّدادَ، وأنْ يَنفَعَ المُسلمينَ في بِقاعِ الأرضِ بهذا الشَّرحِ، وأنْ يَجعَلَه ذُخرًا لنا يومَ نَلْقاه.
 

تظهر الشروح ضمن نتائج البحث في الموسوعة الحديثية.