قراءة وتعريف

يوم عرفة حكم وأحكام
book
فالح بن محمد بن فالح الصغير
عنوان الكتاب: يوم عرفة حكم وأحكام
النـاشـر: مكتبة التوبة - الرياض
سنة الطبع: الطبعة الأولى – 1431هـ
عدد الصفحات: 184

التعريف بموضوع الكتاب:
أيُّ يومٍ أعظم من يومٍ أكمل الله فيه دينه, وأتمَّ فيه شرعه, وأعزَّ فيه عباده؟ وأيُّ يومٍ أكبر من يومٍ يباهي الله فيه ملائكته الكرام بأهل الموقف؟ وأيُّ يومٍ أعظم من يومٍ تُقال فيه العثرات, وتُسكب فيه العبرات, وتُعتق فيه الرقاب من النار؟
إنه يوم عرفة .. اليوم العظيم, والذي يحصل فيه ذاك الاجتماع الكبير، على بقعةٍ جغرافيةٍ محدودة, اجتماعٌ اختلفت فيه الألوان, وتعدَّدت الأجناس, وتنوَّعت الألسنة, ولكن توحَّدت فيه القلوب والمقاصد, فكلٌّ يرجو رحمة الله, ويطلب رضاه, ويسأله من فضله العظيم.

إنَّ الوقوف بعرفة، هو أهمُّ وأعظم أعمال الحج على الإطلاق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة)، ولم يجمع العلماء على أمرٍ يفوت الحج بفواته، سوى الوقوف بعرفة.
ولما لهذا العمل من أهميةٍ كبيرة, ولكثرة المخالفات الحاصلة خلال تطبيق هذا الركن العظيم، رأينا أن يكون كتابنا في هذا الأسبوع حول هذه الشعيرة العظيمة, والعبادة الكبيرة.

(يوم عرفة حِكَمٌ وأحكام) كتابٌ قرَّر فيه المؤلف، أن يجمع ما في الموضوع من الأدلة, والأحاديث, وأقوال أهل العلم، ويبيِّن الحِكَم والأحكام المستنبطة منها, ويستجلب الفوائد والنكات العلمية من ثناياها.
استفتح المؤلف كتابه بتمهيدٍ، تناول فيه بيان المراد بيوم عرفة، وتعريفه, والمراد من الوقوف فيه، كما حدَّد فيه موقع عرفة الجغرافي وحدوده, مستعرضًا ما يُطلق عليه من أسماء، وأسباب تسميته بها.

ثم شرع في فصول الكتاب الثلاثة, فتناول في أولها، فضل يوم عرفة, فعدَّد مجموعةً من الفضائل المستنبطة من كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام, ثم تحدَّث عن فضل العمل الصالح فيه، والأجور المترتِّبة عليه, كما ذكر الأعمال التي يُستحبُّ عملها في ذلك اليوم, مستعرضًا الأدلة عليها, ذاكرًا الخلاف في المسائل الخلافية إن وجد, ومبيِّنًا ما ترجَّح لديه من الأقوال. ومن المباحث التي تناولها في هذا الفصل أيضًا، الأحاديث المنكَرة التي وردت في فضل يوم عرفة، ولم تثبُت صحتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فذكر عددًا منها, ونقل أحكام أهل العلم عليها.

ثم تلاه الفصل الثاني، والذي خصّصه للحديث عن الوقوف بعرفة, وضمَّنه العديد من المباحث, كحكم الوقوف بعرفة، والدفع إلى عرفات وما يُستحبُّ فيه، ووقت يوم عرفة، والوقوف فيه, وفوات الوقوف فيه، ومكان الوقوف، وشروطه، ومستحباته, ومحظوراته, وفي كلِّ هذه المباحث والمسائل، يستعرض المؤلف الأدلة, ويذكر الخلاف إن وُجد, ويذكر ما ترجَّح لديه.

أما الفصل الثالث، فكان عن الصلاة في يوم عرفة والخطبة, واشتمل على عدَّة مباحث: فتكلَّم أولًا عن جمع صلاتي الظهر والعصر في يوم عرفة، ثم تكلَّم عن قصْرهما، وعن الأذان والتطوُّع لهما، وعن حكم الصلاة فيما لو وافق يوم عرفة يوم الجمعة, كما تناول خطبة يوم عرفة، وتحدث عن الدفع إلى مزدلفة, وفي هذه المباحث أيضًا استعرض الأدلة, وذكر أقوال أهل العلم في المسائل الخلافية، مع نسبتها إلى أصحابها، وذكر ترجيحه.