موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثاني: أسلوبُ الإغراءِ


الإغراء: أمرُ المخاطَبِ بلُزوم أمرٍ يُحمَدُ به.
وتتنوَّعُ صُوَرُ الإغراءِ بين الإفرادِ والعطفِ والتكرارِ، كالتحذيرِ بغيرِ "إيَّاك".
1- الإغراءُ المُفْرَدُ بغير تَكرارٍ أو عطفٍ. تَقولُ: شأنَك يا زيدُ، الصلاةَ جامعةً. فهذا يجوزُ فيه إظهارُ الفِعْل المُضْمَر. تَقولُ: الْزَم شأنَك يا زيدُ، واحضُروا الصلاةَ. ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
جمالَك أيها القَلبُ القريحُ
ستلقى من تُحِبُّ فتستريحُ
بنصب (جمالك)، أي: الْزَمْ تجمُّلَك وحياءَك.
إعراب: شأنَك يا زيدُ
شأنك: مَفعولٌ به لفِعلٍ مَحذوفٍ جوازًا تقديره: الْزَم، منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ، والكاف ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
يا: حرف نداء مَبْنيٌّ على السُّكونِ.
زيد: منادى مَبْنيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ نصب.
2- الإغراءُ بالتكرارِ: تَقولُ: العِلْمَ العِلْمَ، ومنه حديث: « وَجَعَلَ النَّاسُ يقولونَ : الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ» أخرجه مسلم (705) .
ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
أخاكَ أخاكَ إنَّ من لا أخا له
كساعٍ إلى الهَيْجَا بغيرِ سِلاحِ
ففي كل تلك الشَّواهِدِ يُضمَرُ الفِعْلُ وُجوبًا؛ لقيامِ التَّكرارِ مقامَ الفِعْل، ولا يجوزُ الجَمعُ بين الفِعْلِ ونائِبِه.
إعراب: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ
الصلاةَ: مَفعولٌ به لفِعلٍ مَحذوفٍ وجوبًا تقديرُه: الزموا، منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
الصلاة: توكيدٌ لَفْظيٌّ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
3- الإغراءُ بالعطفِ: تَقولُ: شأنَك والحجَّ، المروءةَ والنجدةَ. وهذا يجبُ إضمارُ فِعْلِه أيضًا؛ للاستغناءِ عنه بالعَطفِ الذي يُقوِّي من أسلوبِ الإغراءِ بحيث لا يحتاجُ إلى ذِكرِ الفِعْل معه.
إعرابُ: المروءةَ والنجدةَ
المروءة: مَفعولٌ به لفِعلٍ مَحذوفٍ وجوبًا تقديره: الزم، منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
والنجدة: معطوفٌ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ يُنظَر: ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (7/ 3687)، ((شرح ألفية ابن مالك المقاصد الشافية)) للشاطبي (5/ 489). .

انظر أيضا: