موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الأوَّلُ: شروطُ الترخيمِ في النداءِ


يُشترَطُ في الاسمِ المرادِ ترخيمُه في النداءِ شُروطٌ يجبُ الوفاءُ بها:
1- أن يكونَ الاسمُ المرادُ ترخيمُه عَلَمًا، فتَقولُ: يا مالُ، يا عامُ، يا عائِشُ، ترخيمًا لمالِكٍ وعامرٍ وعائشةَ، ولا يجوز ترخيمُ: غلام، رسول... إلَّا المُؤَنَّث بتاء التأنيثِ، فيجوزُ ترخيمُه عَلَمًا كان أو غيرَ عَلَم، بشرطِ أن تكونَ مقصودةً؛ ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
جارِيَ لا تستنكري عَذيري
يريد: يا جاريةُ.
ويُسْتثنى من ذلك كَلِمةُ (صاحب)؛ فإنه كَثُر ترخيمُها في النداءِ؛ فيقال: يا صاحِ، وإنما جاز ذلك لكثرةِ استعمالهم لها، فصارت كالعَلَمِ.
2- ألَّا يكونَ مُضافًا، فلا يجوزُ ترخيم نحو: يا طلحةَ الخيرِ. وأمَّا نحو:
يا علقمَ الخيرِ قد طالت إقامَتُنا
فمِن النوادِرِ الشعريةِ التي لا يجوزُ القياسُ عليها، والبيتُ لا يُعلَمُ له تتِمَّةٌ ولا قائِلٌ.
3- ألَّا يكونَ مختصًّا بالنداءِ؛ فلا يُرخَّم نحوُ (فُلة)، وأما غيرُها من المختصَّات بالنداءِ فليست أعلامًا وليس فيها تاءُ التأنيثِ.
4- ألا يكونَ مندوبًا؛ فإنَّ المندوبَ لا يجوزُ ترخيمُه، سواءٌ لحِقَتْه الألِفُ أو لا، فلا يقال: وا عائِشَ، وا طلحَ.
5- ألَّا يكون مُستغَاثًا به فإنَّ المُستغَاثَ لا يجوزُ ترخيمُه كذلك.
6- ألَّا تَقِلَّ حروفُه عن أربعةِ أحرُفٍ، فلا يرخَّمُ الثلاثيُّ، نحوُ سَعد وهِند وزيد، إلَّا أن يكونَ مُؤَنَّثًا بالتاءِ، فترخَّم مِثْلُ هِبَة، فتَقولُ: يا هِبَ يُنظَر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (1/ 374)، ((توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)) (3/ 1128). .

انظر أيضا: