موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ التاسع: أسماءٌ لازمت النداءَ


هناك أسماءٌ لا تكونُ إلَّا منادًى، ولا تُستعمَلُ في غيرِ النداء، وهي:
أَبَت وأُمَّت، وقد سبق بيانُهما في نداءِ الأبِ والأمِّ.
اللهُمَّ. وهي لنداءِ اسمِ الجلالة (الله)، وهو منادى مَبْنيٌّ على الضَّمِّ، والميم زائدةٌ عوضًا عن أداةِ النداءِ المحذوفةِ؛ ولهذا لا يجوزُ الجمعُ بين الميمِ وأداةِ النداءِ. أما ما ورد في الشِّعرِ:
إنِّي إذا ما حَدَثٌ ألَمَّا
دَعَوْتُ يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمَّا
فمن قَبيلِ الضَّرورةِ الشِّعريةِ يُنظَر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (3/ 401)، ((توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)) للمرادي (2/ 1068). .
على أنَّه قد تَخرُجُ (اللهم) عن النِّداءِ، فيُؤتى بها لتَمكينِ الجوابِ في قَلبِ السَّائلِ؛ كمَن يَسألُك: هل حضَرَ زيدٌ؟ فتقولُ: اللَّهُم نعمْ. كما أنَّها قد تأتي لبيانِ النُّدرةِ، تقولُ: أنا لا أزُورُكَ اللَّهُم إلَّا أنْ تَدْعُوَني ينظر: ((معاني النحو)) لفاضل السامرائي (4/326). .
فُلُ وفُلَةُ: كنايةٌ عن مُفرَدٍ مُعَيَّنٍ من جنسِ الإنسان. تَقولُ: يا فُلُ تعالَ، ويا فُلَةُ احذَرِي؛ وكلُّ واحدٍ منهما منادى مَبْنيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ نصبٍ.
لُؤْمَان ونَوْمَان ومَلْأَم، أي: كثيرُ اللؤمِ، وكثيرُ النومِ.
وزن (فُعَل) للمُذَكَّر و(فَعَالِ) للمُؤَنَّث، للسَّبِّ. تَقولُ: يا لُكَعُ، ويا فَسَاقِ.
وقد يأتي نادرًا لغير النداءِ، كقَولِ الحُطَيئة:
أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوي
إلى بيتٍ قَعيدتُه لَكَاعِ
ومنه قولُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ » أخرجه الترمذي (2209)، وأحمد (23303) من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. .
وزن (مَفْعَلَان)، ويأتي للسَّبِّ في الغالِبِ أيضًا. تَقولُ: يا مَلْأَمانُ، يا مَلْكَعانُ، يا مَخبَثانُ، يا مَكذَبانُ يُنظَر: ((شرح الكافية لابن الحاجب)) لرضي الدين الإستراباذي (1/ 430)، ((أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)) لابن هشام (4/ 36). .

انظر أيضا: