موسوعة اللغة العربية

المطلَبُ الثَّاني: الفُنونُ المُستَحدَثةُ المَبنيَّةُ على الشِّعرِ


برع العُثمانيُّون في استِعمالِ أشكالِ الأدَبِ الشَّعبيِّ المُختَلِفةِ؛ فمِن المُوَشَّحاتِ قَولُ ابنِ النَّقيبِ [234] يُنظَر: ((ديوان ابن النقيب)) (ص: 263). :
يا ليالي السَّفحِ من عَهدِ الصِّبا
يا سَقى مَغناك صَوبُ الدِّيَمِ
كم تسَرَّقْتُ بها بَيْنَ الرُّبى
خُلَسًا مرَّتْ كطَيفِ الحُلُمِ
في زمانٍ لذَّ عَيشًا وصفا
نَعِمَت آصالُه والبُكُرُ
قد حلَلْنا فيه رَوضًا أُنُفًا
يستبينا طَيرُه المُستَحِرُ [235] المُستَحِرُ: الطَّائِرُ الذي يغَرِّدُ في السَّحَرِ. يُنظَر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (1/511).
بأهازيجَ من اللَّحنِ هَفا
عندَها النَّايُ وزاغَ الوَتَرُ
يرقُصُ الغُصنُ ويُصغي طَرَبًا
نحوَها بالجِيدِ كالمُفتَهِمِ
وإذا ما هيمَنَتْ رِيحُ الصَّبا
صفَّقَ النَّهرُ لذاك النَّغَمِ
ومن الخماسيَّاتِ قَولُ عبدِ اللهِ الشَّبراويُّ [236] يُنظَر: ((ديوان عبد الله الشبراوي)) (ص: 11). :
إنِّي أغالِطُ فيك صَحْبي
حتَّى يَرَوني غيرَ صَبِّ
مولايَ ما هذا التَّأبِّي
أمَّا هواكَ فمِلءُ قلبي
فلِما جَفَوتَ بغيرِ ذَنبِ
مُضناك رَهْنُ شُجونِه
أسرَتْهُ أعيُنُ عينِه
ناداك ضِمنَ أنينِه
يا ساحِري بجُفونِه
عَطفًا على صَبٍّ مُحِبِّ
ومن الرُّباعيِّ المُذَيَّلِ مكفوفِ الرَّجَزِ قَولُ ابنِ مَعتوقٍ في المدْحِ [237] يُنظَر: ((ديوان ابن معتوق)) (ص: 208). :
ما اشتُقَّ بياضُ مِسْكِها الكافورِ
مِسكَ الشَّعَرِ
إلَّا كَسَر الضُّحى بتَرْكِ النُّورِ
زَنْجَ السَّحَرِ
خُودٌ كُحِلَتْ جُفونُها بالغَسَقِ
وافترَّ شُنيبُها لنا عن فَلَقِ [238] الخُودُ: الشَّابَّةُ النَّاعمةُ الجميلةُ حَسَنةُ الخلقِ. يُنظَر: ((كتاب الألفاظ)) لابن السكيت (ص:211). والشُّنَيبُ: تصغيرُ شَنَبٍ، وهو بياضُ الأسنانِ وصَفاؤُها. يُنظَر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (1/345).
قد ضَمَّ لِثامُها شُعاعَ الشَّفَقِ
واستودِعَ فَجرُ نحرِها البِلَّوري
شُهْبَ الدُّرَرِ
وانبَثَّ ظلامُ فَرعِها الدَّيجوري
فوقَ القَمَرِ
الخَمرُ مُلَقَّبٌ بفيها برِضابْ
والطَّلْعُ بدا بثَغْرِها وهو حُباب
والدُّرُّ بنُطقِها مُسَمًّى بخِطابْ
ومن الدُّوبيت -وهو بيتانِ منظومانِ على قافيةٍ واحِدةٍ، ولا يُشترطُ في المِصراعِ الثَّالثِ مُوافقةُ القافية- قَولُ مَنْجَك باشا [239] يُنظَر: ((ديوان منجك)) (ص: 377). :
الهَجرُ بنا موَكَلٌ مخصوصُ
والصَّبرُ على احتمالِه منصوصُ
ما زلتُ أُجيلُ في هَواكم فِكري
حتَّى فُقِد الخيالُ والتَّشخيصُ

انظر أيضا: